ألف يوم من العدوان..هل كافية للمجتمع الدولي ليستعيد صوابه ويوقف العدوان

مروان حليصي

أكثر من عامين ونصف من جرائم العدوان السعودي الأمريكي الوحشية المستمرة بحق الشعب اليمني الذي بات يواجهه أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية ، ومهددون أبناءه ب “أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود ، ضحاياها بالملايين” كما جاء على لسان مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ، كنتيجة فعلية للعدوان والحصار الذي أمتد مؤخرآ الى إغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية والبرية للبلاد ، وفرض العزلة الكاملة على الشعب، في ظل صمت دولي مخجل لا يبرره سوى أن قضية الشعب اليمني بات يُنظر إليها من قبل دول الاستكبار العالمية -الولايات المتحدة وبريطانيا، مجرد سلعة في سوق النخاسة الذي تشرف عليه الآمم المتحدة ، لصالح دول الاستكبار ، التي جعلت من معاناة الشعب بمثابة مصدر دخل رئيسي لإنعاش اقتصادها من الأموال السعودية والإماراتية السائبة بيد صبية بن سلمان وبنو زايد، في ظل الكساد الذي تعيشه، مقابل صمتها على الجرائم التي تُرتكب بحق ابناءه ، والتغطية عليها وتعطيل القواتين الدولية المجرمة لمرتكبيها، فضلآ عن مشاركتها المباشرة في العدوان ، و توفير مختلف الدعومات لدوله ،وإستمرار تدفق الأسلحة إليها .

حيث لم تكتفي السعودية وتحالف الشر بجرائم الحرب والإبادة في صفوف المدنيين ، بل أنهم أقدمو على تعطيل مطار صنعاء الدولي عن حركة الطيران الوحيدة المتبقية منذ إغلاقهم له قبل عام ، والمتمثلة بالرحلات التابعة للآمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي تحمل المواد الإغاثية والإنسانية والدواء ، من خلال إستهداف مقاتلات العدوان لجهاز الإرشاد الملاحي في مطار صنعاء الدولي بعدة غارات دمرته كليآ، أخرجت المطار عن الجاهزية في إستقبال الطائرات التابعة للآمم المتحدة ، فضلآ عن إستهداف مطار الحديدة بعدة غارات ، وذلك ردآ على مطالبة الآمم المتحدة للسعودية برفع الحصار الغير مشروط عن المرافئ والمطارات اليمنية في ظل الوضع الكارثي الإنساني الذي تشهده البلاد ، وهو ما يعد إهانة صريحة للآمم المتحدة وضرب بكل مطالبها عرض الحائط،
وتحدي واضح للمواثيق الدولية والاتفاقيات ذات الصلة المجرمة لإستهداف المطارات المدنية ، لتكتمل بذلك العمل العدواني في حضرة الآمم المتحدة أخر فصول جريمة العقاب الجماعي التي يمارسها تحالف العدوان على الشعب اليمني، وعزله عن العالم بأكمله ، وترك الملايين من أبناءه يموتون قصفآ وجوعآ ومرضآ.

فهل أرادت السعودية بعملها التخريبي الذي جاء عقب المطالب الآممية لها بفك الحصار إهانة الآمم المتحدة ، وأن تجعل الشعب اليمني يتمنى لو لم تتحدث المنظمة الدولية عن رفع الحصار عنه ، وتدفع به آمام الخذلان الدولي لمعاناته اللجوء الى خياراته في الدفاع عن نفسه حسب إمكانياته المتاحة ، التي سينعكس اثارها على عواصم العدوان الخليجية وعلى المنطقة برمتها ، ردآ على تلك الحماقات والتصرفات الرعناء ، وهل كافيآ لحضرة اعضاء مجلس الأمن الدولي فترة الألف يوم من العدوان سُلمت خلالها رقاب اكثر من 27 مليون مواطن يمني لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد وحلفهم العدواني ، ازهقو ارواح الآلاف خلالها جماعات وفرادى ، وعبثو بمقدرات وطن ، و دمرو كل شي في جميل ، لإتخاذ موقف شجاع يوقف كل تلك جرائم والإنتهاكات ؟ وهل آن أوان المجتمع الدولي عمومآ ليستعيد صوابه وينحاز للمواثيق الآممية وقوانين حقوق الانسان التي ينتهكها تحالف العدوان على اليمن ، ويشرع جديآ بإصدار القرارات التي توقف العدوان عليه ، أم أننا نعيش شريعة الغاب، وما على الشعوب بعد اليوم سوى حماية نفسها بنفسها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة