عداوة المنافقين للإمام علي (عليه السلام): البُعد العقدي في معركة الولاء اليوم

✍️ بقلم: فيصل أحمد الهطفي

الإمام علي (عليه السلام) كان وما يزال رمزًا خالدًا للإيمان النقي، وامتدادًا حقيقيًا لرسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولهذا شكّل هدفًا دائمًا للمنافقين، منذ صدر الإسلام وحتى يومنا هذا.
عداوتهم له لم تكن يومًا بدافع الحسد أو الطمع، بل كانت وما تزال موقفًا عقديًا؛ لأن ولاية الإمام علي (عليه السلام) تعني التمسك بخط النقاء والثبات والحق، والارتباط الصادق بالله ورسوله، والانفصال عن مسارات التحريف والنفاق. ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “حب عليٍّ إيمان، وبغضه نفاق”.
اليوم، يعود النفاق بوجه جديد، تحت عنوان “التطبيع”، ويمتطي شعارات “السلام” و”الاعتدال”، ليجرّ الأمة إلى خيانة فلسطين، ومساندة الصهاينة، وخلع الولاء عن أهل الإيمان.
لقد بلغ النفاق ذروته حين بات المطبعون هم خطباء عرفات، يتحدثون باسم الدين وهم يسوّقون للمشروع الصهيوني، ويروجون لتحويل الحج من موسم لتجديد الولاء لله، إلى محطة لتثبيت الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.
هؤلاء لم يكتفوا بإسقاط راية الإمام علي (عليه السلام)، بل سعوا لمسخ دين الأمة، فشوّهوا المفاهيم، وحرّفوا المناهج، ونزعوا من الإسلام كل ما له علاقة بالجهاد والوعي والبصيرة والعداء للطغاة والمستكبرين.
المعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل على العقول والقلوب: من هو الولي؟ من هو العدو؟ يريدون من الأمة أن تحب الصهاينة، وتبغض المقاومين. أن ترى في الإمام علي (عليه السلام) ذكرى ماضية، وترى في عملاء واشنطن وتل أبيب قادة المرحلة!
وما من خلاص إلا بالعودة إلى خط الإمام علي (عليه السلام): خط الوعي، وخط العزة، وخط الثبات أمام الباطل، مهما كانت التضحيات.
الولاء للإمام علي (عليه السلام) ليس خيارًا شخصيًا، بل موقف إيماني ومصيري، وميزان صدق أمام الله، ومن يفقد هذا الولاء، فقد باع دينه، وسقط في مستنقع النفاق.
قال الله تعالى:
{ومن يتولَّ اللهَ ورسولَهُ والذين آمنوا فإن حزبَ الله هم الغالبون}.

مقالات ذات صلة