*السيد علي باري الأهدل عليه السلام .. قائد المقاومة التهامية في مواجهة القوات البريطانية* (٤)

✍️ محمد موسى المعافى

نواصل حلقات السرد التاريخي لشخصية تهامية علمائية جهادية كان لها دور كبير في مواجهة الغزو البريطاني واستنهاض المجتمع وتحمل المسئولية وتجسيد الاسلام المحمدي الأصيل .. الاسلام الذي لا يقبل بالضيم ولا يرضَ بالهوان والخضوع والاستسلام .

قدم عليه السلام النموذج للعالم الرباني القراني فتحرك بحركة القران الكريم {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله}

وقدم النموذج الحقيقي و الراقي لأبناء تهامة التي عمل الأعداء والعملاء على تقديمهم كمجتمع ضعيف وهزيل وجبان يقبل الاستعباد ومجتمع متخلف لا هم له إلا لقمه بطنه وعيشة يومه في ظل الاستعباد والاحتلال بل تحرك عليه السلام بالممكن والمتاح وعمل على استنهاض ذلك المجتمع الذي يعيش فيه في مدينة المراوعة رغم عظيم الجراح ورغم أن مأساة أهل المدينة لم تسنَ وجراحتها لم تبرئ وأحزانها لم تختفِ بعد ، فالمواجهة مع الاحتلال البريطاني كانت على بُعد ثلاث سنوات من انفجار المراوعة الهائل والذي يعرف بانفجار الجنبخانة فقد كان من ضمن ترتيبات العثمانيين لمواجهة البريطانيين نقل مستودعات أسلحة تضم عدة كبيرة للمدافع والبنادق وقرابة خمسمائة برميل مملوؤه بالبارود فتم نقلها من مدينة الحديدة إلى مخازن تابعة للجامع الكبير بمدينة المراوعة ولم يشعر أهالي المراوعة الا بانفجار كبير وهائل صعد منه دخان اسود غطى المدينة حتى كان الشخص لا يرى شيئا من شدة ظلمته و ادى ذلك الى سقوط مئات الشهداء والجرحى وتدمير كلي للجامع الكبير وتضرر عشرات المنازل فيذكر المؤرخ الوشلي في كتابه أن عدد الشهداء بلغوا قرابة أربعمائة شهيد منهم السيد العلامة عبدالله الجمالي رحمة الله عليه

ورغم القرب الزمني بين هذه الفاجعة و الغزو البريطاني للحديدة الا أن السيد علي باري الاهدل عليه السلام لم يقبل بالقعود والقبول بالأمر الواقع بعد الاحتلال البريطاني لمدينة الحديدة .

وفي الحلقة السابقة ذكرنا أسر قبائل القحرى للضباط والجنود البريطانيين وارجاع وفود الأمام يحيى خائبة ورفض توجيهات الأمام يحيى بإطلاق الأسرى بعد ذلك عمدت قبائل القحرى الى رفع أمرهم إلى أمير المؤمنين محمد بن علي بن ادريس الذي امتد نفوذه في تلك الفترة على الجهة الشمالية وصولا إلى ميدي وحرض وعسير وبعض الجبال و المناطق الشرقية ولكن لم يصل جوابه لقبائل القحرى .

وبعد مضي شهر من الأسر عمد الإنجليز إلى الضغط على تجار الحديدة لكتابة رسالة إلى وجهاء اليمن لإطلاق سراح الأسرى والا فإنهم سيضطرون للتضييق عليهم ونهب أموالهم و استخدام الطائرات الحربية وقصف باجل بمن فيها

للموضوع بقية.. يتبع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة