تركة الرجل الفاسد

بلقيس علي السلطان

مقالات | 7 مارس | تهامة نيوز : عندما اعتلى علي عبدالله صالح الحكم ، كان اليمن مثخنا بالجراح _بعد اختيال الرئيس الحمدي والذي حط الشعب آمالا كبيرة عليه في انعاش الوطن بعد مخاض سياسي كبير والحاجة إلى انعاش الوطن على كافة الأصعدة ، فتطلعت آمال الشعب نحو الرئيس الجديد الذي كان يملك خطابات رنانة عن التطور والوحدة وكل ما كان يحلم به الشعب ، ففرح الناس به وهتفوا باسمه ( بالروح بالدم نفديك ياعلي ) ، وعندما تحققت الوحدة بين شطري البلاد والتي لم يأت سوى ليرفع علمها ، أما بنودها ومفاوضات تحقيقها فكانت قد تمت منذ عهد الرئيس الحمدي .

زاد جشع علي صالح في الاستيلاء على الحكم وظل يلعب من تحت الطاولة حتى انفجرت حرب 1994م لينقض على الجنوب وعلى ثرواته ويتقاسم كيكة الجنوب مع رفقاء دربه في التخطيط والتنفيذ علي محسن الأحمر وغيرهم ، فأوغروا صدور الجنوبيين بأفعالهم ونهبهم وسلبهم وبناءهم للمدن والشاليهات ، حتى كادوا لا يطيقون أبناء الشمال ، وكل ذلك مدبر ومخطط له .

تتوالى الأحداث ويستمر علي صالح في خداع الشعب بمشاريع وهمية وبعضها بتمويل خارجي وماعليه سوى وضع حجر الأساس لتلك المشاريع أو قص الشريط لها وماهي إلا فتات من الثروات والممتلكات المنهوبة من المال العام ومن ثروات وخيرات البلاد ، فنشاهده عندما كان يزور محافظة أو مديرية ويبث التلفزيون الرسمي خروجه لحظة بلحظة والشعب على جنبات الطريق يهتف له بالفداء وهو في موكبه المكون من سيارات فخمة ومدرعات ويلوح بيده لهم بمنتهى الكبر والعنجهية ، ومنهم الجائع والمريض والفقير والمحتاج ، والويل كل الويل لمن يحاول الاقتراب منه أو يبث حاجته أو شكواه له ..!

بدأ اليمن الألفية الثانية وبزوغ القرن الواحد والعشرين بانبثاق مسيرة الهدى وبصوت يصرخ في وجه الظلم والاستكبار والتحذير من الخطر الأمريكي في المنطقة، ففطن العدو به قبل العميل وتحرك ليسكت ذلك الصوت قبل أن يصل صداه إلى مسامع الشعب المخدر برئيسه الذي رأى أن ليس له إلا علي ولا غيره .
جاءت التوجيهات الصهيوأمريكية للتحرك إلى صعدة وإبادة كل من يصرخ بالشعار بالموت لأمريكا وإسرائيل والأهم هو القضاء على الشهيد القائد بأي ثمن ومهما كانت النتائج حتى ولو كانت إبادة جماعية لكل أهالي صعدة من أطفال ونساء وشيوخ وشبان ، وهكذا تحرك ونفذ كل ماأملي عليه حتى وصل إلى مبتغى الصهاينة والأمريكان وهو الوصول إلى صوت الحق والداعي للحرية من الوصاية والعودة للعزة والكرامة وقتله وإخفاء جثته ، فبشر سادته بذلك وأجزيت له العطايا على فعلته التي شرحت صدور سادته ، وهو من خرك بخطاب رنان يطالب فيه الرئيس مبارك بفتح الحدود لحرب الكيان الصهيوني ، عندها رد عليه الرئيس المصري مستهزءا( أنا حتفتح لك الحدود ويجيب رجالته وجيشه ويوريني حيعمل إيه ….) لأنه يعرف كل المعرفة أنها مجرد هرطقات إعلامية وانكشفت سوءة خطابه عندما خرج الشهيد القائد بشعار الصرخة والتي تنادي بالموت لأمريكا وإسرائيل ، فشن حرب شعواء على صعدة وهو مازال شعار فأين ذهب تحديه لقتال إسرائيل والتصدي لها ..؟

لم تتوقف عمالة الخائن عفاش عند هذا الحد بل تواطئ مع أسياده الأمريكان بما هو أسوء وأشد من ذلك ، فبدأ بنساعدتهم بتدمير سلاح الوطن بما فيهم الجيش ، فتكشفت خبايا تدمير الدفاعات الجوية وبمساعدة أمريكية بصورة تكشف مدى التواطئ والعمالة التي كان غارقا فيها مع أفراد أسرته الذين ولاهم زمام مفاتيح الدولة من قائد للحرس ورئيس للأمن القومي ، ورئيس للفرقة وغيرها من المناصب لكي يضمن استمرارية الخيانة والعمالة دون معارضة أو كشف للمستور .

تدمير الدفاعات الجوية يكشف بمالا يدع مجالا للشك عن التخطيط الأمريكي برعاية الرجل الفاسد عفاش للعدوان على اليمن منذ العام 2004م وحتى العام 2014 م ، وكان اليد المساعدة لهم في العدوان الغاشم ، مع قليل من الفبركات السياسية مثل قصف بيته ونعته بالمخلوع لكي تنطوي الحيلة على من تبقى من مؤيديه الغافلين ، وكان الكرت الأخير لهم الذي استخدموه في إشعال الفتنة في صنعاء والدعوة للتناحر بين أبناء الشعب حتى نال جزاءه العادل والذي لايضاهي مافعله بالأمة اليمنية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ..

هذه هي تركة الرجل الفاسد , فقد ترك لنا مستشفيات تعد بالأصابع ومبنية من قبل توليه لرئاسة البلاد ، وفوق كل ذلك خاوية على عروشها من الأجهزة الحديثة ولا تستوعب أعداد المرضى والجرحى من أبناء الوطن ؛ لكي نظل في حاجة ماسة للسفر للخارج وإذا ماتم العدوان وأغلقت منافذ السفر وجد العدو الحجة التي يلوي الذراع بها من أن تحقيق طوحاته في الاستعمار أو الموت المحتوم لمن عصمتهم الغارات والأوبئة ..
وترك لنا اقتصاد مدمر فلا اكتفاء ذاتي من القمح بعد أن كانت اليمن قبل توليه للسلطة تنضح مخازنها بالحبوب ،بل وتغيث به دول الجوار وقت الحاجة ، فأدخل القمح الأمريكي والاسترالي وبدعم من الدولة كي يستسهله المواطن ويترك زراعة القمح ، حتى ما إذا رفض الشعب الوصاية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة