اليمن ينتصر لغزة: صوت الشعوب الحرة أقوى من صمت الأنظمة الخائنة والمطبعة

بقلم// فيصل أحمد الهطفي

حين تغدر الأنظمة بأمتها، وتبيع قضاياها بثمنٍ بخسٍ في أسواق العمالة والخيانة، ويخفت صوت الحق في دهاليز السياسة الآثمة، ينهض اليمن الصامد ليرفع راية العزة والوفاء والجهاد المقدس، ويصدح بصوتٍ جهوري يجلجل في الآفاق: لن نترك غزة وحدها، ولن نصمت على ظلمٍ، ولن نخضع لعدو.
من ميدان السبعين في قلب العاصمة صنعاء، ومن كل ميادين المحافظات اليمنية الثائرة، تتدفق الجماهير في مسيرات مليونية كالسيل العرم، تهتف لفلسطين، وتلعن الخذلان والتطبيع، وتؤكد ولاءها للقدس، ودعمها الكامل للمقاومة، وتعلن أن قلوب اليمنيين، وبنادقهم، وصواريخهم، وطائراتهم المسيّرة، كلّها مصوّبة نحو العدو الصهيوني، بلا هوادة ولا مهادنة.
وفي لحظة توهج إيماني وثوري، تتكامل أصوات الجماهير مع صدى الطوفان، دورات طوفان الأقصى التي تخرّج منها مئات الآلاف من رجال يمن الإيمان، رجال العقيدة والبأس الشديد، ومعها المسير العسكري الراجِل مساندةً لغزة، الذي يجوب عددًا من المحافظات اليمنية، مجسِّدًا الروح القتالية والاستعداد الشعبي الكامل، ودافعًا برسائل الرعب إلى قلب العدو.
في كل ساحة وميدان ، تتوهج المواقف الثورية. وقفات قبلية مسلّحة تهزّ الجبل، وفعاليات شعبية متدفقة تُثبت أن هذا الشعب لا يعرف الذل، ولا يقبل الضيم. رجال القبائل يحملون السلاح والكرامة، يهتفون لفلسطين، ويقسمون على الوفاء بالعهد، متجهين ببصيرتهم وبندقيتهم نحو العدو الحقيقي، لا كما تفعل أنظمة العار التي تحرّف البوصلة، وتدوس على كرامة الأمة.
في الجامعات والمدارس، في المساجد والأسواق، وفي صفوف النساء المجاهدات، والشباب الثائر، تصدح الهتافات، وتُرفع الشعارات، وتُقام المعارض والندوات والقوافل الإعلامية والميدانية، تعبيرًا عن وحدة موقف لا يقبل التنازل، وعن أمّة حيّة تُقدّم دماءها عن وعي ويقين، نصرةً لفلسطين وغزة والأقصى المبارك.
وفي هذه المسيرات والهتافات، يعلن اليمنيون على رؤوس الأشهاد تأييدهم الكامل لعمليات القوات المسلحة اليمنية الباسلة، التي تضرب عمق العدو الصهيوني في البحر والبر، وتزلزل كيانه، ويطالبون بالمزيد من الضربات المنكّلة، التي توقظ الغافلين، وتعرّي المنافقين، وتكسر هيبة المحتلين.
ويجددون التفويض المطلق لقائد المسيرة القرآنية المباركة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – في كل الخيارات، وكل المسارات، ويعلنون أنهم جنود مشروعه، وأبناء نهجه، وخط الدفاع المتقدم عن الأمة ومقدساتها.
كما يُناشدون أحرار الأمة الإسلامية، شعوبًا وعلَماء وخطباء وأحرارًا، أن ينهضوا من سباتهم، وأن يخلعوا ثياب الخوف، ويتخذوا مواقف حقيقية تُرضي الله، وتغيظ العدو، وتليق بجراح غزة، وأشلاء أطفالها، ودموع نسائها.
ويُعلن اليمنيون ولاءهم المطلق لله القوي العزيز الجبار، ويؤكدون أن القدس وفلسطين هي قضيتهم المركزية الأولى، وأن المعركة مع العدو الصهيوني معركة دينية وهوية، لا سياسة ومصالح.
وها هو اليمن اليوم، بكل وعيه وبصيرته، يثبت أنه ليس طرفًا متفرجًا، بل قائدٌ في معركة المصير، يكتب بالدم موقفه، ويزرع على كل جبهة راية النصر. إنها معركة الأمة ضد الطغيان، معركة المستضعفين ضد المستكبرين، والحق ضد الباطل، واليمن فيها رأس الحربة، وصوت القرآن، ويد الله التي تبطش بالظالم، وتقتص للمظلوم.
وعهدًا لله، ما دمنا نعيش ونتنفس، فلن نترك غزة وحدها، ولن نخذل الأقصى، ولن نخون وعد الله.
وسيبقى اليمن، يمنُ الإيمان والحكمة، حصنَ الكرامة، وقبلةَ الثائرين، حتى يتحقق وعد الله بالنصر، ويزول الكيان الغاصب، وتعود القدس حرة أبية.

مقالات ذات صلة