رمضان كريم

بقلم عدنان الكبسي (أبو محمد)

كثير ما يهنئ بعضنا بعض بمناسبة الشهر الكريم، وبعبارات مختلفة، (شهر مبارك… رمضان كريم)، وفعلا أن شهر رمضان مبارك بفضل بركة القرآن الكريم الذي أنزله الله في شهر رمضان (( وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)).
فشهر رمضان مبارك في أثره في النفوس، وأثره في الحياة، وأثره في تغيير الواقع، فتتبارك الأجور فيه، ويتضاعف الجزاء فيه، إذ أن الفريضة بسبعين فريضة، والنافلة بفريضة، ليرتقي بالصائمين إلى الغاية الأساسية من الصوم، إلى التقوى.
فنحن نهنئ بعضنا بعض ببركة رمضان ولا نستشعر ببركته، لنستغل فرصة البركة في شهر رمضان، فنتجاهل بركة الأعمال الصالحة، ونتناسى أهمية الشهر الكريم في تغيير واقعنا السيء، لنجعل من شهر رمضان المبارك ثورة في أنفسنا لنسقط شهوات النفس ونزواتها وأهوائها فنحرقها ونذر رمادها مع الرياح، ونقوم بثورة لطرد وساوس شياطين الإنس والجن ونزغاتهم وخطواتهم حتى نتحرر منهم ونعيش في الحياة أحرار.
وكذلك نستمر بثورة قرآنية جهادية ضد طغاة الأرض ومفسديها ومجرميها، ونسقط عروش المتسلطين الظالمين.
فكل عمل في هذا الشهر الكريم مبارك في الأجور عند الله، ومبارك في تغيير واقع الحياة السيء والمهين.
فشهر رمضان شهر صيام وقيام وجهاد وثورة ولن يتقبل الله منا صيامنا وصلاتنا وقيامنا إذا لم نجاهد في سبيل الله (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)).
فالذي فرض علينا صيام شهر رمضان وجعله ركن أساسي من أركان الإسلام هو نفسه الذي فرض علينا الجهاد في سبيل الله وكتب علينا القتال في سبيل الله، والذي قال: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))، هو نفسه الذي قال: (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))، وفي سورة واحدة هذين التوجيهين وهذين الآيتين، في سورة البقرة.
ولذلك ينبغي علينا أن نؤمن بكل توجيهات الله، وأن نجسدها في واقع حياتنا، ولا نكون من الذين لا يستجيبون إلا في بعض توجيهات الله، فتكون آثامنا وتقصيرنا وتفريطنا في أوامر الله مضاعفة في هذا الشهر الكريم.
أبو محمد الكبسي

#يد_تحمي_ويد_تبني

#انفروا_خفافا_وثقالا
➖ ➖
كتابات أبو محمد الكبسي