60 مليار دولار ما نهب عفاش.. كيف سرق الخائن صالح خزينة اليمن؟

محمد الكامل| تهامة نيوز: تشغل قضية نهب الأموال وتهريبها من خزينة الدولة اليمنية حيزًا واسعًا من اهتمام الرأي العام، خاصة بعد ظهور البذخ الفاحش لعائلة عفاش في حفل زفاف أقيم في القاهرة. وهو ما أثار أسئلة كبرى حول هذا البذخ؟ وما مصير الأموال التي نهبها النظام الحاكم في اليمن على مدى عقود.

ويؤكد تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الدولي أن المبلغ الذي نهبه علي عبد الله صالح وعائلته يصل إلى نحو 60 مليار دولار على مدى 33 عامًا من الحكم، وهو مبلغ يعادل ثلاثة أضعاف ميزانية اليمن السنوية بالكامل، وأكثر من مئة مرة ميزانية الصحة والتعليم.

ويُظهر التقرير كيف قام عفاش بتحويل هذه المليارات إلى حسابات سرية في دول مثل سويسرا، لوكسمبورغ، وسنغافورة، بينما غرق الشعب اليمني في الفقر، الأمراض، والحروب.

عفاش وحده قام في عام 2009 بتحويل نحو ملياري دولار من عائدات النفط إلى حسابات خارجية سرية، مما يؤكد حجم عمليات التهريب المالي المنظمة. كما يكشف تقرير “شاتم هاوس” المرموق عن أن كل دولار من المساعدات التي تدخل اليمن يهرب منه ما يقارب 2.7 دولار إلى الخارج، مما يضع اليمن في المرتبة الخامسة بين أقل البلدان نموًا من حيث التدفقات المالية غير المشروعة، مع خروج 12 مليار دولار في الفترة من 1990 إلى 2008م وفق تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2015م.

وينوه التقرير الأممي إلى استخدام 15 شركة وهمية مسجلة في لوكسمبورغ وسويسرا لتحويل الأموال، من بينها شركات بأسماء مثل “ميماتا”، “نانك”، و”واي إس بي”، مما يبرز الطبيعة المنظمة للفساد.

ويكشف أيضًا عن تحويل حوالي 500 مليون دولار من ميزانية الجيش إلى حسابات خاصة تحت مسمى “نفقات سرية” في فترة زمنية قصيرة، في وقت كان اليمن يعاني من أوبئة وأزمات صحية متفاقمة. ويشير تقرير البنك الدولي إلى أن ما يصل إلى 70% من ميزانية الصحة في اليمن تم تحويله إلى حسابات خاصة، بينما كان اليمن يشهد أسوأ أزمة كوليرا في العالم.

وفقًا لتقرير منتدى استعادة الأصول المدنية “سيفار”، يحول عفاش عائدات مشاريع المياه إلى مشاريع عقارية تخص عائلته، مما ساهم في تفاقم أزمة المياه الحادة في صنعاء.

ويشير تقرير الأمم المتحدة، في الفقرة 121، إلى أن نظام عفاش كان يخصص حوالي 40% من المساعدات الإنسانية لشبكته الخاصة، مما يفاقم معاناة الملايين من الجوع والفقر.

ويصف التقرير أداء نظام عفاش بأنه عمل منهجي لهدم ما تبقى من مؤسسات الدولة وركائزها، حيث تعامل مع الحكم كمغنمة والدولة كجائزة، في حين اعتبر الشعب مزرعة يُستغل. وأكدت التقارير أن عفاش لم يسعَ لبناء الدولة، بل استغلها لمصالحه الشخصية.

وتثبت الأرقام والتقارير الأممية حجم الفساد الكبير الذي شهدته اليمن تحت حكم عفاش، وتجيب عن سؤال مصير الأموال التي استنزفت خزينة الدولة طوال ثلاثة عقود.

كما يظل فساد عفاش ونظامه أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الأزمة الاقتصادية والإنسانية الحادة التي يعيشها اليمن اليوم.

مقالات ذات صلة