اردوغان.. سمسار لسوق الإرهاب

بقلم/مروان حليصي

بمناسبة العام الجديد وبسخاء لا مثيل له تكرم اردوغان بإهداء الشعب اليمني الدفعة الثانية من مكرمتة الانسانية تكونت من 158 تكفيريآ و ارهابيآ جلبهم من سوريا إلى عدن على متن إحدى طائرات دولته ، تعبيرآ عن حبه و دعمه للشعب اليمني الذي مازال إلى يومنا هذا يعاني من نتائج مكرمته الأولى التي بلغ عددها 500 تكفيري وارهابي ساهمت فيها الامارات وقطر، وحتى لا نكون جاحدين بحق اردوغان الذي ينحاز إلى دعم شعوب المنطقة ولا يبخل عليها بدعمه لهم بمثل أولئك بداية من سوريآ ومرورآ باليمن، وذلك في تجسيد لإخوانيته الوهابية الأصل و المنشأ التي ما كرهنا شيء بفطرتنا إلا وجعلته مباح ومستحب لدى اتباعها الذين يتسببون بزعزعة استقرار وأمن شعوب المنطقة بداية من سوريا وليبيا والعراق ومصر وتونس وأخرها اليمن، بجرائمهم الإرهابية ضد المدنيين والعسكرين التي راح ضحيتها الاف الأرواح المسلمة التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، في تناقض صريح مع مبادئ وقيم الدين الإسلامي الذي قال عزوجل لرسوله الكريم ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) .

وإذا كانت بعض الدول شاركت في العدوان شكليآ او من خلال تبنيها للقرارات والمشاريع الداعمة للعدوان على الشعب اليمني والمحرضة علية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ،واعتبرنا ذلك إسهام مباشر في جرائم العدوان على الشعب اليمني من قبل تلك الدول ، إلا انه اليوم ينبري من هو اكثر وقاحة ودناءة من انظمة تلك الدول ، تمثل في شخص الرئيس التركي اردوغان الذي جعل من أمن اليمن واستقراره ودماء ابناءه مطية ووسيلة لتحسين علاقته بالسعودية بعد خمولها جراء تخليه عن مواجهه التحالف الروسي الإيراني في سوريا الذي حقق انتصارات عظيمة في مدينة حلب سورية ضد العناصر الإرهابية المأجورة ، ملحقآ هزيمة مجلجلة بتحالف دعم الإرهاب الثلاثي في سوريا المكون من قطر والسعودية وتركيا، وذلك من خلال استقدامه لعشرات الإرهابين الهاربين من حلب السورية الى اليمن لقتل ابناءه وإقلاق السكينة العامة وتفخيخ المجتمع بفكر متطرف، فضلآ عن مساندة قوى الغزو والإحتلال بالقتال في صفها ضد الجيش والجان الشعبية في تورط مباشر من قبل اردوغان في دعم الإرهاب وتوفير الحماية والدعم المادي لعناصره ، علاوة على توفير الممرات الأمنة لهم للتنقل بحرية بين الدول ، وذلك يثبت وبما لا يدع مجالآ للشك مشاركة اردوغان في الأعمال الإرهابية التي تطال الشعب اليمني وسيكون لذلك الدعم آثره على الأمن والسلام الإقليميين والدوليين ، لأن الشعب اليمني لا يقبل مثل هذه النفايات وسيلفظها يوما ما خارج حدوده الجغرافية ،وسيعيدها إلى اربابها و مستقرها إذا حالفها الحظ بالبقاء حية، وعندها سيستشعر العالم بخطرها .

فالرئيس اردوغان جسد بهذه العملية الدور التركي البارز في التحالف الآمريكي والصهيوني الذي يستهدف شعوب المنطقة ويهدف إلى زعزعة امنها واستقرارها وإدخالها في حروب داخلية طائفية ومذهبية ، علاوة على تمزيق كيانها المؤسسي و تفكيك بنيتها الجغرافية والإجتماعية، حيث يفضح دور سمسار سوق الإرهاب الذي يلعبه اردوغان حقيقته في استخدام ورقة الإرهاب و الجماعات الإرهابية كورقة لتحقيق مكاسب سياسية واللعب بالخارطة الجغرافية للمنطقة تنفيدآ للأجندة الخارجية ، وتأكيدآ لسوء نواياه تجاة شعوب المنطقة ومنها الشعب اليمني الذي ما زال ابناءه في الجنوب يرزحون تحت وطأة العناصر الإرهابية والتكفيرية التي تم استقدامها من سوريا إلى عدن عبر تركيا خلال العام الماضي ،ومازالت جرائمهم مستمرة بحق المدنيين ،ولعل جريمة استهداف جنود معسكر الصولبان ليست بالأخيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة