
المكاتب والأجهزة الحكومية بالحديدة.. زخم احتفالي يفيض بالروحانية في ذكرى مولد النور
الأربعاء، 26 صفر 1447هـ الموافق 20 أغسطس 2025
الحديدة سبأ: جميل القشم
تحولت مدينة الحديدة هذه الأيام إلى لوحة إيمانية نابضة بالحياة، حيث اكتست المقرات الحكومية باللافتات الخضراء وتلألأت أركانها بمصابيح وأضواء النور المحمدي، في مشاهد احتفالية استثنائية تجسد عظمة المناسبة وتفيض بمشاعر الولاء لذكرى مولد خير الأنام صلى الله عليه وآله وسلم.
في قلب هذه الأجواء، غدت قاعات المؤسسات الرسمية وممراتها ساحات إيمانية عامرة، تتعالى فيها أصوات المدائح النبوية والابتهالات، وترتفع الكلمات التي تستحضر السيرة العطرة، فتحولت المكاتب الحكومية إلى ملتقيات روحانية تتردد بين جدرانها معاني الرحمة والعدل التي جاء بها الرسول الأعظم.
يمتزج الطابع الرسمي بالوجداني في مشهد بديع، حيث يصطف الموظفون والقيادات جنباً إلى جنب في حضرة الذكرى، وتتألق وجوه المشاركين بنور المناسبة، لتجسد أن الاحتفاء في المؤسسات يعبر عن عمق الارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويمثل امتداداً لنبض المجتمع وهويته الإيمانية.
تحولت الفعاليات في القاعات الكبرى إلى منابر وعي تعبوي، حيث تربط المناسبة بمعركة الأمة ضد الاستكبار العالمي ومشاريع التطبيع، لتؤكد الكلمات أن الاحتفاء بالمولد ليس طقساً شكلياً، بل فعل سياسي ديني يعيد ربط الأمة برسالتها الخالدة، ويجعل من قيم الرسول الأعظم زاداً لمواجهة التحديات وتعزيز مسار الصمود الوطني.
ذكرى المولد النبوي تعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس الرسالة المحمدية، إذ يرمز الحضور المؤسسي لهذه الفعاليات إلى التحام مؤسسات الدولة بنبض الناس، وتكامل الأدوار في جبهة واحدة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
زخم الفعاليات يظهر بوضوح أن المكاتب الحكومية لا تنفصل عن نبض الشارع، بل تتحرك معه في جبهة واحدة، تعيد الاعتبار للقيم الدينية كمرجعية جامعة، وتعكس أن مؤسسات الدولة امتداد طبيعي للوعي الشعبي الذي يحتفي بالمولد النبوي كل عام.
وتحرص المكاتب والهيئات التنفيذية على جعل المناسبة ساحة للتعبئة الإيمانية والفكرية، حيث يجري التذكير برسالة النبي كقوة تغيير في التاريخ، واستلهامها اليوم كطريق لإصلاح المؤسسات، وتعزيز روح الانضباط والمسؤولية في أداء الوظيفة العامة.
وتفرز هذه الفعاليات وعياً متنامياً لدى الموظفين بأن الاحتفاء بالنبي الكريم يمثل التزام عملي بسلوك إداري يخدم الناس، ويترجم الرحمة والعدل إلى ممارسات ملموسة، لتصبح الوظيفة العامة جزءاً من رسالة أوسع قوامها خدمة المجتمع.
كما تبرز أن الاحتفاء المؤسسي بالمولد النبوي يشكل نقطة التقاء بين الرسمي والشعبي، ويوحد الجميع على مرجعية واحدة هي الولاء لله ورسوله، ويؤكد أن المناسبة تحولت إلى حدث جامع لإعلان الموقف الشعبي والرسمي في آن واحد.
ومن قلب هذه الأجواء التي تجمع بين الروحانية والبهجة، يرتفع صوت الخطاب ليأخذ بُعداً أعمق يتجاوز حدود الاحتفاء إلى صناعة الوعي، بكلمات تربط المناسبة بالواقع الراهن، وتؤكد أن السيرة النبوية زادٌ سياسي وديني في مواجهة الأعداء، وأن إحياء المولد يعزز روح الصمود أمام التحديات ويجدد الوعي بأهمية الوحدة في مسار المواجهة.
وإلى جانب الخطاب التحليلي الذي يتناول السيرة ودلالاتها، تأتي المدائح النبوية والأهازيج الدينية لتؤدي دورها كرسائل وعي تعبوي، تستحضر لحظة ميلاد الرسول الأعظم باعتبارها بداية مسار تحرري للبشرية، وتجعل من المناسبة حدثاً يعيد استنهاض الطاقات لمواجهة الاستكبار وإفشال مشاريعه.
ومع توالي المدائح والخطابات والبرامج التعبوية في مختلف المكاتب، يتشكل المشهد العام في المحافظة أشبه بجبهة توعية واسعة، حيث تتوالى الفعاليات واحدة تلو الأخرى، وكلها تنطق بلغة واحدة: استحضار الرسول كأساس لهوية الأمة، وتجديد العهد بالسير على نهجه في مواجهة قوى الطغيان.
هذا الزخم الواسع يُظهر احتفالات ذكرى المولد النبوي في الحديدة فعلاً متجدداً يُعيد صياغة الوعي المؤسسي، ويعزز الانتماء لنهج الرسول، ويجعل من الذكرى محطة لتجديد الإيمان كقاعدة للصمود وبوصلة للحاضر والمستقبل، وهو في الوقت نفسه رسالة قوية بأن الوعي المحمدي حاضر في كل تفاصيل المجتمع، يقود خطواته ويصون وحدته في مواجهة التحديات.
وفي هذا السياق، تأتي المشاركة الكبيرة من مختلف الأجهزة الحكومية في احياء هذه المناسبة العظيمة لتؤكد وحدة الصف الإداري، وتعمق فكرة أن المولد النبوي إطار جامع يربط بين المسؤولين والعاملين والمواطنين على هدف واحد، هو خدمة المجتمع والانتماء لرسالة الحق التي جاء بها النبي الأعظم.
وفي امتداد هذا التفاعل، تبرز الحديدة بعمقها الشعبي في ذكرى المولد، مقدّمة هذا العام نموذجاً متقدماً بحضور مؤسساتها الرسمية. ويتكامل وهج الشارع مع زخم المكاتب الحكومية في مشهد واحد يعكس قوة الحضور الإيماني والوطني كجبهة متماسكة، توحد بين الإرادة الشعبية والرسمية في مواجهة التحديات واستلهام الدروس من السيرة المحمدية.
وهكذا، تؤكد الفعاليات المتواصلة أن المولد النبوي ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل موسم متجدد لشحذ العزائم، واستلهام القوة من نور الرسالة المحمدية، وترسيخ القناعة بأن طريق الأمة يبدأ من الولاء للنبي والتمسك بقيمه.
وفي هذا السياق أكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، أن الاحتفاء الواسع بالمولد النبوي الشريف في المكاتب والمؤسسات الحكومية يعكس عمق الوعي الإيماني الذي تتميز به المحافظة، ويجسد ارتباط أبناء الحديدة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتباطاً راسخاً يتوارثه جيل بعد جيل.
وأوضح أن الحديدة، بمكاتبها التنفيذية وأجهزتها الرسمية، تقدم هذا العام لوحة متكاملة تعكس تلاحم المجتمع والدولة في إحياء هذه المناسبة، لتؤكد أن الهوية الإيمانية صارت مكوناً ثابتاً في وعي الموظف والمسؤول، وفي سلوك المواطن على حد سواء.
وأشار المحافظ إلى أن المشاركة المؤسسية الواسعة في إحياء المولد النبوي تعكس إدراكاً متنامياً بأن السيرة المحمدية تمثل المنهج الأقوم في إدارة شؤون الناس، وترسيخ قيم العدل والنزاهة والرحمة في أداء مؤسسات الدولة وخدماتها.
ولفت إلى أن ذكرى المولد النبوي هذا العام تأتي في ظرف حساس تمر به الأمة، ما يجعل من الاحتفاء بها رسالة صمود في وجه الطغيان العالمي، ودعوة عملية للتمسك بالقيم التي صاغت أول نهضة إنسانية في تاريخ البشرية بقيادة النبي الأعظم.
وأكد عطيفي أن المحافظة، بقياداتها ومكاتبها التنفيذية، تعمل على تحويل هذه المناسبة إلى محطة انطلاق نحو مزيد من الانضباط المؤسسي، وتحسين مستوى الأداء، ليكون الاحتفاء بالرسول ترجمة عملية في واقع الخدمات المقدمة للمواطنين.
وبين أن إحياء المكاتب الحكومية لهذه المناسبة يشكل دعامة قوية لتعزيز التلاحم الوطني، ويعطي رسالة بأن الجميع – مسؤولين وموظفين ومواطنين- يقفون في صف واحد، ملتفين حول راية الرسول الكريم، ومتجهين نحو هدف واحد هو خدمة الوطن وصون كرامته.
وخلص المحافظ عطيفي الى أن الحديدة ستظل في طليعة المحافظات التي تعلن ولاءها للنبي الكريم قولاً وعملاً، وأن هذا الولاء سيتجسد في تعزيز مسار التنمية، وتحصين المجتمع بالقيم المحمدية، والاصطفاف إلى جانب قضايا الأمة الكبرى وفي مقدمتها نصرة فلسطين ومواجهة مشاريع الهيمنة.