الحقُ يغلب الباطل في أرضِ الجوف

بقلم : روان عبدالله

مقالات | 20 مارس | تهامة نيوز : رغم بطش الطغيان ، و إضاعة الكثير من الأوطان ، مازال هناك نور يسطّع ، وبريق يتألق ، وقوة تتشكل بين رجال صامدين لم تفتنهم المغريات ، ولم تفت من عزائمهم الإضطِهادات ، فلم ينحرفوا عن المبادئ والقيم ، ولم ينحنوا أمام العواصف والمحن ، أولئك هم أمل الأمة وطليعة النصر المنتظر ، وإن كانوا قليلين مستضعفين ، فرجالنا الأشاوس قد تمسكوا بمبدأهم الإيمانيّ، وأصروا على الحق ، وعدم التنازل عن شبرٍ واحد من أرضهم ، أو التراجع أو التردد تحت الضغوط بمختلف أشكالها ، أو أمر القوة العاتية بتعدد وسائلها .

فقد كانت عملية (فأمكن منهم) مثال على هذا النوع من الثبات ، فقد كتب الله العزة والغلبة والظهور لجند الحق إلى يوم الدين ، وأيّد الله رجالهُ المؤمنين الصادقين الصابرين بنصرهِ المبين، فــرفعهم بنصره ، وقهر أعداءهم بقهره.

وقد دلت هذه العملية المشّرفة بأن كلما اشتدت وطأة البغي ، وتعاظم خطره ، وتفاقم أمره ، واستفحل شره ، كان ذلك إيذانا بإنحسار مده ، وخمود جذوته وتقهقر جنده ، وأن معركة الحق مع الباطل ، والهدى مع الضلال ، والكفر مع الإيمان ، ستظّل مستعرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وفي نهاية المطاف العاقبة دائماً للمتقين ، والنصر والتمكين والغلبة للصابرين الصامدين ، الذين يستيقِنون أن النصر مع الصبر الذي يشّد العزم ، وييسر الصعب ، ويحقق الرجاء ، وييأس الأعداء ، وبهِ يتضاعف عدد القلة ، وبدونه تتفتت الكثرة .

قد رأينا صلابة الجيش واللجان الشعبية الذين لم يتقهقروا ، ولم يتنازلوا ، ولم يبدلوا ، فكان ثباتهم هو الأعجب والأروع ، عندما واجهتهم قوى الكفر والضلالة في محافظة الإباء-الجوف- فبهذا الثبات العظيم قويت عزائمهم ، وارتفعت معنوياتهم ، وسمّت أهدافهم فتحولوا -برغم قلة العدد-إلى أسودٍ زائرة ، وسيولٍ هادرة ، تهدّ صفوف الأعداء هدا، وتضّج مضاجع المُعتدين ضجا ، وتفتك بالظالمين فتكا، ولعل وضوح سبب الثبات في رسم معادلة النصر هنا يفسر للكثير بعضاً من أسباب الهزائم المتعاقبة، والإنكسارات المتوالية لقوى العدوان اليوم .

ورغم تكالب جيوش الباطل وتحالفات المعتدين ، المناهضين لحرية واستقلال الشعب اليمني ، المشمئزين من الأمان والعدل والمساواة إلا أن أبطالنا قد سجلوا عدة انتصارات ابتداءً بــ عملية نصرٌ من الله ، ثم وإن عدتم عدنا وتلتها البنيان المرصوص ثم فأحبط أعمالهم وها قد تلتهنّ عملية فأمكن منهم ، ونلنا انتصاراً تاريخياً في أيامٍ مشهودة مميزة بين معسكر الحق وأتباعه ومعسكر الباطل وأعوانه بعد فرار الألوف المفتخرة بعددها فهُزموا وانكسروا إنكسارا .

فقد شاءت إرادة العزيز الحكيم أن يكون النصر حليفاً لمن حققوا أسبابه والتزموا بقواعده ، وحازوا مقوماته ، وإن كانوا أقل عدداً ، وأضعف عتاداً .
والعاقبةُ للمتقين

#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة