*فزت ورب الكعبة *

بقلم : #هناء-الوزير

نعم فاز بها كل مؤمن انطلق مع الله وفي سبيله فأنصار الله لايهزمون
وهذا ليس تخرصا أوتنبؤاً بالغيب ، وليس دعما نفسيا لأنصار الله ( كمصطلح أو مكون سياسي)
هذه حقيقة مؤكدة لسنا من يقولها بل ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم والبداية دعوة للجميع بأن يكونوا أنصارا لله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)[سورة الصف 14
دعوة للمؤمنين بأن ينتصروا لله
مدعمة بمثل من السابقين ،وعبرة لكل من تخلف عن هذه الدعوة
والخلاصة : أن التاييد بالنصر للذين آمنوا ليكونوا هم الاعلون .
ومصداق أخر
(فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)[سورة محمد 4 – 8]
وعد غاية في الوضوح مشروط بأن ننتصر لله ،فننصره في نفوسنا ،في أعمالنا ،في انطلاقنا وجهادنا ،لينصرنا ويثبت أقدامنا .
* النصر صنعة آلهية :
وحتى تطمئن قلوبنا لابد أن يكون الوعد ممن هو قادر على تحقيقه وإنفاذه ،فكيف إذا كان الوعد من ملك السماوات والأرض الذي بيده ملكوت كل شيء وصنعة هو وحده القادر عليها
(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
[سورة اﻷنفال 10]
فإذا كان الوعد صريحا بالنصر فما علينا إلا أن نشد عزائمنا .

* لماذا أنصار علي*
قد يتساءل أحدهم لماذا أنصار على وماسر الضربات الحيدرية ؟
لم يك اختيارا علي عشوائيا لأنه
ممايروى للإمام علي عليه السلام من المواقف البطولية والفدائية ومواقف الاستبسال في سبيل الله مالم يسجل لغيره، حتى برز الإمام علي عليه السلام وعُرف بين الأمة الإسلامية وبين البشرية كافة بأنه (بطل الإسلام وعظيم الإسلام) في جهاده عظيم أتباع النبي عظيم رجال النبي، عظيم جنوده بطل جنوده صفوة جنوده.
وعرف يوم بدر ببطولته وثباته واستبساله في سبيل الله، وجديتة العالية في القتال وأداءه المتميز.فكانت مواقفه وجهوده جهوداً أثمرت ثمرة عظيمة،و أثرا عظيما.
و شاهدا على عظمة الإسلام نفسه، لأن عليا هو (صنيعة الإسلام وأثر الإسلام) كل ما فيه من أثر هو أثر أخلاق الإسلام، لقيم الإسلام لمعارف الإسلام، وبجهد من النبي صلوات الله عليه وعلى آله وبسعي من النبي صلوات الله عليه وعلى آله، وبتربية من النبي صلوات الله عليه وعلى آله، فالمعلم والمربي هو النبي، والذي رباه به وعلمه به وأنشأه عليه هي أخلاق الإسلام، معارف الإسلام، قيم الإسلام، فكان شاهدا للنبي وشاهدا للإسلام وعلى عظمة هذا الإسلام، وتجلت فيه قيم هذا الدين وأخلاق هذا الدين على أرقى مستوى، إلى هذا الجندي الذي سبقك من جنود النبي من جنود الإسلام وهو علي ابن ابي طالب الذي صار أيقونة ورمزا لكل العظماء المجاهدين المخلصين ،فكان كل جندي يتمثل الإمام علي في صدقه وتفانيه ،في شجاعته وإقدامه .
كل واحد من أنصار الله الموعودين بالنصر يقتفي نهج علي ،ينطلق مبادرا سباقاً في كل مجالات الخير والحق .
وهكذا كان علي سباقاً ،وسبق علي في الإسلام كان سبقٌ إليه في التصديق بالنبي رسولاً، وسبقٌ في كل فضائل الإسلام في كل مجالات العمل الإسلامي العظيمة والمهمة كان سباقاً يحمل روحية السبق في كل مجالات الإسلام ،حينما يدعو النبي إلى شيء ويأمر بشيء ويحث عليه فهو من يسبق إلى فعل ذلك. فالجهاد في سبيل الله، فضيلة عظيمة وشرف كبير ومنزلة عالية عند الله، وفيه أيضا دلالة حقيقة الإيمان فنجد الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يتحدث عن الجهاد في سبيله كصفة إيمانية ونجده يتحدث عنه كمنزلة رفيعة وعالية (وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة).
يقول الله تعالى :
وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ )..
الله هنا يتحدث عن الأنصار،أنصار الله وأنصار النبي،فالنبي يتمتع بعظيم مقامه و فضلة وطبيعة دوره بأنصار ،والمقصود هنا (بصالح المؤمنين هو علي عليه السلام)
فقال جبريل عليه السلام إن هذه لهي المواساة، فقال النبي إنه مني وأنا منه فقال جبريل وأنا منكما.. فهذا شرف لايفوقه شرف أبدا فضيله ومنقبة عظيمة جدا تدل على علاقة الإمام علي عليه السلام بالنبي صلوات الله عليه حيث استبسل الإمام علي عليه السلام مع قلة قليلة جدا من الصابرين والثابتين يحصون بالعدد وهتفت له الملائكة وهو يستبسل ذلك الاستبسال في غزوة أحد فيما أصبح معروفا ومنقولا لدى الأمة.. (لاسيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي).وكثيرة هي أخبار الإمام علي ومواقفة ،التي تقدم صورة ناصعة لرجال الإسلام ،الذين نصروا دين الله قولا وعملا ،سباقين فيما يرضي الله .مستبسلا باذلا نفسة وهكذا هم أنصار الله والرسول في كل زمان .
هذا هو النموذج الذي قدمه الإسلام والذي وعد الله بنصره،لأنه كان نموذجا راقيا في مواجهة أعداء الله،وفي نصرة وحمل دين الله والذي يجعلنا نقول بأن أنصار الله لايُهزمون .
الإمام علي عليه السلام كان جهاده في سبيل الله وإسهامه في مواجهة أعداء الإسلام و الدفاع عن الإسلام وعن الأمة و الإسهام في إقامة هذا الدين كان متميزا بعد النبي صلوات الله عليه وعلى آله، ليس لأحد من أتباعه ولا من أصحابه ولا من أنصاره ما هو للإمام علي عليه السلام في هذا الجانب، فكان جهاده وإسهاماته ومواقفه وعناؤه الكبير في سبيل الله واستبساله وفدائيته العالية جدا في سبيل الله متميزا بين أتباع الرسول أكثر من أي شخص آخر بين المسلمين، وهذا أيضا نتاج لتلك التربية من النبي صلوات الله عليه وعلى آله لم تَضِع لذا نجد أن من أهم ما في الإيمان من أخلاق وأعمال ومسؤوليات ويرتبط به أشياء كثيرة هو الجهاد في سبيل الله، وهو فضيلة عظيمة وشرف كبير ومنزلة عالية عند الله سبحانه وتعالى، وفيه أيضا الدلالة التي تدل بوضوح على حقيقة الإيمان (وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة).
والإمام علي عليه السلام كان جهاده في سبيل الله وإسهامه الكبير في مواجهة أعداء الإسلام وفي الدفاع عن الإسلام وعن الأمة وفي إقامة هذا الدين كان متميزا بعد النبي صلوات الله عليه وعلى آله، وليس لأحد من أتباعه ولا من أصحابه ولا من أنصاره ما هو للإمام علي عليه السلام في هذا الجانب، فكان جهاده وإسهاماته ومواقفه وعناؤه الكبير في سبيل الله واستبساله وفدائيته العالية جدا في سبيل الله سبحانه وتعالى وطول مسيرة الإسلام وفي كل المشاهد والمقامات والمواقف الكبيرة في الإسلام كان كل ذلك متميزا بين أتباع الرسول أكثر من أي شخص آخر بين المسلمين، وهذا أيضا نتاج لتلك التربية من النبي صلوات الله عليه وعلى آله، لم تَضِعْ جهود النبي في تربيته، لم تضع عبثا أبدا، جهودٌ أثمرت. وكانت في نفس الوقت شاهدا على عظمة الإسلام نفسه، لأن عليا هو صنيعة الإسلام وأثره وكل ما فيه من أثر هو أثر أخلاق الإسلام وقيمه .
ولذلك وبعد أن قام بدوره غير منقوص لم يبال بضربة الشقي ابن ملجم على رأسه الشريف و أطلق صرخته ( فزت ورب الكعبة) لأنه عرف حقيقة عطاء الشهادة بعد عمر حافل بنصرة دين الله والجهاد في سبيله ابتغاءً لمرضاته .

ملتقى الكتاب اليمنيين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة