النزوح الى الموت … قطرات أسى

بقلم -الكاتبة عفاف محمد

هفت انفسهم متلمسة الأمان للهروب من الموت ..ولم يعلموا انهم ملاقين حتفهم وبنفس الطريقة التي فروا الى احضان الموت
من غارة لغارة !!
هجمت عليهم كوحش بري وبعثرتهم اجزاء ترامت هنا وهناك
انها اجزاء للحم بشري وليست فقط قطع معدنية للحافلة
رباه ما اقسى مصيرهم
وما أشد ما لاقوه
وهم اولائك الذي كدرهم العيش واضناهم وحرمهم من لذيذ الهجوع ..
بعد ان ضاقت بهم السبل فروا من الموت الى ….الموت !
فارقوا الديار وفارقوا الحياة في آن واحد …
اي بشاعة تلك التي تتلقف من يمنون انفسم بالعيش الكريم
وما ذنبهم ليقتلوا اشر قتلة وتتنتثر اشلائهم على قارعة الطريق ؟!
اي وحشية تلك التي اعقبت جريمة عمران بجريمة النازحين؟!
انتقلت من فضاعة لفضاعة أخرى تلك الحائمة البغيضة
كأنها حشرة قاتلة تسكب سمها على البطاح
موت اسود اختطفهم من بين احلامهم البسيطة وامانيهم التي لاتتعدى البحث عن الامان وكفى وكفى ..
لم تدرج ضمن امانيهم رفاهية العيش وبذخه ..جُل امانيهم ان تهداء ارواحهم من الضجيج و تعيش كباقي الخليقة في راحة بال و دفء اسري انعدم مع وجود تلك الحائمة التي تضج المسامع بأزيزها المتوحش وتغرس انيابها الحارة في الاجساد فتحيلها فتات من اللحم
رباه ما اقسى صروف الحياة
وما أقسى العالم حين يصمت وأدميتنا تنتهك بقسوة ولؤم
وما اقسى النزوح الى الموت !!

#جريمة_النازحين_بالجراحي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة