الشماليين عقدة الجنوبيين الوهمية

الشماليين عقدة الجنوبيين الوهمية

تهامة نيوز15/يونيو/2019م

كتبت / عفاف محمد

كنا ماقبل سنوات العدوان نزور المدينة السياحية الجميلة عدن وكانت تستقبلنا ببحرها الواسع الرحب ويلفحنا نيسمها الدافيء كأنه يسلم علينا ويستقبلنا بود كنا نسعد كثيراً ونحن نعانق هوائها العليل وتلك الرمال والصخور كأنها سجادة حمراء ممدودة تحتفي وكل مافيها من طبيعة ساحرة يحتفي بقدومنا، لكن اهل عدن كانوا عكس طبيعتها تماماً كانوا يلقبلوننا حنقين بوجه عابس ونظرات إتهام وكلام لاذاع، وكأننا ارتكبنا بحقهم جرم فادح ولانحمل لهم سوى ود حميم واخوي، كانت ولازالت عدن هي نصف هام لايتجزاء من هويتنا اليمنية،لكن اللوم كان يلقى علينا في كل تعثر للجنوب،حتى باتوا يلقبوننا بالدحابشة!
كانوا يتعاملون معنا بمناطقية وعنصرية بغيضة، كانت الوحدة التي نفتخر بها وننتشي فرحاً بإنجازها تسبب لهم اكتئاب ويضيق بها الخناق من سيرتها.

اليوم بات اخواننا الجنوبيين يفضلون المحتل الخارجي علينا، وينعتونا نحن بالمحتلين!
كان النظام السابق قد خلف في انفسهم المستاءة البغض والكره والحقد، لكن لم يفقهوا ان اي إقصاء او تهميش قد مسهم هو ذاته من مس الكثير من ابناء الشمال.
اليوم يتحدثون بإزدراء عن الحوثي كما يسمونه متناسين موقف الشهيد القائد من حرب صيف 94 وكذلك في عصرنا الحالي تجاهلوا موقف سماحة السيد عبدالملك بمد يد العون للهم وفضلوا عليه المحتل او جعلوه واياه في نظرة سوداوية واحدة.

وما لفت انتباهي هو مقال للدكتور / حسين اليافعي – رئيس الحراك الوطني الجنوبي بعنوان : هل الشماليين سبب مشاكلنا ؟

وكان مقاله منطقي جداً لايدركه الاذوي العقول السليمة والذي كتب في بداية
“في الجنوب عند حصول الاغتيالات ترتفع الاصوات وتقول الشماليين هم السبب واذا رأيت الفوضى والهمجيه قالوا بسبب الشماليين واذا رايت الفقر والجهل والمرض قالوا هذا بسبب توحدنا مع الشمال واذا حصل احتباس حراري قالوا بسبب الشمال وكل مشاكلنا وبلاوينا وتلوث المياه والجو وثقب الاوزون نرجع السبب للشمال واذا جلسنا في مجالس الغربه مع غير اليمنيين فلا يوجد حديث لنا غير مظلوميتنا من الشمال فهل الشماليين سبب مشاكلنا او اننا فقط نتبلى عليهم ونعلق عليهم فشلنا ؟”

ودعم مقاله بدلائل موضوعية ومقنعة ساخراً فيها من تلك العقول المتحجرة والتي تحدث فيها عن الإستعمار البريطاني لمدة 128 عام وعن الانقلابات بعد الاستعمار وعن صراع الطغمة والزمرة وعن مجازر قامت في عام 86 حيث قتلوا عشرات الآلف من المدنيين بسبب الهوية وذكر ايظاً تأميم الاراضي والممتلكات في الجنوب وتضييق الحريات والاعتقالات والإختطافات قبل الوحدة وتهجير التجار الحضارم واليافعيين وانتشار الإلحاد والماركسية والشيوعية وانتشار الخمر ومحاربة التدين والكثير من الوقائع سردها
متسائل هل كان سبب كل ذلك الشمال؟!!
وهذا الشاهد من اهلها لم يوضح سوى الحقيقة .
وهانحن اليوم نشهد الفوضى العارمة التي حلت بالجنوب في ظل وجود من اسموهم بالحماة الخارجيين ،وتدهور احول اهل الجنوب المعيشية واهل الشمال بعيدين عنهم كل البعد، واليوم عدن الجريحة تنزف واهلها لم يسعفوها ولم يدركوا من عدوهم من صديقهم، اهل الجنوب يتخبطون واختاروا لأنفسهم الموقف الخاطئ تجاه هويتهم وإنتمائهم تجاه حقهم، وتعاملوا مع اهل الشمال بتعسف اجحاف في الأذية واستقبلوا العدو بالأحضان ،وصنعاء الرحبة الفسيحة واهلها الطيبون يحتوون كل جنوبي وافد سواء في السابق او اللاحق، فمتى يشفى اهل الجنوب من هذه العقدة الشمالية الوهمية المستفحلة فيهم ،ويعرفوا من عدوهم الحقيقي الذي يمنى نفسه بكل ثروات عدن الحبيبة ومد اذرعه عليها كأخطبوط خبيث!!
متى تفتك هذه العقدة؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة