السيد القائد: طائرات العدو تلقي القنابل الأمريكية على غزة معتمدة على الوقود من النفط العربي

متابعات | تهامه نيوز: انتقد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – المواقف العربية والإسلامية تجاه العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وحرب الإبادة والتجويع والتعطيش ضد سكانها.

وأوضح السيد القائد في خطاب له اليوم الخميس حول آخر التطورات والمستجدات أن بعض البلدان قد يعتبر نفسه غير معني، أو أنه ليس عربياً أكثر من العرب، أو مهتماً بقضايا المسلمين أكثر من المسلمين أنفسهم، منوهاً إلى أن أمة تضم ملياري مسلم تمتلك كل القدرات المادية والمعنوية لتكون لها مواقف قوية.

وأشار إلى أن الموقف الشعبي العربي متأثر بالموقف الرسمي، وفي معظم البلدان هناك قرار رسمي بتجميد أي موقف شعبي، وأن التخاذل العربي أسهم بلا شك في حجم ومستوى ما وصل إليه الطغيان والظلم والإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

وأكد أن “الطائرات الإسرائيلية التي تلقي القنابل الأمريكية على الشعب الفلسطيني تتحرك معتمدة على الوقود من النفط العربي، وأن الطائرات الإسرائيلية تتحرك بنفط العرب والدبابات الإسرائيلية تجتاح وتقتل أبناء غزة بالنفط العربي”.

ولفت إلى أن 22 مليار دولار قدمتها أمريكا في العدوان على قطاع غزة من التريليونات العربية، وأن حالة جمود الشعوب في البلدان العربية ناتجة عن قرار رسمي، مبيناً أن هناك أنظمة وحكومات عربية تمنع شعوبها رسمياً من أي تحرك مناصر أو متضامن مع الشعب الفلسطيني.

وأضاف السيد القائد أن النشاط الشعبي على مستوى المظاهرات والمسيرات محظور في مناطق عربية بقرار رسمي حينما يكون لمناصرة الشعب الفلسطيني، وأن بعض الأنظمة العربية، تحت ما يسمونه بالتطبيع، فتحت أجواءها ومطاراتها لصالح العدو الإسرائيلي، منوهاً إلى أن أجواء النظام السعودي ومطاراته مفتوحة بشكل مستمر للعدو الإسرائيلي، ولم يتوقف هذا المستوى من التعاون لخدمة العدو.

وقال إن العدو يريد أن يستكمل تدمير ونسف كل قطاع غزة، بما في ذلك المباني والأحياء والمدن، وإنهاء كل مقومات الحياة هناك، مضيفاً أن الإجرام الصهيوني ومأساة الشعب الفلسطيني لم يعودا خافيين على أحد في العالم، وأن مشاهدها تُنشر في كل وسائل الإعلام، وأن الانتقادات للعدو الإسرائيلي تصدر من معظم البلدان شرقاً وغرباً.

 وبيّن أن صوت الضمير الإنساني للناشطين الأحرار في بعض البلدان يُقمع بعنف وشدة، كما يحصل في ألمانيا وبعض بلدان أوروبا وأمريكا، وأن حجم الإجرام الصهيوني لم يعد يليق بأحد أن يسكت عنه على مستوى الانتقاد أو التصريحات أو البيانات أو الإدانات، لكن ذلك لا يكفي.

 وأكد السيد القائد أنه “لا بد من مواقف وإجراءات عملية، فالعدو الإسرائيلي يتكئ تماماً بظهره إلى الأمريكي، ثم لا يبالي بما يصدر في كل العالم من أصوات”، مشيراً إلى أن النظرة إلى العدو الإسرائيلي بعين الحقيقة كمجرمين متوحشين سيئين تقلق العدو الإسرائيلي، موضحاً أن العدو الإسرائيلي يحاول أن ينشط في حرب دعائية يحاول فيها تجميل وجهه القبيح جداً، والإجرامي جداً، البشع للغاية، لكنه فاشل.

وزاد السيد القائد: “كثير من البلدان، وبالذات غير الإسلامية، يعتبرون أن المعني الأول بأن يتصدر الساحة هم المسلمون، وفي الوسط الإسلامي العرب، والسعودية وأنظمة عربية أخرى أجواؤها ومطاراتها مفتوحة للعدو الإسرائيلي، وكذلك التعاون الاقتصادي مستمر”.

 ولفت إلى أنه “مع تجويع حتى الأطفال الرضع في قطاع غزة، تذهب من بلدان عربية وإسلامية شحنات ضخمة بمئات الآلاف من الأطنان إلى العدو الإسرائيلي”، وأن “العدو الإسرائيلي يزيد من طغيانه وظلمه في قطاع غزة، بينما أنظمة عربية وإسلامية زادت نسبة تعاونها التجاري مع العدو”.

 ورأى أن أنظمة عربية وإسلامية تسعى لتعويض ما ينقص العدو نتيجة الحصار في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، وأن أنظمة عربية تصنف المجاهدين في قطاع غزة بالإرهاب دون ذنب سوى أنهم يدافعون عن شعبهم وكرامتهم ومقدساتهم.

 وطالب السيد القائد بإلغاء تصنيف المجاهدين في غزة بالإرهاب وإعلان مساندتهم، معتبراً أن هذه ستكون خطوة محسوبة وذات أهمية لو اتجهت لها الأنظمة العربية، وأن تصنيف من يتصدى للطغيان الصهيوني من أبناء الشعب الفلسطيني بالإرهاب يمثل تعاوناً مع العدو الإسرائيلي.

 وتساءل السيد القائد: أين هو دور المساجد والجامعات والنخب ووسائل الإعلام لاستنهاض الأمة في مختلف البلدان العربية والإسلامية؟ ولماذا لا تبادر الأنظمة العربية إلى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة كعمل إنساني؟ حتى هذا المستوى من الدعم لا يقدمونه أبداً!

واعتبر أن أنظمة عربية مستمرة في السماح بالسياحة المتبادلة مع العدو الإسرائيلي ضمن أشكال العلاقة والتعاون، موضحًا أنه من المؤسف جدًا أن أنظمة عربية وإسلامية لم تتخذ حتى

الآن قرارًا بالمقاطعة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للعدو.

وواصل قائلًا: “مع استمرار تعاون بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو، فإنه في المقابل يزيد من طغيانه وإجرامه”، لافتًا إلى أن السلطة الفلسطينية لا توفر لشعبها أي مستوى من الحماية، بل تتعاون مع العدو الإسرائيلي حتى في اختطاف المجاهدين.

وتحدث السيد القائد عن بعض الجهات الغربية التي تسرّب أيضًا معلومات عن وجود تعاون بين العدو الإسرائيلي وأنظمة عربية على مستوى المعلومات والاستخبارات، مبينًا أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا والجمهورية الإسلامية واليمن أيضًا يبرهن على اعتماده على الشراكة الأمريكية.

وأوضح أن سلوك الظالمين والأشرار يتمادى ويتنامى إذا لم يُقابل بتحرك ضد إجرامهم وطغيانهم، منوهًا إلى أن من يتوقع أن العدو الإسرائيلي سيوقف إجرامه وطغيانه دون أي موقف فهو واهم، فالعدو الإسرائيلي يحمل نزعة إجرامية متأصلة فيه، لأنها ناتجة عن تربية على باطل وعن عقائد وخلفية فكرية ضالة وباطلة.

وبين أن العدو الإسرائيلي يشكل خطورة تجاه العالم أجمع، ويجب العمل على مواجهة هذه الخطورة والتصدي لها، مضيفاً أنه لا يمكن إطلاقاً أن تستقر المنطقة كلها والعدو الإسرائيلي يتحرك فيها بكل هذه المساعدة والشراكة الأمريكية والدعم الغربي.

 وأكد أن بعض الأنظمة العربية يجرّمون ما هو مشروع بكل الاعتبارات، حتى في القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، وأن بعض الزعماء العرب يراهنون على الأمريكي، لكن ترامب يتبنى ويدعم علناً ما يفعله العدو الإسرائيلي.

الإجرام الصهيوني في غزة حالة مخزية للغرب.

واعتبر السيد القائد أن الرهان على المواقف الأوروبية هو رهان على سراب، فالدولة الفلسطينية وفق ما يقدمها الغرب هي عبارة عن كيان على جزء ضئيل جداً من أرض فلسطين، منزوع السلاح، لا يملك المقومات الحقيقية للدولة.

وأضاف: “عندما يطلق الغرب على ‘الدولة الفلسطينية’ بأنها قابلة للحياة، يعني بالكاد أن تكون حالة قابلة لأن يعيش الفلسطينيون عليها وكأنهم قطيع من الأغنام في حظيرة صغيرة”، مبيناً أن “حديث البريطاني والفرنسي عن الاعتراف بـ’الدولة الفلسطينية’ سببه الوضع القائم في قطاع غزة الذي يمثل فضيحة مخزية لهم”، موضحاً أن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني في فلسطين حالة مخزية للغرب الذي يحرص على خداع الشعوب.

وواصل: “الغرب الذي يرتكب أبشع الجرائم ضد شعوب العالم المستضعفة لا ينفك ليلاً ونهاراً عن الحديث عن القيم الليبرالية وحقوق الإنسان والحرية، وهي عناوين للخداع فقط. وعندما يحاول الغرب أن يعمم في أوساط شعوبنا عناوين حقوق الإنسان والحرية وغيرها، فهو يربطها بمضامين أخرى لا بمعانيها الحقيقية”.

واستهجن السيد القائد موقف بريطانيا، التي تقول إنها عازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها في الوقت نفسه تقدم السلاح وكل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن فرنسا وألمانيا تقدمان أيضاً كل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي، ويبيعون للعرب الوهم ويمارسون الخداع المكشوف.

وقال السيد القائد: “إذا كانت مواقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا صادقة، فلماذا لا يوقفون الدعم العسكري للعدو الإسرائيلي؟”، مبيناً أن الاتحاد الأوروبي أعلن الاستمرار في اتفاقياته مع العدو الإسرائيلي، ولذلك فإن المسؤولية الحقيقية تقع على المسلمين قبل غيرهم.

وأكد أنه لا يمكن الرهان على المؤسسات الدولية، فالأمم المتحدة لم تفعل شيئاً للشعب الفلسطيني منذ تأسيسها، منوهاً إلى أن الأمم المتحدة اعترفت بالعدو الإسرائيلي وجعلته عضواً فيها، لذلك لا يُعوَّل عليها لأنها لا تعتمد على ميزان العدل والأسس المحقة والعادلة والإنسانية.

مقالات ذات صلة