في المقابلة التي أجرتها معه قناة (العالم) القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا- محافظ البنك المركزي اليمني- الأستاذ/ هاشم إسماعيل علي

تهامة نيوز/

المقابلة التي أجرتها قناة (العالم) مع
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا- محافظ البنك المركزي اليمني- الأستاذ/ هاشم إسماعيل علي

لا زلنا في موقع الرد ونمتلك إجراءات تنقلنا إلى موقع الفعل

رباعية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات تمارس العدوان الاقتصادي على اليمن

ما تخطط له اللجنة الاقتصادية لا يمكن الإفصاح عنه مسبقاً

تصعيد تحالف العدوان للحرب الاقتصادية يستهدف القدرة الشرائية للمواطن

الوعي الشعبي الركيزة الأساسية لأي نجاح اقتصادي

نص المقابلة

قناة العالم: السلام عليكم.. في ظل سنوات من الحرب والحصار على اليمن تبدو الأوضاع الاقتصادية أكثر سوءاً وتعقيداً لتزداد معاناة اليمنيين مع تفاقم الأزمات الإنسانية والمعيشية يوماً عن آخر، فما مسببات هذا الوضع الاقتصادي المعقد، وماذا تعني ما يطلق عليها بالحرب الاقتصادية وأهدافها، وما هي تداعياتها وآثارها وانعكاساتها، هذه التفاصيل والتساؤلات ستكون محور نقاشنا في هذه الحلقة من برنامج “ضيف وحوار” من العاصمة اليمنية صنعاء، والتي نستضيف فيها الأستاذ هاشم إسماعيل محافظ البنك المركزي اليمني والقائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا..
في البدء أهلاً بكم سيادة المحافظ.
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: أهلا وسهلاً نرحب بقناة العالم وبالسادة المشاهدين.

تصعيد العدوان وأدواته في الجانب الاقتصادي

قناة العالم: بداية سيادة المحافظ، سنتحدث عن التطورات الاقتصادية الأخيرة، الغضب الشعبي والسخط الشعبي الذي شهدته المدن اليمنية، فيما يتعلق بالإجراءات الأخيرة من سلطات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، والمتعلقة برفع سعر التعرفة الجمركية، وكذلك طباعة أوراق نقدية جديدة.. كيف تنظرون إلى مثل هذه الإجراءات الاقتصادية وغيرها مؤخراً؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه الأخيار المنتجبين. في الحقيقة، الإجراءات الأخيرة لتحالف العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن هي ليست إجراءات جديدة بقدر ما نحن أمام مخطط أو أمام خطوة مستمرة، منذ أن اندلعت الحرب على اليمن في شهر مارس من عام 2015.
ما قامت به دول العدوان مؤخراً هي عبارة عن تصعيد، هذا التصعيد يستهدف القوة الشرائية للمواطن اليمني بشكل عام. هم نظراً لفشلهم في الجبهات العسكرية اتخذوا قراراً بأن تكون الورقة الاقتصادية هي أداة ضاغطة على المفاوض اليمني وعلى حكومة الإنقاذ وعلى المجلس السياسي في صنعاء، بهدف تحقيق ما فشلوا عنه عسكرياً يريدون أن يحققوا هذه الأهداف من خلال الحرب الاقتصادية.
قناة العالم: حسب تصريحات وبيانات صادرة عنهم، تحدثوا أن هذه الإجراءات الاقتصادية في إطار معالجة الوضع الاقتصادي الصعب كما يقولون.. لماذا أنتم اعتبرتموها خطوات تصعيدية مثلاً؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: في الحقيقة هي خطوات تصعيدية، لأن الذي يريد أن يتخذ خطوات لمعالجة أوضاع اقتصادية لا يمكن أن يمارس عمليات الطباعة بشكل لم يسبق لأي دولة في العالم أن تتخذ هذا الشكل من أشكال الطباعة، الطباعة اليوم هي عبارة عن قذائف وعن صواريخ وعن طلقات نارية يريدون أن يوجهوها إلى صدر كل مواطن يمني، وبالتالي الذي يريد أن يتخذ إجراءات للحفاظ على الاقتصاد الوطني لا يمكن أن تكون على حساب المواطن اليمني.
الإجراءات الاقتصادية إذا أردنا أن تُتخذ فيجب أن تُتخذ من خلال تخفيض نفقات الفنادق.. من خلال تخفيض المبالغ المهولة التي تحول إلى البنك الأهلي السعودي من عائدات النفط الخام.. الحلول الاقتصادية تأتي من خلال إعادة تصدير الغاز اليمني المسال.. الحلول الاقتصادية تأتي من خلال سحب هذه الكمية التي ضخت إلى السوق اليمنية من العملة، والتي تقارب ما يزيد عن خمسة تريليونات ريال يمني، خلال فترة سبع سنوات من الحرب. هذه هي الإجراءات الاقتصادية التي يمكن أن تحقق مؤشرات تحسن ملحوظة.
أما الإجراءات الاقتصادية من خلال فرض أعباء على المواطن، أو من خلال استهداف مؤشر التضخم، أو تخفيض القوة الشرائية للمواطن، فهذه ليست إجراءات اقتصادية حكيمة بقدر ما هي استهداف مباشر للمواطن اليمني، سواء كان في الشمال أو في الجنوب.

الدور الأمريكي في الحرب الاقتصادية

قناة العالم: وأنت تتحدث تحديداً عن نقطة سعر العملة والتدهور الذي حصل في قيمتها، تحديداً في مناطق سيطرة حكومة هادي والمناطق التي يسيطر عليها التحالف السعودي الإماراتي.. بحكم متابعتكم لهذا الجانب، هل من تفسير لمسببات هذا التدهور الذي حصل في العملة من منظوركم منظور اقتصادي؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: دعنا نعود إلى الوراء قليلاً، السفير الأمريكي كان واضحاً مع الوفد الوطني في مفاوضات الكويت، وأخبرهم بأنهم إذا لم يوقعوا ويوافقوا على الشروط المطروحة آنذاك أن الأمريكي سيعمل جاهداً لأن تصل العملة اليمنية ألَّا تساوي قيمة الحبر الذي طُبعت به.
اليوم ما يحصل في المحافظات المحتلة هو إحدى النتائج التي بشر بها السفير الأمريكي. ولكن بفضل الله وتوفيقه بفضل الوعي الشعبي الكبير والعالي، نحن نرى مصاديق حديث السفير الأمريكي في المحافظات المحتلة.
قناة العالم: أمريكا وهي تعتبر نفسها راعية أو داعمة أيضاً لهذا التحالف ولهذه الحكومة التي تعتبرها شرعية، لماذا تقوم بمثل هذه الخطوات، لماذا تتهمونها بالوقوف خلف ما يحدث من تدهور للعملة ومن وضع اقتصادي صعب في هذه المناطق؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: نحن اتهامنا ليس اتهاماً سياسياً أو اتهاماً بناء على تقديرات أو تحليلات أو تنبؤات.. أمريكا هي هذه منهجيتها عندما تواجه شعوباً ترفض إرادتها، أو ترفض فرض هيمنتها على الشعوب، هي تقوم وتلجأ عادة إلى الحرب الاقتصادية. ما يحصل اليوم في الجمهورية الإسلامية في إيران، ما يحصل اليوم في لبنان، ما يحصل في سوريا، ما يحصل في كثير من بلدان العالم حتى في فنزويلا، في كوبا، في كثير من البلدان التي ناوأت الهيمنة الأمريكية أو التي قاومت الهيمنة الأمريكية، هي دائماً ما تلجأ إلى الحرب الاقتصادية. أنت تعلم أخي العزيز أن الحرب اليوم أو العدوان الاقتصادي على اليمن، تُدار من خلال ما تسمى بالرباعية، وهي أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات.
الأمريكي اليوم هو يشرف بشكل مباشر على هذه الحرب الاقتصادية على اليمن، مثلما يشرف على الحرب الاقتصادية على الشعب الإيراني وعلى الشعب اللبناني والسوري، وغيرها من شعوب العالم، وبالتالي الأمريكي يعلنها اليوم صراحة أنه هو من يقود الحرب الاقتصادية، ومن خلال متابعتنا كل الخطط التي تنفذ الآن هي تخطيط أمريكي بشكل مباشر.

إجراءات مواجهة المخطط الأمريكي

قناة العالم: بالعودة إلى حديث سعر العملة والتدهور الحاصل، البعض يتساءل كيف استطعتم في صنعاء الحفاظ على سعر العملة وخلق استقرار نسبي في السوق المصرفية بشكل عام، كيف نجحتم في هذا الأمر؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: في الحقيقة لو كنا انطلقنا من واقع الحسابات ومن واقع المعطيات الاقتصادية، لكنا فشلنا فشلاً ذريعاً. ولكن حالنا كحال بقية الجبهات ومنها الجبهة العسكرية، تحركنا من منطلق ثقتنا بالله سبحانه وتعالى، ومن منطلق مظلومية هذا الشعب اليمني، الذي يعيش اليوم أسوأ ظروف إنسانية عالمية، وفق تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

قناة العالم: التساؤل أستاذ هاشم، أنه بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الصعب، وفي ظل عدم توفر سيولة نقدية، وإجراءات وآليات حصار متعددة ومشددة.. كيف جاء هذا النجاح مثلاً؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: مثلما قلت لك أولاً يجب أن نركز على ماذا انطلقنا، نحن انطلقنا من منطلق ثقتنا بالله سبحانه وتعالى، ومن منطلق مظلومية أبناء الشعب اليمني الذين يعيشون اليوم أسوأ كارثة إنسانية وفق تقارير الأمم المتحدة، ثم درسنا استراتيجية العدو الأمريكي كيف يفكر، كيف يخطط، كيف يخوض الحرب الاقتصادية، بماذا يبدأ وما هي الخطوات البديلة التي يناور بها في الحرب الاقتصادية. حالنا كحال الجبهة العسكرية اليوم، فلنسأل كيف حقق الإخوة المجاهدون في الجبهات لماذا حققوا هذه الانتصارات رغم أنه لا وجه للمقارنة من حيث العدة والعتاد، واقعنا اليوم في الجبهة الاقتصادية هو الواقع نفسه.

قناة العالم: وماذا عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتموها؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: في الحقيقة نحن نراهن دائماً على الوعي الشعبي، وهو الركيزة الأساسية لأي نجاح اقتصادي، الإجراءات التي قمنا بها ركزنا بشكل رئيسي على إفشال المخطط الأمريكي، من خلال إفشاله وتجريده من ورقة العملة. أنت تعلم أخي العزيز أن العملة هي أهم أداة لتركيع أي شعب، وفي العصور الوسطى كما تعرف كانت تخضع إمارات مقابل ماذا، لم تكن تخضع عسكرياً، ولم تكن تحتل احتلالاً عسكرياً، كما هو حاصل اليوم، كان يُكتفى أن يفرض على الوالي أو على الإمارة أن تتعامل بالنقد المصدّر من قبل المحتل وانتهى الموضوع. أنت إذاً ستتعامل بالنقد المصدّر من قبلي وستعطي الجزية بشكل شهري هذه هي الحرب الاقتصادية.

قناة العالم: هل هذه الإجراءات التي اتخذتموها، سيادة المحافظ، برأيكم ستنجح على المدى الطويل، أم أن نجاحها سيكون بشكل مؤقت فقط؟
القائم بأعمال رئيس اللجة الاقتصادية العليا: نحن كلما قام الأمريكي باستهداف الاقتصاد اليمني بأي خطوة من الخطوات نحن نرد، لا زلنا في موقع الرد. ونؤكد من خلال قناتكم أننا نملك أدوات ونمتلك إجراءات لننتقل إلى موقع الفعل. نحن إلى الآن لم نستخدم هذه الأوراق، ولكن إذا اضطررنا في مرحلة من المراحل إلى استخدام هذه الأوراق، لن نتردد، والقرار بيد السيد القائد، يحفظه الله، وبيد الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى، كونهما أعلى سلطة في البلد، وبالتالي نؤكد لأبناء شعبنا اليوم، أن الإجراءات التي نتخذها هي إجراءات حمائية، وإجراءات وقائية، للوقاية من آثار العدوان الاقتصادي، ولكن في أي مرحلة من المراحل نحن جاهزون لاتخاذ خطوات جريئة وقوية، ستؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي بشكل عام.

بين التسليح والتحييد للاقتصاد

قناة العالم: اتضحت الصورة في هذا الجانب.. دعنا ننتقل إلى الحديث عن الملف الاقتصادي بشكل عام، وأنتم أيضاً ضمن قيادة اللجنة الاقتصادية العليا، والقائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا في اليمن.. في أكثر من بيان لكم وتصريحات سابقة، دعوتم إلى تحييد الاقتصاد اليمني أو الملف الاقتصادي تحديداً، برأيكم ما الضمانات لنجاح هذه الفكرة، ومدى إمكانية نجاحها إن تمت؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: في الحقيقة أخي العزيز، مثلما ذكرت لك للأسف الشديد العدو الأمريكي ومن خلفه أدواته، سواء كانت السعودية أو الإمارات، هي تستخدم الاقتصاد كورقة، نحن الآن لا نتحدث عن ظواهر اقتصادية أو عن تدهور اقتصادي ناتج عن فعل عسكري أو فعل سياسي غير متعمد، اليوم الوضع الاقتصادي هو هذه السياسات التي تعمدت إيصال الوضع الاقتصادي في اليمن إلى هذا المستوى.
لا يمكن أن نتوقع حلولاً إذا لم تتوقف أولاً هذه السياسات والخطوات، وبالضرورة فصل الجانب الاقتصادي تماماً وعدم استخدامه كورقة حرب. اليوم صار معلوماً من هو الذي يعيق السلام، وقد أثبتت ذلك مبادرة صنعاء الأخيرة بخصوص مارب. اليوم العدو الأمريكي واضح يريد وقف الحرب قبل أن يوقف حصاره.

قناة العالم: تقصدون هنا أن أمريكا أيضاً هي ضد هذه الفكرة القائمة على تحييد الاقتصاد في اليمن؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: نعم بشكل أكيد، لأنها هي من تستخدم هذه الورقة.

قناة العالم: هذه العراقيل حضرت في جولات المشاورات في المفاوضات حسب تصريحات من المعنيين في وفود المفاوضات؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: أخي العزيز، نحن التقينا المبعوث الأممي السابق أكثر من مرة، وكان واضحاً حديثه حول الجانب الاقتصادي، وقالها بشكل واضح.. كان حديثه أن الملف الاقتصادي ليس من اختصاصه وليس من أولوياته. عندما يتحدث مبعوث أممي بهذه الصراحة، ماذا يعني ذلك! يعني أنه حاضر لمفاوضات سياسية ومفاوضات ميدانية.. لا يمكن أن يتطرق للجانب الاقتصادي.

قناة العالم: هنالك تجاهل أو إهمال متعمد للملف الاقتصادي، سنعود للحديث عن هذه الجزئية. في إطار حديث الدعوة لتحييد الاقتصاد الوطني.. هل من استجابة من الطرف الآخر حول هذه الدعوة؟ أو على الأقل هل هناك نقاشات جارية حالياً بشأن تنفيذها؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: النقاشات حول الجانب الاقتصادي الآن متوقفة بشكل تام.. لا يوجد أي تقدم، صنعاء تطالب قبل البدء بأي مفاوضات بوقف الحصار على ميناء الجديدة، وكذلك فتح المطارات، كونه استحقاقاً إنسانياً ليس خاضعاً لأي تقدم سياسي أو عسكري.
اليوم نحن نتحدث عن فشل في موضوع تحييد الاقتصاد بسبب الطرف الآخر، لأنه يستخدم الاقتصاد كورقة حرب. نحن نُفاجأ كثيراً عندما يروج إعلام الطرف الآخر أن صنعاء تتخذ الاقتصاد كورقة حرب، ماذا عملت صنعاء؟ هل قرار صنعاء بوقف العملة غير القانونية هي ورقة حرب أم طباعتكم لهذه العملة هي ورقة الحرب؟

حرب على الموارد ونهب للإيرادات

قناة العالم: سيادة المحافظ، دعني هنا أتحدث عن اتهاماتكم للتحالف السعودي وللطرف الآخر حول ما تسمونها بالحرب الاقتصادية على اليمن، ما طبيعة وخطوات ونوعية هذا التصعيد وهذه الحرب برأيكم؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: في الحقيقة العدو يستخدم منهجية معتادة له في جميع دول العالم، هذه المنهجية تركز على إضعاف القدرة الشرائية للمواطن اليمني.. لو نعود إلى الوراء قليلاً نلاحظ أن كل خطواته أو كل مخططاته هي تستهدف القوة الشرائية للمواطن اليمني.. بدءاً من خلال رفع أسعار الصرف ورفع معدلات التضخم بعدة أشكال، سواء من خلال طباعة العملة بشكل جنوني أو من خلال وقف تصدير النفط والغاز المسال، أو حتى إيداعه إلى الحسابات الوطنية لليمن، نحن نتحدث اليوم عن صادرات نفط تنهب بما يقارب 188 مليون دولار شهرياً، أين تذهب؟ حتى لو كانت تذهب إلى البنك المركزي في عدن، لكنا تحدثنا عن مسألة نهب إيرادات، لكن اليوم، عائدات النفط الخام اليمني تغذي اقتصاد الجانب السعودي.

قناة العالم: لكن خصومكم أو الطرف الآخر يتهمونكم بأنكم دائماً ما تحملونهم المسئولية في مسألة سوء الوضع الاقتصادي، وهم بالمقابل يتهمونكم أنكم تتحملون هذه المسئولية، تحديداً يتحدثون عن سوء توظيف الإيرادات، يتحدثون عن فشل من قبل حكومة صنعاء في مسألة معالجة الأزمات الاقتصادية.. كيف تردون أنتم؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: لنكن منصفين ولكي يكون تحليلنا منصفاً فلننظر من الذي يمتلك العوائد.. اليوم الموازنة التي كانت في عام 2014، 85% من مصادر الإيرادات بيد الطرف الآخر، بينما العكس 85% من بنود الإنفاق هي في صنعاء، أيضاً الكتلة الأكثر من الموظفين هي في صنعاء، وبالرغم من ذلك الموظفون في المحافظات المحتلة لا يستلمون مرتباتهم بشكل منتظم.
قبل ذلك، لنسأل أنفسنا.. أين هي الإيرادات.. هل تعلم أخي العزيز أن إيرادات النفط الخام فقط كانت تمثل 70% من وارد الموازنة العامة للدولة، لنسأل من يدعم ما يسمى بالتحالف.. هل يدعم صنعاء أم يدعم الطرف الآخر؟ اليوم كل الدول العظمى تدعم الطرف الآخر.. لكن أين يذهب كل هذا الدعم!
كل ما ينفق على الطرف الآخر، للأسف الشديد يودع في الحسابات الخارجية في بنوك خارجية.. حتى عائدات المواطن اليمني وعائدات الشعب اليمني تودع في حسابات في بنوك خارجية، بينما حكومة الإنقاذ في صنعاء تواجه وتعاني شحةً في الموارد.

قناة العالم: ماذا عن تحركاتكم أنتم.. خططكم.. كل الجهود لمواجهة التصعيد والحرب الاقتصادية كما تسمونها؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: في الحقيقة جميع ما تخطط له اللجنة الاقتصادية العليا لا يمكن الإفصاح عنه مسبقاً، بسبب طبيعة الحرب التي نخوضها، وهي في الحقيقة حرب لم تعد اقتصادية بحتة، نحن اليوم نخوض حرباً استخباراتية، إن جاز لنا التعبير.. اليوم الاقتصاد يدار من غرف الاستخبارات ولا يدار من المكاتب.

قناة العالم: تقصد هناك تحركات في هذا الإطار؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: نعم، اللجنة الاقتصادية تدرس خططها وتتابع وترصد وتحلل.

عن التعافي الاقتصادي

قناة العالم: هنا أود التساؤل عن جزئية.. قبل عامين تقريباً أعلنتم خطة أو رؤية أطلقتم عليها التعافي الاقتصادي وتنمية المشاريع، لكن إلى اللحظة لا يوجد شيء ملموس على الأرض.. إلى أين وصلت هذه الرؤية؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: في الحقيقة ما أعلن خلال عام 2020، تقريباً في شهر يناير نُفذ الكثير منه، بالعكس ليس كما تقول بأن هناك أشياء غير ملموسة، نحن نتحدث عن صدور تعديلات قانونية لأول مرة في تاريخ الجمهورية اليمنية يعفى من خلالها المبادرون لإنشاء المشاريع الصغيرة والأصغر.. اليوم هناك كثير من المشاريع تم إعفاؤها. كذلك فيما يتعلق بصرف نصف راتب كل شهرين، لا زال هذا القرار من الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى سارياً، نحن نتحدث عن أربعة مرتبات صرفت خلال عام 2021، إلى اليوم.

الجانب الإنساني كورقة ضغط

قناة العالم: ممكن الربط بين هذه الجزئية الأخيرة في مسألة محاولة إضعاف الاقتصاد الوطني في مناطق سيطرتكم لو كان الأمر مرتبطاً بذلك.. هنا أود التساؤل عن مسألة ما تحدثت عنه سابقاً فيما يتعلق بتجاهل الملف الاقتصادي في كل جولات المفاوضات، وفي النقاشات الجارية في العملية التفاوضية بشكل عام أو حضوره الباهت على الأقل.. دعنا نقول كان هنالك نقاش في مفاوضات السويد حول الملف الاقتصادي.. لماذا برأيكم يغيب هذا الملف رغم أهميته وارتباطه بالجانب الإنساني؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: في الحقيقة، اليوم المنظمات الأممية هي تستخدم الجانب الإنساني اليمني كشماعة لتلقي المزيد من الأموال والمنح، ومزيد من التمويل من الدول العالمية. سبب إهمال الملف الاقتصادي في اعتقادنا هو الرغبة في استخدام الوضع الإنساني والاقتصادي كورقة ضاغطة على الجانب السياسي، اليوم عندما تحضر الورقة الاقتصادية والإنسانية، مثلما يقولون سياسة العصا والجزرة، اليوم العصا والجزرة تستخدم من خلال الورقة الإنسانية والاقتصادية، وإلا فنحن نعلن اليوم بأننا حاضرون لأي نقاشات تُفضي إلى تحييد الاقتصاد.

الأمم المتحدة والملف الاقتصادي

قناة العالم: سيد إسماعيل، أود تقييكم لموقف الأمم المتحدة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، كونها راعية لكل عمليات المفاوضات، كيف تقيمون الموقف الأممي..؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: للأسف الشديد حتى تعيين المبعوث الأممي الأخير، لم نلتقِ به أو نتواصل به أو نعرف ما هو رأيه حول هذا الموضوع، لذلك ما قبل تعيينه، لم تكن الأمم المتحدة جادة على الإطلاق في أي نقاشات اقتصادية تفضي إلى تحييد الجانب الاقتصادي وتخفيف المعاناة الاقتصادية والإنسانية.

قناة العالم: لماذا برأيكم؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: مثلما قلت، لأنه قرار سياسي في الأخير، وإلا كما قلت لك نحن حاضرون الآن لأي مفاوضات.

قناة العالم: لماذا يتجاهلون- أقصد الأمم المتحدة- وهي تعتبر جهة محايدة؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: هم في الحقيقة لا يتجاهلون، هم في الحقيقة يستخدمون الجانب الاقتصادي والإنساني كورقة ضاغطة على الجانب السياسي.. اليوم هم واضحون.. يقولون أوقفوا إطلاق النار ونحن نرفع الحصار عن ميناء الحديدة ونفتح مطار صنعاء، هذا ليس تجاهلاً.

تداعيات وآثار الحصار

قناة العالم: في ظل هذه القيود والإجراءات المستمرة على ميناء الحديدة ومطار صنعاء وغيرها من المنافذ.. ما مدى الآثار على الاقتصاد الوطني؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: الآثار كبيرة جداً.. اليوم نتحدث مثلما قلت لك أن العدوان يستهدف القدرة الشرائية للمواطن، هناك- نتيجة لهذا الحصار- أضرار مباشرة وغير مباشرة، ومنها أن السفن كلها اتجهت نحو الموانئ الأخرى، هذا الاتجاه نحو الموانئ الأخرى له أثره في زيادة الكلفة على المواطنين.. اليوم تكاليف النقل، تكاليف التأمين، تكاليف التأخير، غرامات الدمبرج وما إلى ذلك.. من يدفع ثمنها؟ في الحقيقة يدفع ثمنها المواطن اليمني، المواطن اليمني عندما تذهب سلعته إلى ميناء عدن أو ميناء المكلا يدفع أضعافاً مضاعفة عما كان سيدفعه لو تم استيراد سلعته عبر ميناء الحديدة، بعد قرار الخونة في عدن رفع سعر الدولار الجمركي يتضح لنا لماذا حاصروا ميناء الحديدة، هم حاصروا ميناء الحديدة في البداية أخي العزيز لكي تتوجه إلى عدن.

قناة العالم: وأنت تتحدث سيادة المحافظ عن هذه كل الآثار والانعكاسات لمسألة إغلاق الميناء والمطار بشكل عام.. هنالك خسائر كبيرة للاقتصاد الوطني نتيجة الحرب والحصار المستمرة من سبع سنوات؟ هل من توصيف من قبلكم أو إحصاءات عن حجم خسائر الاقتصاد الوطني على مدى هذه السنوات؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: الإحصائيات متعددة ومتنوعة، ولم نصل إلى رقم دقيق، لكن نؤكد هنا أن الآثار المباشرة وغير المباشرة هي آثار كارثية جداً، اليوم الاقتصاد اليمني يعيش أسوأ وضع في العالم تقريباً بشهادة الأمم المتحدة أو بتقارير الأمم المتحدة، اليوم كثير من اليمنيين يعيشون تحت ما يسمونه بخط الفقر، وبالتالي هذه الآثار والأضرار يتحمل مسؤوليتها في الأول والأخير العدو الأمريكي، ومن خلفه البريطاني ثم السعودي والإماراتي.
الخسائر كبيرة جداً، بالنظر إلى ما يعانيه الاقتصاد اليمني، نحن نتحدث عن ما يزيد عن 80 مليار دولار هي حجم الخسائر، سواء كانت المباشرة أو غير المباشرة، هذا بدون الحديث عن الإيرادات المنهوبة أو التي تم حرمان الشعب اليمني من الاستفادة منها، من خلال نهب عائدات النفط الخام، أو إيقاف تصدير الغاز اليمني المسال إلى الخارج.

مرتبات.. ومبادرات
قناة العالم: أدركنا الوقت أستاذ هاشم ولكن لدي سؤال أخير مرتبط بحياة الناس.. ويهم الكثير من الناس.. وهو أزمة المرتبات المستمرة منذ فترة طويلة، قدمتم أنتم في صنعاء أكثر من مبادرة حول حل هذه الجزئية وهذه الإشكالية تحديداً.. إلى أين وصلتم؟ هل سنصل إلى حلول سنلمسها قريباً فيما يتعلق بـأزمة المرتبات؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: في الحقيقة عندما التقينا ممثلي الأمم المتحدة في سلطنة عمان، ونحن نناقش ما سمي بمسودة الاتفاق “الإعلان المشترك” فوجئنا وصدمنا بحديثهم أن ملف المرتبات ليس من أولويات هذه المرحلة، وهذا الكلام طرح من قبل الأمم المتحدة.. نحن نؤكد لأبناء شعبنا اليمني اليوم أننا حاضرون لأي نقاشات تفضي لحل أزمة المرتبات.

قناة العالم: هل هناك مبادرات وحلول طرحت من قبلكم؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: نعم، نحن مستعدون لتقديم كل ما يلزم إذا كان النقاش سيفضي إلى صرف مرتبات الموظفين.

قناة العالم: وإذا فشل النقاش.. أقصد هل ثمة حلول من قبلكم.. وهل من بشرى نزفها للمواطنين؟
القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا: صنعاء أعلنت عن صرف مبلغ شهري لمعلمي وزارة التربية، هذا المبلغ 30 ألفاً سيصرف بشكل شهري، نحن ندعم مثل هذه الخطوات، نحن نؤكد لشعبنا اليمني أن اللجنة الاقتصادية العليا، البنك المركزي اليمني، لن تتوانى عن اتخاذ أي حل يفضي إلى تحسين الوضع المعيشي والوضع الاقتصادي، نحن نتحدث اليوم عن مخطط العدو الذي كان يريد أن يوصل سعر صرف الدولار إلى 1000 ريال يمني، وبالتالي هم لا يريدون أن يحرموا الموظف من راتبه بل يريدون أن يحرموا حتى العامل البسيط الذي ليس موظفاً حكومياً من راتبه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة