الشاة تحب جزارها..النظام السعودية نموذج

بقلم/ مروان حليصي

في كلمة له حذر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المملكة من مغبة انسياقها خلف المشروع الامريكي في المنطقة الذي يستهدفها ولن تكون بعيده عنه، وفي كلمته التي القاها في ليلة 6 من رمضان الموافق 3 /7/ 2014 وضع النقاط على الحروف عندما قال وبالحرف الواحد:”أمريكا عندما تسعى لأن تدفع المملكة لاستعداء جيرانها ونشر الكراهية لها من خلال تمويلها للفتن والحروب والمشاكل والصراعات في الدول المجاورة لها هي تسعى الى أن تعزل المملكة العربية السعودية عن أي تعاطف مستقبلي في هذه البلدان”، ومن خلال الواقع الذي نعيشة حاليآ بعد تصويت مجلسي النواب والشيوخ الامريكي (الكونجرس ) الامريكي بإسقاط الفيتو الرئاسي الامريكي لصالح تمرير قانون “العدالة ضد رعاة الارهاب” الذي يسمح لأسر ضحايا الارهاب بمقاضاة المملكة السعودية ودفعها التعويضات لهم، ولو دققنا النظر في كلمة السيد لاكتشفنا بانه فعلآ قد عُزلت المملكة عن محيطها العربي بحروبها بالوكالة عن الامريكان وتمويلها لحروبهم في المنطقة وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية والاسلامية بشكل مباشر ومنها ليبيا والعراق وسوريا واخرها اليمن حتى كسبت الكثير من العدوات ولم يتبقى لها من الاصدقاء أحد، حتى اصدقاءها وحلفاءها التاريخين قد تخلو عنها وتركوها تواجه ازاماتها، ولم يتبقى لها من الاصدقاء سوى صديقتها الجديده اسرائيل التي ينصحها البعض بالتقرب منها اكثر لتخفيف حده قانون جاستا الذي يستهدفها وينال من ثروات شعبها، حيث مّثل ذلك القانون ضربة قاصمة في خاصرة المملكة وطعنة في الظهر لن تتعافى منها لسنوات عديده، ولم يوجد هنالك بعد من يتعاطف معها او يأسف عليها او يذرف دمعة عليها بعد ان كانت السيف الامريكي الذي سُلط على رقاب الشعوب العربية والاسلامية بداية من افغانستان ثم العراق ودول الربيع العربي وانتهاء بسوريا واليمن طيلة السنوات الماضية، عاثت خلالها بأمننا واستقرارنا بتنفذيها المخططات الامريكية والصهيونية بحق المنطقة بحذافيرها التي انتجت مئات الالاف من القتلى واكثر من ذلك جرحى مع ملايين النازحين الذي فرو من بلدانهم تاركين خلفهم منازلهم المدمرة واوطانهم المقسمة تزدهر فيها جرائم القتل الطائفية والمناطقية وبالهوية وتتخللها الصراعات المذهبية بين ابناء الشعب الواحد. واليوم ليس غريبآ ان ينقلب السحر على الساحر وتلحق بالدول الانظمة والشعوب التي تأمرت عليها وتلاقي نفس مصيرها بعد ان اصبحت عالة على الولايات المتحدة التي استغلتها وحققت من خلالها مشاريعها وبأريحية مطلقة، ولم تعد بحاجة الى المملكة ولا بنفطها الذي اصبحت تنتج الولايات المتحدة منه اكثر من (10 ملايين برميل من النفط الصخري ). ولعل خروج سلمان الانصاري رئيس اللوبي السعودي في الولايات المتحدة ببعض التطمينات للشعب السعودي التي كشفت في طياتها حجم الصدمة التي اصابت المملكة حكامآ وشعبآ على فقدانهم اموالهم في الولايات المتحدة واكثر منها جراء هذا الابتزاز المفضوح تحت يافطة “قانون العدالة ضد الارهاب ” ، وذلك من خلال اعتباره ان هذا القانون لا يستهدف المملكة وانها يستهدف ايران في الاول والاخير ، ليناقض حديثه السابق بتلويحه التعامل بسياسة المثل مع هذا القانون من جانب المملكة في حال استهدفها القانون ، وهو ما يفسر بأن المملكة ليست بعيده عن القانون ،بل انها في موضع الاستهداف قبل ايران، مؤكدآ على ان سياسة التعامل بالمثل ستتيح محاكمة امريكا عبر اشخاص وتجميد الاموال الامريكية كما زعم، التي لا نعلم كيف ستكون تلك المحاكمة وفي أي مكان ستجمد تلك الاموال التي نعلم جميعآ بأن الاموال الامريكية ليست مخبأة في البنوك السعودية او الخليجية ،بل العكس هو الصحيح، فالاموال الخليجية هي التي تتكدس بها البنوك الامريكية والاوروبية؟ وهل يعقل ان تقاضي السعودية اعظم دولة في العالم ؟ وأي محاكم لديها مؤهلة لاستقبال دعاوي كتلك ؟ وهل لديها القدرة على استقبالها فعلآ ؛ ونحن لا نرى في ذلك التخبط سوى انه الخراف السعودي الممزوج بأثر صدمة خيانة الحليف التاريخي للمملكة . ولا نعلم حقآ كيف سيكون عليه حال النظام السعودي بعد بدء المحاكم الامريكية استقبال دعواة مقاضاة السعودية ، وهل ستعتبر من ذلك وتبادر الى وقف عدوانها على الشعب اليمني ليتاح لها التنفس جيدآ والاستعداد للدفاع عن نفسها وسياساتها لتجنيب اموالها من المصادرة ام انه سينطبق عليها المثل القائل “الشاة تحب جزارها” ، وستستمر بالركض خلفها عرابها الذي استغلها لسنوات عدة تنفذ مشاريعة في المنطقة واخيرآ تركها في الساحة المملوءة بالصراعات والحروب تواجه مصير فتنها وحروبها التي اشعلتها، لتجني حصاد تدخلاتها العبثية بعد ان طلقها طلاق بلا رجعة، وذلك ليس بالمفاجئ ،بل انه كان متوقعآ بالآمس قبل اليوم، ومن كان غريم نفسه فلا اسف عليه، والبداية للامريكان ليحلبو ما تبقى في ضرع المملكة من لبن وعقبى للشعوب الاخرى لتنال التعويض العادل على ما اصابها من الارهاب السعودي ومنها الشعب اليمني المعروف بكرمة الذي لن يكتفي بالتعويض المادي قبل ان يتخلص جسد الامة الاسلامية والعربية من هذا السرطان المسمى بالنظام السعودي الذي ينهش في جسد الامة منذ نشأته على يد صُناعه الذين رأو بأن عمره الافتراضي لاستخدامة لصالحهم قد انتهي وانه اصبح عالة عليهم، وبالتالي التخلص منه هو الانسب، وهو ما سيكون بعد جاستا، وللشعب اليمني سيكون الثواب الاكبر في ذلك بأذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة