في ربيع العشق المحمدي..الوفاء لشهيد الإحسان

بقلم ✍🏼/ عبدالله الرازحي

ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة نتذكر بها سماحة العشق، شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه ، فقد كان في كل مولد في ربيع كل عام يذكر اليمن وإحياءها للمولد النبوي الشريف وكما لا ولن ننسى أنه التحق بالرفيق الأعلى في ربيع الأول شهيدًا.
كان في كل عام يحيي هذه المناسبة، ويخصص جزءًا من كلمته ليشيد بفعاليات إحياء المولد النبوي في اليمن، والتي وصفها بأنها مشهد لا يمكن للإنسان إلا أن يقف أمامه، لما يحمله من دلالات وأهمية بالغة “لا يستطيع الإنسان إلا أن يتوقف أمام هذا المشهد ودلالات هذا المشهد وأهميته”.

فكان”شهيد الإسلام والإنسانية” يصف هذا المشهد بأكبر وأعظم الكلمات، ويصفه بأنه “الكبير والعظيم والجميل”، ويشير إلى حجمه وعظمته “في العديد من المحافظات في الكثير من المدن، الساحات الممتلئة بالملايين”. كان يذكر اليمنيين ويشكرهم على هذا الاحتفاء قائلاً: “لهم كل التحية والشكر”.

فهو دائما يكرر إشادته بهذا الموقف الذي لم يجد ولم يكن له نظير، معتبراً إياه رسالة قوية ودلالة على عمق المحبة والإيمان والارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويؤكد على دلالاته المهمة: “رغم الحرب ورغم الظروف الصعبة إلا أنهم يخرجون يحتفلون بمولد رسول الله ويدافعون عنه”، و”رغم الخطر الأمني والصحي واحتمال تعرضهم للقصف في أي وقت يخرج كل هؤلاء (اليمنيون) ليعبروا عن عمق إيمانهم بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن عظيم محبتهم لرسول الله، عن استعدادهم المنقطع النظير للدفاع عن كرامة وشرف رسول الله، هذا له دلالة ورسالة قوية”.

ويدعو العالم الإسلامي إلى التوقف عند مشهد إحياء اليمنيين لهذه المناسبة، قائلاً: “أنا أدعو المسلمين في العالم الذين يؤمنون بهذا النبي ويحترمون ويعشقون هذا النبي أن يتوقفوا أمام ما شاهدناه في اليمن”. وكان يؤكد على ضرورة قراءة هذا المشهد بعمق: “يجب أن يقرأ المسلمون وكل شعوب منطقتنا العربية والإسلامية والعالم هذا الذي شهدناه بالأمس وسمعناه بالأمس، لازم يقرؤه بخلفية إنسانية وخلفية أخلاقية وخلفية إيمانية وخلفية دينية”.

وأيضا الشهيد نصر الله يضرب باليمنيين المثل في حجم إحيائهم للمولد النبوي، ويصف اليمن بأنها “حجة على العالم الإسلامي والعرب خاصة”.

وللعالم يدعوهم إلى أن يتخذو النموذج اليمني في الاحتفاء بالمناسبة كقدوة لكل المسلمين، قائلاً: “يجب أن يقدم النموذج اليمني في إحياء مولد رسول الله كقدوة لجميع مسلمي العالم”.
وكان (رضوان الله عليه) يعتبر هذا الموقف “حجة إلهية جديدة”، حيث يقول: “وأنا أقول لكم اليوم هذي حجة إلهية شرعية جديدة على كل العلماء والمسؤولين والقادة والنخب والشعوب العربية والإسلامية في كل العالم، حجة إلهية جديدة”.

ففي خطاباته يذكر الشهيد السيد نصر الله “صِنْوَه وابن عمه” الذي يخطب في الحشود المحمدية، ويخص بالذكر الموقف المتجدد الثابت تجاه القضية الفلسطينية، قائلاً: “ويختم في نهاية الموقف وقوفهم الحازم والقاطع إلى جانب القضية الفلسطينية، إلى جانب الشعب الفلسطيني، انظروا اليمنيون المحاصرون الغرباء في هذا العالم اليوم، المعتدى عليهم الذين يواجهون الأمراض والجوع والحصار وكل الظروف الصعبة، لا يلجأون إلى أي حجة أو ذريعة ليتخلوا عن فلسطين أو عن القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، هؤلاء يعلنون إصرارهم وتمسكهم بفلسطين والقضية الفلسطينية ودفاعهم عن الشعب الفلسطيني في مقابل المترفين والمرفهين والغارقين في ملذات الدنيا والذين لم يدخلوا حرباً مع العدو ويسارعون للتخلي عن فلسطين والاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، هذه ليست حجة إلهية”.
الوقوف إلى جانب دول وشعوب الأمة
ويضيف: “يؤكدون وقوفهم إلى جانب دول وشعوب وحركات المقاومة ومحور المقاومة في مواجهة المشاريع الأمريكية والصهيونية وهم أحوج ما يكون إلى أن يقف العالم معهم كيمنيين وأن يدافع عنهم كيمنيين”.

ويتحدث ويندد بالعدوان الغاشم على اليمن، ويقول: “آن لهذه الحرب المجرمة الظالمة أن تتوقف”. وكان يدعو كل الصامتين ويحثهم على التكلم والخروج عن صمتهم، مطالباً بانتفاضة كبرى للضغط على قادة العدوان لوقف هذه الحرب.

وختاماً، كان يصف الشعب اليمني بـ “هؤلاء المؤمنين به بعمق، الذين يحبونه بعشق، الذين يفتدونه بأرواحهم ودمائهم وأموالهم وأولادهم وأبنائهم وبناتهم”. ويضيف قائلاً: “نحن نستحي أمام الشعب اليمني المؤمن، هذا أقل الوفاء تجاه هؤلاء أهل المعرفة والعشق لرسول الله والدفاع عن رسول الله”.

من القلة القليلة كان الذين أدركوا بعمق أهمية ودلالات إحياء المولد النبوي الشريف، وكأنه حاضر بيننا. وعند تأمله للمشهد، نُدهش من عمق رؤيته، ونظن أنه معنا؛ لأنه يستوعب كل تفاصيلها ونتائجها وآثارها وأهميته من البداية حتى النهاية.

مقالات ذات صلة