
الاحتفال بالمولد النبوي في اليمن: تجلٍّ للهُوية الإيمانية والثقافية
وليد فاضل
يُعدّ الاحتفالُ بالمولد النبوي الشريف في اليمن من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية التي تحظى بمكانة خَاصَّةٍ في قلوب اليمنيين، حَيثُ يتحول هذا اليوم إلى مهرجان شعبي وروحي يعكس عمق ارتباطهم بالنبي الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويجسد هُويتهم الإيمانية والثقافية في أبهى صورها.
فمنذ قرون، دأب اليمنيون على إحياء ذكرى مولد النبي الكريم، مستلهمين من سيرته العطرة قيم الرحمة والعدل والإحسان. وقد تطورت مظاهر الاحتفال عبر الزمن، لتصبح اليوم حدثًا وطنيًّا جامعًا، تتشارك فيه مختلف فئات المجتمع، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، في تعبير جماعي عن الحب والولاء لرسول الله ﷺ.
مظاهر الاحتفال
الزينة والأنوار: تتزين المدن اليمنية، وعلى رأسها صنعاء، بالأضواء الخضراء والبيضاء، وتُعلق اللافتات التي تحمل عبارات التهاني والمدائح النبوية.
الفعاليات الجماهيرية: تُنظم مهرجانات ضخمة في الساحات العامة مثل ميدان السبعين، حَيثُ تُلقى الكلمات والخطب التي تستعرض السيرة النبوية وتحث على الاقتدَاء بها.
الاحتفالات النسائية: تُخصص ساحات ومجالس للنساء، حَيثُ تُقام حلقات الذكر والمدائح، في مشهد يعكس مشاركة المرأة الفاعلة في الحياة الروحية والاجتماعية.
المدارس والمساجد: تشهد المدارس والمساجد فعاليات خَاصَّة، تشمل مسابقات ثقافية وأناشيد دينية ومحاضرات تربوية.
دلالات الاحتفال:
تجديد الولاء للنبي الأعظم: يُعدّ المولد النبوي مناسبة لتجديد العهد بالسير على نهج النبي محمد صلى الله علية وآله، وتعزيز القيم المحمدية في حياة الفرد والمجتمع.
رسالة صمود: في ظل التحديات السياسية والاقتصادية، يتحول الاحتفال إلى رسالة تحدٍّ وصمود، تؤكّـد تمسك اليمنيين بهُويتهم الإيمانية رغم الصعاب.
وحدة مجتمعية: يجمع المولد النبوي مختلف أطياف المجتمع، ويعزز روح التآخي والتكافل، بعيدًا عن الانقسامات والخلافات.
ويُصادف المولد النبوي هذا العام يوم الخميس 4 سبتمبر الموافق 12 ربيع الأول 1447هـ، ويُعد عطلة رسمية، حَيثُ تتوقف الأعمال وتُخصص الأنشطة للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة ويملأ الملايين ساحات الاحتفال في كُـلّ المحافظات الحرة.