السيد القائد: العدو يواصل الإبادة واستباحة المقدسات بدعم استراتيجي أمريكي وتمويل عربي

أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- أن العدو الإسرائيلي يواصل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ويسعى إلى مراكمة رصيده الإجرامي، بشراكةٍ أمريكية استراتيجية وبأموالٍ عربية.

وقال السيد القائد في خطاب له اليوم الخميس، حول أخر مستجدات العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية: إن “العدو الإسرائيلي يواصل تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ويعمل على تدمير شامل للمدن والأحياء وتجريفها وتقطيع أوصال القطاع، ونسف كل مقومات الحياة، موضحاً أن ما يجري هو سلوك يومي يعكس هدفاً واضحاً بالإبادة الجماعية، تُرتكب بالشراكة المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأوضح أن “العدو الإسرائيلي أباد أسرًا بأكملها ومسحها من السجل المدني، وانخفض عدد السكان بنسبة 10%، فيما تراجعت نسبة الولادة خلال هذا العام بنسبة 41%، ما يعكس حجم الجريمة المنظمة والمستمرة”.

وأضاف أن “من يُسلّم بما يفعله العدو الإسرائيلي بشراكةٍ أمريكية ضد الشعب الفلسطيني؛ فهو يقبل بأن يكون السلوك الإجرامي سائداً في منطقتنا”، مشيرًا إلى أن “العدو يستهدف سكان غزة بسياسة التعطيش، ويحرمهم من الوقود اللازم لتشغيل الآبار والمستشفيات، ويحوّل الحصول على مياه الشرب إلى مغامرة خطيرة، في إطار سياسة منهجية تهدف إلى قتل الحياة بالكامل”.

ولفت إلى أن “العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع فتح محورًا جديدًا شرق مدينة خان يونس لفصلها عن غربها، مع استمرار تدمير وتجريف المناطق، حتى أنه استقدم مقاولي هدم لاستكمال نسف ما تبقى من المباني، بتمويلٍ أمريكي وتسليح لا يتوقف، بما في ذلك الجرافات”.

  

استباحة المقدسات وتهويد القدس والخليل:

في السياق، أكد السيد القائد أن “العدو الإسرائيلي يواصل الاستباحة اليومية للمسجد الأقصى عبر تنظيم الاقتحامات اليهودية المتكررة لباحاته، محذراً من أن تحول هذه المشاهد إلى مشهد “اعتيادي” لدى كثير من أبناء الأمة هو أمر في غاية الخطورة”.

وكشف أن العدو “أعلن مؤخراً عن إقامة مهرجان سينمائي جنوب أسوار البلدة القديمة في القدس، في خطوة تهدف إلى فرض الطابع اليهودي على المدينة المقدسة، بالتوازي مع خطوات أخرى مثل سحب صلاحيات بلدية الخليل من إدارة المسجد الإبراهيمي، ونقلها لما يُسمى بـ”الإدارة المدنية” التابعة للاحتلال”.

وقال: إن “العدو الإسرائيلي مستمر في التهويد، والخطف، والتدمير، والاعتداءات في الضفة الغربية المحتلة، حيث يعمل على تهجير سكان المخيمات، وتغيير معالمها، وبناء البؤر الاستيطانية، والاستيلاء على الأراضي، وتحويل المدن والبلدات الفلسطينية إلى جزر معزولة”.

وأشار إلى أن العدو “استهدف آبار المياه في القدس المحتلة بالتخريب، رغم أنها مصدر وحيد لتزويد عشرات القرى الفلسطينية”، مبيّنًا أن “إصرار السلطة الفلسطينية وبعض الأنظمة المطبعة على جدوى المسار السياسي العقيم ثبت فشله بشكلٍ واضح”، لأن العدو “أعلن صراحةً رفضه القاطع لإقامة دولة فلسطينية في الضفة أو غيرها”.

  

التمويل العربي لآلة القتل:

في الإطار؛ لفت السيد القائد إلى أن “العدو الإسرائيلي يستخدم القنابل الأمريكية بكثافةٍ تفوق الرصاص، في ظل تمويل ضخم مصدره الأموال العربية”، موضحًا أن “هذه الأموال تذهب إلى الولايات المتحدة تحت عنوان “الاستثمارات”، ثم تُستخدم في تمويل تسليح العدوّ؛ ما يجعلها مشاركة خطيرة في سفك الدم الفلسطيني”.

وشدّد على أن “العدوان على غزة يكاد أن يكون أمريكيًّا قبل أن يكون إسرائيليًّا؛ فالدور الأمريكي يشمل التخطيط، والمعلومات، والدعم العسكري، والسياسي، والضغط على الدول لصمتها أو دعمها للعدوّ”.

وأوضح أن “الدور الأمريكي ليس مؤقتًا ولا مرتبطًا بمزاج رئيس معين؛ بل ينبع من إيمان عميق بالمخطط الصهيوني، وأن كلاً من الأمريكي والعدو الإسرائيلي يتحركان ضمن عقيدة صهيونية عدوانية تجاه الأمة، لطمس الهوية، ومصادرة الحريات، والسيطرة على المقدسات”.

وعبّر السيد القائد عن أسفه لما وصفه بـالغياب الكامل للضمير العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في غزة، مؤكدًا أن “أكثر من 200 ألف شهيد وجريح ومفقود خلال 643 يومًا لم يحرّك مشاعر الكثيرين، وأن هذا الصمت يمثل إفلاساً أخلاقياً وقيمياً، واستهانة بحياة المجتمع البشري”.

ونوه إلى أنهُ “إذا لم تُحرّك الجرائم هذه مشاعر الإنسان، فهو فقد قيمته الإنسانية”، مشدداً على أن الإنسانية الحقيقية تُقاس بما وهب الله الإنسان من فطرة ومعرفة وتمييز بين الخير والشر.

واعتبر أن “عدم رؤية الحقائق عن الأمريكي والخلفيات الحقيقية لموقفه تجاه الأمة معنى ذلك تيه وغباء رهيب جدًا والالتباس في تصنيف العدو من الصديق في أمور بغاية الوضوح؛ فه

ذا غباء له عواقبه الخطيرة والمهلكة لكثير من أبناء الأمة”.

ولفت إلى أن ما “يترتب على سياسة الدفع باتجاه الولاء للأمريكي والتعويل عليه اختلالات كبيرة جداً في التوجهات والأخلاق والقيم على حساب مبادئ الدين الإسلامي”، وعدَّها “من أفظع وأسوأ أشكال الغباء أن يكون تجاه حقائق واضحة كما هو حال العدوانية الأمريكية”.

مقالات ذات صلة