ماهو الفرق بين الإرهاب الذي ضرب برشلونه وبين ما يتعرض له الشعب اليمني لعامين ونصف من عدوان سعودي امريكي ؟ ولماذا الأول محاربآ دون الأخر

ماهو الفرق بين الإرهاب الذي ضرب برشلونه وبين ما يتعرض له الشعب اليمني لعامين ونصف من عدوان سعودي امريكي ؟ ولماذا الأول محاربآ دون الأخر

مروان حليصي

لن ينسى ابناء الشعب اليمني تلك اللحظات التي سخر فيها النظام السعودي قدسية مكة المكرمة لدى المسلمين بإدعاءه كذبآ استهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية لها بصاروخ اعترضته الدفاعات الصاروخية السعودية، محاولآ تحقيق ما عجز عنه وتحالفه العدواني بعدوانهم طيلة عامين ونصف عبر البوابة الدينية التي هب حينها العديد من العلماء افرادآ وكيانات متباكين و مستنكرين ذلك الاستهداف الوهمي، رغم علمهم ان هدم الكعبة اهون عند الله من سفك دم مسلم، وأن تحالف العدوان سفك دماء ألاف اليمنيين وأرتكب بحقهم عشرات المجازر الدموية ؛ إلا أننا لم نراهم يومآ ما يدينون ويستنكرون تلك المجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان السعودي الامريكي منذ عامين ونصف.

وليس أخر تلك المجازر ، هي المجزرة المروعة التي ارتكبتها طائرات العدوان بحق نزلاء إحدى الإستراحات الشعبية”لوكندة”، في منطقة العذري بمديرية أرحب التابعة للعاصمة صنعاء ، وخلفت 46 قتيلآ من المزارعين العاملين في القات و24 جريحآ اغلبهم حالتهم خطرة، ظلت أشلاء بعضهم عالقة في جدران المبنى ليوم كامل وأخرين تم تجميع اشلاء اجسادهم من على اسطح المنازل المجاورة، في مشهد تراجيدي مؤلم لجريمة يندى لها جبين الإنسانية جمعاء ، تضاف الى سجل جرائم حلف العدوان بقيادة جيراننا المفترضين بني سعود الذين نشترك معهم في الدين واللغة، وبذرائع واهية لا ترقى لمستوى بشاعة الجريمة التي ألحقو بها وبعد أقل من 48 ساعة بمجزرة اخرى في حي فج عطان السكني بالعاصمة صنعاء، من خلال استهداف طيرانهم بثلاث غارات لمنزلين احدهما مكون من طابقين أدت الى مقتل 17 شخص منهم 7 اطفال احدهما فقد والديه معآ ، و3 نساء ، وجرح 13 شخص بينهم 8 اطفال وامرآتين، في استهتار سخيف بحرمة المناطق السكنية و بدماء المدنيين وبارواح الاطفال والنساء ، رغم ان كلى الهدفين المدنيين المستهدفين بعيدين كل البعد عن مناطق المواجهات، واكتفت الآمم المتحدة بالدعوة الى تشكيل لجنة تحقيق ستلحق سابقاتها من اللجان التي جمدتها سلطة المال السعودي.

ورغم وحشية العدوان وإمعانه في إستهداف المدنيين، إلا ان الصمت الدولي والآممي خصوصآ على تلك الجرائم هو الأبشع لكونه يشكل حافزآ للعدوان لارتكاب المزيد من الجرائم ، والأكثر من كل ذلك هو صمت أولئك المسبحون بحمد النظام السعودي من أولئك العلماء افرادآ وكيانات الذين تباكو كثيرآ على استهداف مكة كذبآ وزورآ، الذين أساءو لديننا الحنيف ولرسول الرحمة محمد بن عبدالله(ص) بصمتهم على تلك الجرائم وخذلانهم لشعوب امتهم ، سيما وقد جعلو من انفسهم أوصياء على هذا الدين كلآ على حده في موقعه ، وكنا نتمنى منهم ان يتفوهو ولو بعبارة واحدة فقط ينددون فيها بالجريمتين فقط، ولينسبو الفاعل الى مخلوقات فضائية ،فليس مهمآ لنا؛ إلا آننا لم نرى احد منهم يدين ويستنكر المجزرتين الإرهابيتين التي طالت المدنيين.

وباختصار شديد ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم مروعة واخرها جريمتي ارحب وفج عطان السكني بحق المدنيين لا تختلف عن جريمة الدهس في برشلونه وقبلها لشبونه وقبلها، فكلها جرائم ارهابية بحته، والقادة الذين آمرو بالتنفيذ يحملون نفس الفكر المتطرف، فذلكم ينتقمون من شعوب الحكومات التي ساهمت في زوال خلافتهم وهؤلاء ينتقمون من المدنيين لفشلهم في الجبهات، وكلاهم خريجي المدرسه الوهابية نفسها ، ولا فرق بينهما، سوى أدوات الجريمة الارهابية المتطورة التي نفذ بها قادة العدوان السعودي الامريكي جريمتهم الارهابية والوحشية، والدعم الآممي الذي يحضون به والتغطية على جرائمهم ، والتعتيم الإعلامي مدفوع الثمن من قبل العديد من وسائل الإعلام؛ إلا ان الإرهاب المنظم المدعوم امريكيآ الذي يمارسه النظام السعودي ضد أبناء الشعب اليمني محمودآ ومسموحآ به في نظر الآمم المتحده لانه يدفع ثمن ضحاياه بالبترودولار للآمم المتحده ولحكومات العديد من الدول التي رأت في المال السعودي ضالتها ؛ على الرغم من انه نفس النظام الذي تخرج من كنفه ومن مدارسه الإرهاب الذي ضرب اكثر من مدينة اوروبية مؤخرآ، وهو نفس النظام الذي جعل من الإرهاب وسيلته المفضله لاستهداف أمن الشعوب الأخرى لتنفيذ اجندته الخاصة بدءآ بليبيا والعراق وسوريا وأخيرآ اليمن، وبالتالي لا غرابه في أن يستمر الإرهاب في حصد مزيدآ من الضحايا سيما ومنابعه مازالت تعمل ، واربابه يحظون برعاية آممية ، وطالما والنفاق الآممي تجاه قضايا الشعوب على حاله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة