عن الشهيد علي احمد الغرسي

تهامة نيوز
بقلم / زكريا احمد الغرسي

اليوم ١٠ من شعبان الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد (علي احمد محمد الغرسي ).
في هذاليوم يوم الجمعة الساعة الحادي عشر والنصف صباح من يوم ١٠ شعبان1436ه استشهد الشهيد علي احمد الغرسي في موقع (جبل الحديد ) في عدن بغارة طيران العدوان الامريكي السعودي الامارتي على اثرها فاز وافلح ونال الشهادة في سبيل الله.
مواقفه:
من مواقفه التي كانت ايام ثورة الشباب ٢٠١١م ومابعدها كان في تلك الايام الوضع الامني في صنعاء والمحافظات منفلت امنيا وغير مستقر والاغتيالات والتفجيرات وغيرها ، وانذاك كان انصارالله في مقدمة من تحمل المسولية تجاه الشعب والبلد لتصدي لمؤامرات الاعداء ومخططاتهم .
وكان الشهيد/علي احمد الغرسي من ضمن اللجان الامنية في الحارات وتأمين المجتمع ، وكان ممن اوكل اليه تأمين حارته

مما كان يحرص عليه بعد ان خرج من الدوره الثقافية التطبيق لبرنامج رجال الله وكان يطبقه بحذافيره من (استغفار قبل الفجر والصلاة وقراءة القران والتسبيح والالتزام بقراءة ملزمة الاسبوع) ، والعلاقة القوية بالله وارتباطه القوي بهدى الله ومحاضرات السيد القائد كل اسبوع حتى انه ارتقى في روحية الجهادية ونفسيتة الايمانية واهتمامه في العمل.

وفي خلال تلك الايام ايام الثورة اذا كان هناك مسيرة او مناسبة اوفعالية او استدعوه الى عمل كنت المس منه روحية المبادرة والمسارعة والاستجابة الكاملة والتسليم المطلق ( واذكر كان في بعض المناسبات يتصلوا له لعمل وكان يسير الصباح وهو ساهر من الليل لانه كان مأمن في الحاره) ، وكان يقولي في مثل هذه المواقف (يجب ان نستشعر المسؤلية وان لانفرط ولا نقصر ، قال وما عندخل الجنة الابعمل وجهاد في سبيل الله).
وكان يتصلوا له خلال ثورة الشباب ٢٠١١م ويطلبوا منه يذهب للتأمين في الساحة او التنظيم ، وعندما كان يعتدي الاصلاحيون على مخيمات المجاهدين كان من اول المبادرين مع شباب الحارة الذي كان يتصل بهم ويسيروا الى الساحة ، حتى انه بعض الاحيان لا يمتلك حق المواصلات ليذهب الى الساحة وكان يذهب مشي على الاقدام الى الساحة..

كانت روحيته عالية وكان يعتبره جهادا في سبيل الله، وكان يسأل من الله القبول بعد كل عمل يعمله وكنت اسمعه دائما يقول (الله يتقبل ، الله يوفقنا ، الله يثبتنا)
وخلال تلك الفترة كان الوحيد الامني في الحاره ، وكان الشهيد خلال سنتين متواصلتين على الدوام يأمن ليلا واذكر انه لم ينام خلال تلك السنتين (الا ٣ ايام تقريبا) بعد ان مرض واطرح فوق الفراش ، وبعد ان تعافى رجع الى تأمين الحارة ليلا ، حتى ان احد التجار قال عن الشهيد عندما كان يشاهده يأمن يوميا ( بندخل البيت نرقد واحنا آمنين على سياراتنا وبيوتنا وانفسنا) ..
وبعض الليالي كان يأمن الى الفجر بدون (قات) وكنت اقله مأمن بدون (قات) كان يقلي:( طبيعي مع الله).

وخلال تلك الفترة كان علاقته بشباب الحارة قوية حتى ان بعض شباب الحاره كان يعارض انصار الله والمجاهدين والمسيرة القرانية عندما كانوا يسمعوا من الشائعات على المجاهدين وعلى انصارالله والمسيرة القرانية ، وكان للشهيد حبا في قلوب شباب الحاره وكانوا يتأثروا به واصبح الشهيد(علي)قدوة ونموذج لشباب الحارة كواحد من المجاهدين وانصارالله ، وبعد ان خرج من احدى الدورات وقد امتلك الكثير من الوعي والبصيرة والهدى استطاع ان يفند الشائعات ويترك اثرا ونظرة ايجابية نحو( المجاهدين والمسيرة القرانية والثقافة القرانية) ، وكان يرسل الاناشيد الزوامل ومقاطع من كلام السيد لشباب الحارة حتى اثر فيهم تاثيرا كبير جدا ، واليوم اصبح بعض شباب الحاره مجاهدين والبعض الاخر شهداء مثل الشهيدين الاخوين (سعد العبرات وزكريا العبرات) سلام الله عليهم .
وخلال تلك الفترة اثر ايضا في بعض تجار الحارة لتعامله الحسن مع ابناء الحارة والاحسان اليهم في تأمين الحارة ، ولازالوا يذكرونه ويذكروني بمواقفه الى اليوم ، فمن احسانه الى الجيران وتعامله اثر فيهم وصحح نظرة نحو انصارالله والمجاهدين والمسيرة القرانية .

وبعد دخول المجاهدين صنعاء تم تكليفه من المسوؤل الامني للمديرية على ان يكون المسؤول الامني في المربع الذي فيه ، وكان بعض شباب الحارة يتفاعلوا معه ويخرجوا يأمنوا في الحارة معه بدون اي مقابل مادي وانما تأثروا به ..
وفي مرة من المرات بلغوا الشهيد من عمليات المديرية ان هناك سيارة مشبوهة دخلت الى صنعاء في تلك الليلة فقام وفعل نقطة امنيه مع بعض الشباب في الشارع الرئيسي وعرفوا السيارة واتواصلوا بالعمليات ووجهوه انه يتم ملاحقتها والرصد لها حتى وصلت المكان المحدد وقبضوا عليها في (مسيك) ، وكان داخل السيارة احزمه ناسفة وعبوات متفجرة وتم القبض على المتهمين واعترفوا انهم خلية كانوا يحضروا لعمليات تفجيرية في الامانة وبفضل الله ثم بفضل الشهيد فشلوا …

بعد ان قامت حكومة مايسمى( التوافق) آن ذاك برفع الجرعة السعرية، وبعدها حصل التصعيد الثوري بمراحله الثلاث في 2014 واسقطت الحكومة وجرت الاحداث حتى بداء العدوان.
عندما بداء العدوان اعلن النفير العام للجبهات ، وتحركنا انا والشهيد مع مجموعه من المجاهدين في الحارة الى عدن لملاحقة القاعدة وداعش ، وعندما خرج الشهيد من البيت ودع الوالده وقالها انها تكن تدعي له وتحركنا الى الجبهة وبعد وصولنا الى الجبهة كان من ابرز مواقفه في الموقع الذي كان فيه انه كان يقراء لنا الملزمة ويحث المجاهدين دائما على تطبيق برنامج رجال الله والارتباط بالله وقراءة القران وان يأخذ الناس بعوامل النصر الالهي ، وكان يحاضرنا يوميا على الاهتمام بالتمويه والتحصين وحفر الخنادق والحفر من اجل اذا ضرب الطيران ، وكان اول من يبادر الى العمل وقام ببدء حفر خندق طوله مايقارب ٧ متر مع تعاون المجاهدين وكان يعلم المجاهدين كيفية تجهيز المتارس وان يكون مموه من العدو لانه قد اخذ دورة عسكرية قتالية سابقا تعلم منها الخبرة القتالية والعسكرية..
كان اكثر الناس في الاحسان للمجاهدين عندما كان ينزل من الموقع لينتظر للمدد ويطلعه الى الموقع اكثر الايام وهو بعيد من مكان وصول المدد الى قمة الجبل ، حتى انه ترك الاثر الكبير في المجاهدين الذي كانوا في المواقع الذي يعرفهم والذي لم يتعرف عليهم الافي الموقع ، وكان نموذج وقدوة واصبح هو مشرف الموقع ، ومره من المرات ارسل (السيد القائد) رسالة للمجاهدين في الجبهة عندما حصل انتصار كبير وسقط محور كامل بيد المجاهدين في عدن تأثر بها وقال يارجال قوموا (نسجد سجدة شكر لله) ، وفي اخر اسبوع قبل استشهاده قد كانت لديه روحية عالية من الجهاد والاستشعار للمسؤلية وكان يحرص ان لايفرط ولايقصر وكان اكثر كلامه في الايام الاخيرة كان يقل ( لانفرط لانقصر واذا فرطنا وقصرنا باتنزل علينا ضربه الهية نتقي الله ) ،ويشهد الله انه في الايام الاخيرة قد كانت روحية زاكية بشكل كبير ومعنويات عالية رغم ان كان لنا مرابطين في الجبهة ٣ اشهر ومعا الحمى ومرض الملاريا.
جعل الجبهة مدرسة لتزكية نفسه وروحه وارتقاء في جانب الايمان والعلاقة بالله والارتباط بهداه بشكل مستمر حتى انه كان اكثر وقته في الايام الاخيرة (يكثر من قراءة القران) وكنت اشاهده يقراء القران في اكثر الاوقات .

يوم الجمعة من شهر شعبان بعدما استهدفهم الطيران اسعفه بعض المجاهدين واخبروني انه في لحظة استشهاده كان ينظر الى السماء ويبتسم وكان يحرك اصبعه ( السبابة) الى السماء وكأنه يشهد ويهلل لله سبحانه وتعالى ، وارتقت روحه الطاهرة الى بارئها بعد تاريخ حافل من الجهاد والصبر والثبات
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموتا بل احياء عند ربهم يرزقون).
فسلام عليه الله ورحمه وبركاته وعلى جميع الشهداء العظماء.
الذكرى السنوية لشهيد المجاهد(علي احمد محمد الغرسي).
10شعبان 1444ه.الموافق2مارس 2023

مقالات ذات صلة