الصرخة براءة وإعلان موقف

فيصل الهطفي

ديننا الإسلامي دين كامل بكمال مشرعه الله العظيم هذا الدين لايقبل التجزئة ولاالتبعيض

قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(البقرة: من الآية85)

الانحراف عن هدي الله يجعل الإنسان يتعامل بمزاجيه مع هذا الدين فالذي لايشكل عليه أدنى خطورة يعتبر مقبولا لديه

بينما الدين الذي يرى أنه يتعارض مع مصالحه ورغباته يبتعد عنه

ولكن الله أخبرنا بأن هذا النوع من الإيمان غير مقبول على الإطلاق بل عاقبة من يؤمن ببعض ويكفر بالبعض الآخر خزي وذلة في الدنيا وفي الآخرة عذاب شديد .
من هنا نفهم أن الاستجابة الجزئية لا تحقق الرشد قال الله جل شأنه ( {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}

والاستجابة لله في كل مادعانا إليه كالدعاء (أدعوني أستحب لكم) وغيره مثل قوله تعالى (ياأيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله) صدق الله العظيم
هنا يدعونا لأن نكون أنصارا لدينه فمن صم أذنيه عن هذا النداء الالهي يدخل في دائرة من يؤمن ببعض ويكفر ببعض

الإنسان يستطيع أن ينصر دين الله بأي وسيلة ولو بكلمة .
الكلمة لها الاثر الكبير قد تمثل حربا نفسية على العدو فتقهره وتكشف خبثه ونواياه السيئة مما تجعله هذه الكلمة يراجع حساباته ويتراجع عن موقفه.

والقرأن الكريم ربى المؤمنين تربية جهادية تحمل روح العداء لأعداء الله ويتجسد هذا العداء بشكل مواقف عملية

قالى تعالى:{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}

أعلان براءة يوم الحج الأكبر موقف عملي وواضح
لا تحالف مع أعداء الله ولامداهنة ولاتولي ولامعاهدة بعد اليوم في جموع الحجيج ليبلغ الحاضر الغائب أن هذا الدين لايقبل ولايطبع مع المشركين .
فمن كان يؤمن بالله ورسوله فلابد أن يكون موقفه واضحا من أعداء الله وأن يجهر بالعداء لهم ويتبرأ منهم

فالصرخة في وجه المستكبرين في هذا العصر تمثل أعلان البراءة من أعداء الله اليهود أمريكا وأسرائيل

فالبراءة من أعداء الله ليست سياسية ولاطائفية ولاحزبية بل منهجية قرأنية هي فوق المذهب والحزب

وخصوصا ونحن نرى هذه الايام مايعمله الصهاينة بالمسجد الأقصى حيث أتخذوه ساحة للعب وتدنيسه بأقدام العاهرات

وكذلك منع المصلين من دخوله وأقامة الصلاة فيه وأغلاقه أمام جموع المصلين وحرمانهم من أداء الفرائض فيه

ومن الغريب أن تسمع الكثير من أبناء الإسلام عندما يسمع البراءة من أعداء الله يستنكر لماذا تقول الموت لأمريكا والموت لأسرائيل في المسجد

بينما يغمض عينيه ويلجم لسانه أن يتفوه بكلمة واحدة تدين دخول اليهوديات الي المسجد الأقصى بلباسهن الخليع وهن يلعبن داخل الجامع
وبغض طرفه وهو يشاهد جموع المصلين يمنعون من أداء الصلاة ويشاهد اليهود يقتلون أخوانه
فينطلق مدافعا عن اليهود بأنه لايجوز اللعن في المسجد .

متناسيا قول الله سبحانه وتعالى لعن الذين كفروا من بني أسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بماعصوا وكانوا يعتدون

أم أن اليهود في قاموس من يتأذى من لعنهم في بيوت الله غير عاصين ولامعتدين حتى ينطلق مدافعا عنهم.

هذا الزمن هو زمن المواقف زمن أما أن تكون مؤمن صريح أو منافق صريح فالانسان يحدد مساره من الآن

أما أن تكون في صف ترامب والاسرائليين من يقتلون أخوانك في فلسطين وغيرها من البلدان الإسلامية ويدنسون مقدسات الإسلام وستحشر معهم وتحت لواء ترامب يكون أمامك يوم القيامة

أو تكون ممن يعلن البراءة منهم ويلعنهم فأنت هنا أعلنت موقفك وتبرأت من أعداء الله وستكون هذه البراءة والصرخة موقف يحسب لك عند الله

وسيؤهلك هذا العمل لأن تواجه أعداء الله مهما بلغ عددهم وأمكانياتهم
وستخلع عن نفسك ثوب الذلة والمسكنة

لأنك كبرت الله وحده و أعلنت البراءة من أعداءه

ونحن نعيش هذه الايام ذكرى انطلاق الصرخة في وجه المستكبرين ومع أغلاق اليهود للمسجد الأقصى هذه الايام فحري بنا كمسلمين أن نرفع شعار البراءة من أعداء الله في كل مكان ..

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة