الإبادة المدعومة بالخيانة .. شهادة غزة على الواقع العربي
بقلم //فيصل أحمد الهطفي
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي صرخة الأرض والدم في وجه خيانة بعض الأنظمة العربية والإسلامية، صرخة تحطم الصمت المزمن الذي يغطي على الإبادة المنظمة للشعب الفلسطيني.
كل قصف، كل دمار، كل دم يسيل على الأرض الطاهرة، ليس مجرد عدوان صهيوني منفرد، بل هو عدوان مدعوم ومساند من أنظمة عربية تعشق الرضا الأمريكي والإسرائيلي على حساب دماء أطفال غزة ونسائها وشيوخها.
السفينة السعودية المحملة بالأسلحة، وصفقات الغاز مع مصر، شواهد حية على هذا التواطؤ المفضوح، على دعم مباشر للعدو الإسرائيلي في إبادة الفلسطينيين، وعلى تحويل المصالح الاقتصادية والسياسية إلى أدوات قتل وإذلال، وعلى ممارسة الخيانة على نطاق دولة وأنظمة بأكملها.
أما الصمت العربي الرسمي فهو خيانة أكبر من مجرد غياب الفعل، إنه قرار سياسي مرسوم، مرتبط بمصالح الأنظمة الحاكمة وتحالفاتها الدولية، ولا يحمل إلا خدمة صريحة للمشروع الصهيوني.
إن هذه الأنظمة التي تسعى لنزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، وتمنع أي دعم فعلي للقضية، تتحمل كامل المسؤولية عن كل قطرة دم تسيل في غزة، وكل بيت يُهدم، وكل طفل يُقتل جوعًا أو قصفًا.
وهذا الجمود السياسي ليس صدفة، بل اختيار واضح يكشف ولاءها للعدو، ويؤكد أن فلسطين لم تعد أولوية إلا في الشعارات الفارغة والخطب المكررة.
الأمة الإسلامية اليوم مدعوة لتحمل مسؤوليتها، فهي وحدها القادرة على كسر هذا الصمت والخيانة، وإعادة الحق إلى أصحابه. فالصراع مع العدو الإسرائيلي صراع حتمي لا مجال فيه للتسامح أو التعايش. ومن يقف متفرجًا يخسر الدنيا والآخرة، ويصبح شريكًا في الجرائم المرتكبة.
إن الإصلاح الداخلي والعمل الجماعي الموحد هو السبيل لاستعادة الكرامة والنصر، مستندين إلى وعود الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40].
المشروع الصهيوني مشروع إبادة وظلم، ينهب الأرض ويستعبد الشعوب ويطمس الهوية، وهو يزدهر اليوم بدعم مباشر من خونة الداخل العربي، الذين يحولون مصالح شعوبهم إلى أدوات قتل ودمار.
وغزة ليست مجرد صمود أسطوري، بل هي فضح لكل خيانة، ودرس لكل من يظن أن الصمت والرضا عن العدوان يحمي المصالح أو يجلب الأمن.
إنها دعوة صاخبة لكل مسلم غيور أن ينهض، أن يتحد، وأن يجعل نصرة فلسطين واجبًا مقدسًا لا مساومة فيه.
