التنصل عن المسئولية وعقوباتها في القران ….

من المحاضرة الرمضانية للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله التي يستمر فيها بشرح سورة الانفال

اعداد /#زيد_الغرسي

▪ البعض يجادل في الحق مع انه واضح لا لبس فيه

قال تعالى ” يجادلونك في الحق بعدما تبين لهم الحق ”
تحدث الله عن بعض المسلمين انهم جادلوا رسول الله في عدم الخروج لمعركة بدر مع ان الحق كان واضح بالنسبة لهم ..
وهذه الحالة مستمرة في واقع امتنا اليوم
البعض يجادل في القضايا والامور التي فيها الحق واضح وهو من اوضح القضايا كمظلومية الشعب الفلسطيني وخطر امريكا واسرائيل وغيرها ؛

وامام هذه الحالة دعانا الله للاستجابة لتوجيهاته بشكل عملي في الميدان ” يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم به ” فتوجيهات الله هي من منطلق رحمته لصلاحنا وصلاح واقعنا فاستجابتنا لها لها فوائد واثار ايجابية على الواقع ؛
– فعلى المستوى الشخصي يزداد الانسان وعيا وايمانا وينمي فيه قيم الحرية والعزة والاباء واستشعار المسئولية والحذر من التفريط …
– اما على مستوى الامة فالتوجيهات تساعد على بناء الامة في كل المجالات حتى تكون امة قوية لها قوتها وعزتها وحضارتها وتقدمها وحتى تكون قادرة على مواجهة كل التحديات والاخطار ..

▪انواع من يتهربون من توجيهات الله وتنفيذ مسئولياتهم ..

” يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم به ”
الحالة الطبيعية والسليمة هو ان يستجيب المؤمنون لتوجيهات الله لكن الكثير من الناس يتهرب من تنفيذها ويتنصل عن مسئوليته ومنهم :
– البعض يتجاهلها تماما ويتهرب من تنفيذها ويتنصل عن مسئوليته بشكل كامل …
– البعض يسمعها ولا ينفذها على ارض الواقع فمثلا يسمع توجيه الله ” يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله ” ولا يتحرك ..
– البعض يسمع توجيهات الله كالجهاد في سبيل الله والانفاق وغيرها ويعتبر نفسه وكأنه ليس معني وكأن الله لم يخاطبه ضمن الذين امنوا ..
– البعض يختار التنصل عن المسئولية والجمود والكسل ويتهرب حتى من الاعمال البسيطة مثل الهروب من سماع محاضرة او وقفة او انفاق من امواله ويتخذون هذا القرار بغباء شديد وكأنهم احكم من الله ويرون انها الحكمة وينظرون انها هي الخير لانفسهم وانهم اعلم بمصلحتهم من الله لانه اختار لنفسه طريقا سهلة الى الجنة بدون عناء وتعب …
– البعض يستهتر بالانشطة والاعمال التي تبني الامة في واقعها ..
– البعض يعتمد على التسويف والاحالات فلا يتحركون في الاعمال المهمة ويقول اذا اتى الامريكي ووصلوا الى كل باب منزل ومسجد سيتحرك والبعض يقول اذا اصبحت اسرائيل تدير منطقته فإنه سيتحرك ..
– البعض يمني نفسه انه سيتحرك في المستقبل ويقول في هذه المرحلة اريد اهتم باموري الشخصية والان ليس وقت هذا العمل وووالخ …

▪ بعد التوجيه بالاستجابة يقدم في الاية التي تليها تحذيرات شديدة وخطيرة لكل من يتنصل عن مسئوليته كالتالي :-

☆ الانذار الاول : على المستوى الشخصي ” واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ”
الذي لا يستجيب لتوجيهات الله يتعرض للخطورة بأن الله يحول بينك وبين قلبك بمعنى تسلب التوفيق من الله ولم تعد قادرا على الانطلاق في سبيل الله والانسان امامه اتجاهين هما :-
١- اما اتجاه ايجابي وهو الاستجابة لله والمسارعة في الاعمال والمواقف التي فيها عزة وكرامة للامة والاستجابة العملية ستنمي وعيه ويزداد ايمان وتزكوا نفسه ويتروض على تحمل المسئولية اكثر فاكثر ويتاهل لمواجهة التحديات وبالتالي يحظى بتأييد الله ثم يتحول في واقعه العملي الى محب وعاشق للعمل في سبيل الله والاستجابة لتلك المسئوليات التي يتهرب منها الكثير من الناس ..
٢- واما اتجاه التنصل عن المسئولية وعدم الاستجابة العملية ويتهرب من الاعمال والمواقف وهنا يتربى ويتعود على الجمود والكسل ثم تتحول في نهاية المطاف الى حالة نفسية ويتلاشى ايمانه ويطبع الله على قلبه فتاتي ظروف يجد نفسيته لا يستطيع الاستجابة لله وتأتي مواقف واعمال كبيرة لا يستطيع القيام بها لانه لم يهيئ نفسه لتحمل المسئوليات من سابق …

☆ الانذار الثاني : ” وانه اليه تحشرون ”
عندما تتنصل عن مسئولياتك وكلها تأتي في اطار الجهاد في سبيل الله فأنت تعصي الله وترد توجيهاته وتجاهلتها وكأنه لا وجود لها ويخاطبك وكأن الله لم يأمرك فمثلا تسمع التوجيه الالهي ” يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله ” ولا تتحرك في اي عمل ؛ فاعلم انك ستحشر الى الله ومرجعك اليه وسيجازيك ويحاسبك ..

☆ الانذار الثالث :- ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ”
الفتنة لا تختص بالمجرمين او الذين يقاتلون في صف الباطل بل تطال ايضا المتخاذلين والمفرطين والساكتين والعصاة والفتنة ستضربهم وتؤثر عليهم فيخسرون ويفشلون امام الاختبار الالهي …
– البعض متنصل عن المسئولية من البداية ويتهرب من التحرك
– البعض ينطلق الى مرحلة معينة ثم يقعد ويجمد
هؤلاء يضنون

انهم لن يصيبهم شئ لا ؛ ستصلهم الفتنة ..

• اشكال الفتنة التي قد يواجهها المتنصلين والمتهربين ..
– البعض كان ساكتا امام الاحداث الكبيرة والمواقف الواضحة وكان كسولا ويعاني من الفتور ثم تأتي له مشكلة تثيره اما شخصية او استقطاب او لاعتبارات اخرى حينها تراه يتحرك في الاتجاه السلبي الخاطئ ويتحرك او يكتب وهو كان ابكم يوم ان طلب منه ان يتكلم تجاه المواقف الواضحة والكبيرة وهذا من الخذلان والفتنة ..
– البعض قد تأتي مرحلة التفريط في مسئولية اكبر فيفرط ويتخلى عنها وبذلك يعظم وزره وتفريطه ..
– البعض يتحرك في الاتجاه الخاطئ ليثبط الامة عن مواجهة اعدائها او يثير مشاكل هامشية على حساب تلك القضايا المهمة ؛ ومهما برر ولو حلف فإنه فاجر لان دافعه ليس ايماني بل عقد نفسيه وحسابات شخصية ..

☆ الانذار الرابع :- ” واعلموا ان الله شديد العقاب ”
انت في موقع التنصل عن المسئولية انت معرض للعقاب الشديد وقد يدخل في مواقف خطيرة كأن يقتل او يقتل وكان الاولى ان يكون جهده واهتمامه وشدته وعمله في الاتجاه الصحيح …..
#زيد_الغرسي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة