ثلاثة اعوام من الصمود اليمني..ومكاسب شعوب المنطقة

بقلم/مروان حليصي

إحياء الشعب اليمني مناسبة مرور ثلاثة اعوام ودخول العام الرابع من الصمود في وجهه تحالف عدوان دولي سافر تغاضت عن جرائمه الهيئات الدولية المعنية بحفظ الامن والسلام الدوليين وحماية الشعوب وضمان حقوقها دون تدخل الآخرين في شؤونها، متمثلة في الآمم المتحدة ومجلس الامن ، وتماها العالم بآسره مع جرائم الحرب وضد الانسانية والإبادة التي ارتكبها ضد الشعب اليمني طيلة الاعوام الثلاثة الماضية ، يعد إنتصارآ لوحده ، لا يتوقف عند صد كل محاولات العدوان تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض، أو القدرة على امتصاص بشاعة جرائمه والتأقلم على غارات طائراته وقصفه اليومي ، والإعتياد على حصاره ، ولا ينتهي عند إفشال مخططاته في شيطنة اليمن وإدخالها في آتون الصراعات المناطقية والمذهبية.

بل انه وأمام هذا التكالب الدولي الغير مسبوق
بات الصمود اليمني يمثل اكثر اهمية لشعوب المنطقة المستضعفه، التي اُستهدفت بلدانها وزُعزع امنها واستقرارها من قبل أذناب الامريكان في المنطقة بني سعود وأولاد وزايد ، وبات يحتل مكانة عالية لديها ؛ وليس الشعب اليمني وحده، حيث ساهم ذلك الصمود الاسطوري المتزامن مع العمليات النوعية المنكلة التي ينفذها ابناء الجيش واللجان الشعبية ضد العدو في مختلف الجبهات الداخلية وما وراء الحدود ، وإرتفاع وتيرة ضربات القوة الصاروخية الباليستية التي طالت عواصم العدوان وقصور حكامها ، ساهم في إنهاك النظام السعودي الذي تسبب في معاناة عشرات الملايين من شعوب المنطقة جراء دعمه ومشاركته إحتلال اوطانها وتدميرها ، وتحويل دولهم الى دول فاشله ، والى بؤر للإرهاب بدعمه الجماعات الإرهابية والتكفيرية فيها، بدءآ بالعراق وليبيا ومرورآ بسوريا وليس اخيرآ اليمن .

حيث ساهم ذلك الصمود في إنهاك النظام السعودي عسكريآ ما جعله يستنجد بالمرتزقة من مختلف بقاع الارض للدفاع عن اراضيه، وإستنزفه ماليآ واقتصاديآ وسياسيآ واخلاقيآ، وكسر هيبته واظهر فشله وعجزه عن بلوغ اهداف عدوانه رغم امكاناته العسكرية والمادية والأعلاميه، واضعآ اياه في صورة الضعيف والعاجز عن حماية مصالح شعبه فحسب وليس مصالح الآخرين ، وهو ما يُعد بمثابة كسر أحد أهم أذرع الهيمنة الامريكية في المنطقة على امتداد العقود الماضية ، الذي بدوره سيؤدي إلى زعزعة تحالف الشر الشيطاني الذي يستهدف شعوب المنطقة ويهدد الأمن القومي العربي ، وعلى إثره ستتجنب شعوب المنطقة الكثير من الصراعات الداخلية والحروب التي مزقتهم نتيجة تدخلات حكام بني سعود واشقاءهم بنو زايد ، في شؤونهم دولهم الداخليه وإنفاقهم مليارات الدولارات على زعزعة امنها
واستقرارها .

فاسحآ بذلك المجال لإعادة تشكيل خارطة القوى والنفوذ في المنطقة ليس إعتمادآ على عامل المال الذي قد ينتزع من اصحابه بقوة التهديد والإبتزاز و”جاستا”، مثالآ حيآ ، ولا على ترسانة الأسلحة الضخمة التي تصبح دون جدوى عندما يفتقد اصحابها الجيوش الوطنية المدربة التي تحمل العقيدة القتالية، ولديها على الكفاءة والقدرة على إستخدامها ، وإنما على ارادة الشعوب الحرة وقوة عزيمتها ونظالها في سبيل كرامتها ومستقبلها ، ومدى ارتباطاها بقضايا امتها المركزية ، فالشعوب الحرة هي من سيهابها الجميع وسيحترمها الأعداء قبل الاصدقاء بغض النظر عن فقرها ، وعلى حنكة وعدالة وصلابة قادتها وحكامها الذين يقودنها وتمسكهم بعروبتهم ، وما جسده الشعب اليمني الحر بصموده الاسطوري في ظل قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي(حفظه الله) لخير دليل على ان المال والقوة التي بيد اعداءه لم تركعه ولم تتغلب عليه ، علاوة على انه-الصمود اليمني مهد الطريق للقوى الأصلية في المنطقة إستعادة نفوذها ودورها القيادي ، بعد أن سلبها حكام مشيخات الخليج الدور موقتآ بفعل بعض الإنتكاسات التي عصفت بها، و التي هي ايضآ من صنع حكام الخليج ، وهو دور يستسيغه الكثير وينتظرونه لكونه سيعيد للمنطقة بعض الهدوء ، وذلك بعد دوامة الصراعات والحروب التي أوجدها حكام الخليج العابثين بثروات أجيالهم في توليد الصراعات وتأجيجها في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة