المرأة اليمنية خلال 3 سنوات من العدوان السعوديّ الأمريكي

بقلم ||  وفاء الخزان

حين أعلنت السعوديّة عن قيادتها لتحالُفٍ دولي للعدوان على اليمن، شنّت ضرباتٍ جويةً في إطار هجوم ممنهج واسع النطاق، شكّلت العديدُ منها انتهاكاتٍ صارخةً لقواعد الحرب.. فتم توجيهُ ضربات جوية مباشرة استهدفت المدنيين – الذين بلغ عددُهم منذ 3 سنوات إلى 30 ألفَ مدني بين شهيد وَجريح – وَالذين لا يشاركون في الأعمال العدائية وَالاستهداف بشكل مباشر المنشئات المدنية وَالبنية التحتية، وَلم تستثنِ شيئاً في أرض اليمن إلّا وقصفتهُ وَارتكبت أبشع الجرائم، سواء في المستشفيات, المدارس, الطرقات, الأسواق, المنازل, مناسبات الأعراس أَوْ العزاء.

لم يكتفِ طيارو التحالف بهذه الجرائم، بل أَيْضاً ارتكبوا جرائمَ تصلُ إلى جرائم حرب بموجب قرارات وَبروتوكولات دولية، منها استهداف المرأة اليمنية بشكل مباشر؛ وَهذا بسبب أن المرأةَ جزء أساسي في المجتمع وَنجاح وَازدهار وَتطور الشعوب والامة من نجاح المرأة؛ لأنها فاعل أساسي ولها دور كبير في نهوض المجتمع وَتعليمها وَتثقيفها يحدث تغيير في من حولها؛ لأنَّ بوعيها وَتعليمها، تستطيع المرأة أن تربي جيلاً واعياً مثقفاً وَتقدم رسالة وَتبني المجتمع.

وَبسبب أهميّة المرأة، تحدثت جميعُ الأديان عن المرأة وَحقوقها دون استثناء, أَيْضاً شملتها قراراتٌ صادرةٌ عن مجلس الأمن خاص بالمرأة أهَـمّها قرار 1325 الصادر في عام 2000 المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن الذي يُعنَى بدور المرأة الهام في منع الصراعات وَحلها وَفي بناء السلام وَيُطلب إلى جميع الأطراف في الصراع المسلح أن يحترمَ احتراماً كاملاً القــانون الدولي المنطبق على حقوق النساء والفتيات وحمايتهن، وخَاصَّـةً باعتبـارهن مدنيـات ووقّعت على هذا القرار 192 دولة.

فبسبب أهميّة المرأة ودورها الإيجابي في المجتمع، قام التحالف بقيادة السعوديّة بانتهاك حقوق المرأة اليمنية وَنزع حريتها، بل أَيْضاً استهدفها استهدافاً مباشراً بغاراته الوحشية، وَارتكب مجازرَ كبيرةً بحق النساء في اليمن حتى وَهي في منزلها آمنة وَهي في مدرستها وَهي مسافرة وَهي في مناسبة فرح أَوْ في عزاء..

لم يكتفِ بهذا، بل قام أَيْضاً باستهدافها وَهي في البئر، حيث تنقل ماءً لأسرتها بعد أن استهدفت غاراتُ العدوان السعوديّ شبكاتِ المياه، ممّا تسبب إلى قطع المياه وَافتقارها. ناهيك عن الحربِ الناعمةِ التي يقومُ بها العدوانُ السعوديّ الأمريكي لإفساد أَخْـلَاقيات المرأة اليمنية، وَلكن هيهات.

منذ 3 سنوات وَطيران التحالف السعوديّ يستهدف النساءَ بشكل مكثف، مما أدّى إلى قتل وَجرح أَكْثَر من (5000) امرأة وَلا تزالُ المرأة اليمنية تعاني من إصابتها وَتدهور معيشتها؛ وَبسبب تدمير وَاستهداف المستشفيات تموت المرأة في اليمن؛ لأنَّ ليس هناك دواء أَوْ مستشفى يحتضنها؛ بسبب الحصار وَقصف المنشئات الصحية، فكثيرٌ من الأُسَـر بعد أن استهدف العدوان منازل المدنيين بشكل مباشر لم يكُن لهم حَلٌّ إلّا العيش في بيوتهم المدمّرة بين الرُّكام.

بالإضافة إلى الأضرار النفسية والمعنوية الكبيرة التي أصيب بها اليمنيون عامةً، وَالنساء وَالأطفال خَاصَّـةً، في المناطق التي تم استهدافُها في الأغلب بالقصف المباشر، وَهذا انعكس سلباً بشكل كبير على الشعب اليمني وَتدهور الصحة النفسية.

لم يكتفِ هذا العدوان بالغارات فقط، بل استخدم قنابلَ وَصواريخَ وَأسلحة محرمة دولياً، منها العنقودية وَالفسفورية، خَاصَّـةً في المناطق الحدودية، وَهذه الصواريخ المحرمة دولياً أثرت بشكل كبير على الأجنة في بطون أمهاتهم، وَأَدَّى إلى تشوّه الأجنّة وَموتهم؛ بسبب انتشار هذه الأسلحة، وَأيضاً إعاقة الأطفال؛ بسبب أن هذه الأسلحة تنفجرُ بعد عدة أيام من القائها وَتكون سهلةً من متناول الأطفال.

فرغم وحشية هذا العدوان وَرغم ما حصد خلال 3 سنوات، إلّا أن المرأة اليمنية أسطورةٌ عظيمة لا ينتهي عطاؤها, وما تغربُ شمسٌ إلا وقد شهدَ النهارُ أصواتَ ندائها للفتحِ والنصر القريب.

فعندما نتكلم عن المرأة اليمنية فإنَّنا نتكلم عن صفات عجز العالم عن تفسيرها؛ لأنَّ المرأة اليمنية لها دورٌ كبيرٌ جداً في مواجهة العدوان وَفي صده وَالوقوف أمامه بكل شجاعة وَبطولة وَقوة, فالمرأة اليمنية هي أختُ الرجل، بل المرأة اليمنية هي المجتمع الذي له دورٌ أساسي وَكبير وَمؤثر لصد العدوان، فإذا تحدثنا عن الداخل، فالمرأة اليمنية هي من تقدم زوجها وَأخاها وَابنَها للجبهات للدفاع عن بلده وَعِرْضِه وَمواجَهة المعتدين بكل صبر وَعزيمة وَثقة بما كتب اللهُ لها وَفي نفس الوقت تكونُ هي بحَدِّ ذاتها جبهةً عظيمةً في العطاء وَالتضحية، فتحفظ بيتها وَتربّي صغارَها تربيةً قُـرْآنيةً وَتشارك في صنع الكعك وَإعطائه للجبهات بكمياتٍ كبيرة، وَتشارك أَيْضاً في فعالياتٍ ووقفاتٍ وَتقفُ شامخةً متحدثةً بقوة عن بسالة المرأة اليمنية أمامَ العدوان الخارجي الذي عجز عن ردعها وَفشل في انتشار الشائعات الزائفة التي تثبط دورها وَحاول استهدافها؛ لأنه يعلم أن المرأة اليمنية لها تأثيرٌ قوي وَفعّال في أوساط المجتمع، وَنجاح الجبهة الخارجية هو يعكس قوة وَعزيمة الجبهة الداخلية التي تشارك المرأة فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة