كلمة وزير التربية والتعليم في الندوة التوعوية التي أقامتها الوزارة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)

 

نص الكلمة:

إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم “والذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ” وإن أخي السيد العزيز الشهيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه كان عالماً بدين الله ملتزما به داعياً إليه بالحكمة والموعظة الحسنة لا فظّاً ولا غليظا متحلياً بأخلاق الدين العظيم من صدق الحديث وحفظ الناس وحب الناس أجمعين وطهارة القلب والقالب والتواضع والرحمة قد كان رحمه الله مصداقاً لهذه الآية الكريمة.
الآية الكريمة هي عنوان كل رسول من رسل الله وكل إمام حق وهادٍ إلى دين الله بأنه يجب أن يتحمل يجب عليه أن يبلّغ رسالات الله دون خوف من أحد دون خوف من ظالم دون خوف من طاغوت بل عليه أن يقاوم وأن يواجه الظلم والطاغوت لذلك كثير من الأنبياء قتلوا في هذا السبيل وكثير من الهداة قتلوا في هذا السبيل وكثير من المؤمنين والصديقين قتلوا مع الأنبياء والصالحين قتلوا في هذا السبيل العظيم..سبيل هداية البشرية وإصلاح حالها .
لقد واجه حينما نهاه النظام ..وقد كان النظام السابق بحق نقول لا تعسفاً ولا افتراء كان عميلاً للأمريكان وتابعاً ذليلاً للسعوديين والأمريكان .. هذا النظام تابَعَ حركة الشهيد حركته الثقافي هو كان يعمل على إخلاء المنطقة ثقافياً من كل من له حركة علمية و ثقافية من أبناء المذاهب اليمنية الأصيلة من زيدية وشافعية وحتى إسماعيلية .. الإسماعيليون يمنيون وقديمون بقدم الزيدية كان كل شخص يتحرك بين مجتمعه ولهم الحق في أن يتحركوا بين مجتمعاتهم وأن يوعوهم وأن يعلموهم أليس كلا منا مسؤول عن أهله وأولاده في قول الله (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) ؟..
قال العلماء بأن هذه الآية توجب على الإنسان أن يعلم أولاده وأهله الدين فأنا أعلم ابنائي وأهلي ومجتمعي الذين أحبهم ويحبونني ويأتمون بي .. أعلمهم ما أوتيت من العلم بغض النظر هل هو متناسب مع الآخرين وهل يروق لهم أم لا .. أنا أعلمهم ما لدي من علم ..أعلم ابني كيف يصلي إن كنت شافعياً أعلمه الصلاة الشافعية ,وإن كنت زيدياً أعلمه الصلاة الزيدية لأنني هكذا تعلمت .. حتى إذا كبر واجتهد وأراد أن يغير فله رأيه واختياره وهو المسؤول عن نفسه. فكان النظام السابق يخلي البلد سواء في مجال التربية أو في مجال الإرشاد أو في مجال العلماء وديننا أصلا قائم على حركة العلماء من قبل قيام المؤسسات التعليمية في الأنظمة والدول.. كان العلماء هم الذين يبقون في المساجد فيعلمون الناس دينهم يعلمونهم القرآن والحديث والواجبات ويعلمونهم اللغة العربية والشعر العربي يعلمونهم كل شيء في المساجد قبل أن تنشأ المؤسسات التعليمية عبر الأنظمة .
هذا العالِم الذي قام بواجبه في مجتمعه كان ملاحَقاً من قبل النظام على أساس ألا يتحدث وألا يثقف المجتمع حتى يبقى المجتمع خالياً يتقبل الدعوة الوهابية . وكانت هذه من أعمال النظام السابق أنه نمنع الزيدية – علماءهم – لا يتحركون لا يعلمون أولادهم لا يعملون حتى الدورات الصيفية وكذلك علماء الشوافع و الإسماعيليين لا. كل هؤلاء روافض وكفرة ومجرمين في نظر الوهابيين وكلهم باطل.. النظام نهاه وتابعه ولاحقه ليسكت كما لاحق والدنا كما لاحق الكثير من العلماء يسكتوا لا يتكلموا في الدين حتى يبقى الوهابيون الذين يعلمون إرضاءً للسعودية وعمالة وارتزاقاً في الدين .. دين اليمن وثقافة اليمن وتاريخ اليمن وهذه خيانة في حق الشعب اليمن وخيانة في الدين..
هذه التهديدات التي مورست في حقه من أجل أن يترك مهمته الإسلامية ومهمته الدينية والوطنية خاصة فيما جهر به وأعلن فيما بعد عن التدخلات الأمريكية في البلدان العربية وبالذات في بلادنا اليمنية .. اليمن يعتبر تابع التابع التابع يعني لم يكن فقط عميلا لأمريكا بل عميلا لعميل لأمريكا كما يقال ذَنَب الذَنَب كما يقال.
فحينما تحدث أخي حسين رحمه الله تخشاه عن خبث السياسة الأمريكية بحق شعبنا وبحق وطننا وبحق أمتنا وأن هذا سيؤثر علينا في ديننا وفي ثقافتنا وليس فقط في ثرواتنا وفعلا هم مؤثرون .. لو لاحظتم إخواني الأعزاء وأخواتي العزيزات القنوات التلفزيونية التي تبث من دول الخليج والتي تبث للأطفال ولها علاقة بالوثائقيات هذه كلها تروج للإنسان الغربي وتعظم الإنسان الغربي غاية التعظيم من أجل أبنائنا يتربون على حب الإنسان الغربي واتباعه بل والانبهار أمامه بل والخضوع له والتي تمولها السعودية أو قطر أو الإمارات هذه كلها تعظم الإنسان الغربي تعظيما كبيراً ولا تتحدث عن الإنسان العربي إلا بحاجة بسيطة جدا بل حتى الصور ولبس الانسان الغربي والبيئة الغربية كلها تدل على الإنسان الغربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة