بمشاركة أكثر من 30 دولة و 400 بحث .. صنعاء تحتضن المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم

شهدت العاصمة صنعاء انعقاد المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في إطار فعالية “الربيع المحمدي”، حيث التقى العلماء والباحثون من مختلف بقاع العالم في حدث علمي وروحي كبير، حمل رسائل إيمانية ومواقف سياسية صلبة في مواجهة المشروع الصهيوني.

المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة من أكثر من ثلاثين دولة، ناقش عبر جلساته وأوراقه البحثية شمولية الرسالة المحمدية في مختلف المجالات، وسعى للخروج بمخرجات عملية وتوصيات علمية وعملية لمواجهة التحديات الراهنة.

 وقُدم في المؤتمر أكثر من أربعمائة بحث من جامعات محلية ودولية، منها ما يقارب مئتين بحثاً داخلياً واثنين وخمسين بحثاً خارجياً، قبل منها العدد الأكبر ليُناقش في محاور المؤتمر السبعة.

محاور المؤتمر ومشاركة واسعة

توزعت الأبحاث على سبعة محاور رئيسية شملت: المحور الثقافي والاجتماعي، المحور السياسي والإداري، المحور الاقتصادي، المحور التربوي والتعليمي، المحور المهني والصناعي، المحور الإعلامي، وأخيراً المحور الأمني والعسكري.

وبلغت المشاركات المقبولة في المحور الثقافي أكثر من خمسة وثلاثين بحثاً، فيما حاز المحور السياسي والإداري النصيب الأوفر بأكثر من ثمانية وأربعين بحثاً.

أما المحور الاقتصادي فقد ضم أربعة وأربعين بحثاً، والتربوي التعليمي اثنين وثلاثين بحثاً، والمجال المهني والصناعي سبعة أبحاث، والإعلامي إحدى عشرة ورقة بحثية، بينما خُصص للمحور الأمني والعسكري واحد وعشرون بحثاً.

وشارك في المؤتمر باحثون وأكاديميون من العراق، سوريا، تونس، الجزائر، إيران، وماليزيا، إضافة إلى الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة، لتؤكد هذه المشاركة الواسعة أن المؤتمر أصبح منصة علمية دولية تعكس وحدة الأمة الإسلامية حول نهج الرسول الأعظم.

اللافت في المؤتمر أن فلسطين وغزة كانتا حاضرتين بقوة في ثنايا الأبحاث والمداخلات، حيث ركز العديد من المشاركين على الموقف النبوي تجاه اليهود ونصرته للمظلومين، وربطوا ذلك بالموقف اليمني الراهن في دعم غزة. وأكد الباحثون أن اليمنيين قالوا كلمتهم: سنستمر في دعم غزة بكل ما أوتينا من قوة حتى يتحقق النصر الموعود بإذن الله.

و تلاقت الأبحاث الفكرية والعلمية مع الواقع الميداني المقاوم، حيث زخات الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي ترهب العدو الصهيوني.

تصحيح السيرة النبوية

الدكتور عرفات الرميمة، أحد المشاركين، أوضح أن المؤتمر يركز على العودة إلى السيرة النبوية القرآنية الخالية من التحريفات الأموية التي صورت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصورة عادية أو مسالمة على حساب الحقيقة القرآنية.

وفي مداخلته عبر نافذة “الربيع المحمدي”، أشار الرميمة إلى أن السيرة القرآنية تظهر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قائداً عظيماً، مصلحاً ومجاهداً، في مواجهة الظلم والطغيان، بخلاف الصورة المشوهة التي روّجت لها بعض الثقافات.

وأكد أن المؤتمر يسعى إلى تنقية السيرة النبوية من الروايات المغلوطة التي استغلها المطبعون لتبرير الاستسلام لليهود، مشدداً على أن وثيقة النبي مع يهود المدينة كانت وثيقة مواطنة لحماية الداخل، وليست وثيقة تطبيع أو سلام كما روّج السادات ومن جاء بعده.

المؤتمر في نسخته الثالثة برعاية الجمعية الخيرية للقرآن الكريم، برئاسة السيد عبد السلام الحوثي، هدف إلى الخروج بتوصيات تنفيذية ومجتمعية، أهمها: العودة إلى القرآن الكريم والسيرة النبوية القرآنية كمنهج حياة، واستبعاد الروايات الأموية المحرفة التي تُفرغ السيرة من مضمونها المقاوم، تعزيز الثقافة الجهادية والوقوف إلى جانب المستضعفين في كل بقاع الأرض، وإدماج السيرة النبوية القرآنية في المناهج التربوية والجامعية، إضافة إلى فتح آفاق بحثية جديدة في المجالات الاقتصادية والمهنية والعسكرية في ضوء التجربة النبوية”.

وأجمع الباحثون أن الرسالة المحمدية الخاتمة كانت رحمة للعالمين، وهي القادرة على مواجهة طواغيت العصر ممثلين بأمريكا وإسرائيل. وأكدت العديد من الأبحاث أن المنافقين في عهد النبي تحالفوا مع اليهود ضد الرسالة الإلهية، وهو ما يتكرر اليوم عبر موجة التطبيع مع العدو الصهيوني. واستشهد المشاركون بالآيات القرآنية التي حذرت من موالاة اليهود والمنافقين، معتبرين أن المطبعين اليوم يقاتلون في سبيل الطاغوت.

أهمية المؤتمر في الواقع الراهن

رأى المشاركون أن انعقاد المؤتمر في ظل هذه الظروف يؤكد أن اليمن ماضٍ في مسيرته القرآنية، وأن الأمة بحاجة إلى إعادة الاعتبار للسيرة النبوية كمرجعية عملية وروحية لمواجهة الأخطار والتحديات.

 فالمؤتمر لا يقتصر على الجانب العلمي فحسب، بل يشكل مناسبة لتجديد الوعي الإسلامي في مواجهة الهيمنة الغربية والصهيونية، وإحياء روح المقاومة المستمدة من شخصية الرسول الأعظم.

المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء أثبت مرة أخرى أن الأمة قادرة على مواجهة التحديات إذا ما عادت إلى منابعها الأصيلة في القرآن الكريم والسيرة النبوية الصحيحة.

 وبمشاركة واسعة من مختلف الدول والجامعات، وبحضور لافت للقضية الفلسطينية، شكل المؤتمر تظاهرة علمية وفكرية وروحية عكست وحدة الموقف الإسلامي، ورسخت أن طريق النصر يمر عبر التمسك برسول الله ونهجه القرآني المقاوم، في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني.

مقالات ذات صلة