
مجلة أمريكية: الكونغرس يسعى لتوسيع مخزون الأسلحة السرّية المستخدَمة في الحرب على غزّة
أكّـد تقريرٌ مجلة “ريسبونسيبل ستيتكرافت” الأمريكية، عزمَ واشنطن التوسُّع في استخدام آلية “سرّية” لنقل الأسلحة إلى كيان العدوّ الإسرائيلي، دون اكتراث بحرب الإبادة التي يرتكبها الصهاينة في غزّة.
ويتضمّن مشروع قانون تمويل وزارة الخارجية، بندًا يسمح بنقل غير محدود للأسلحة الأمريكية إلى مخزونٍ خاص لدى الكيان الإسرائيلي خلال السنة المالية المقبلة؛ ما سيعزّز مسارًا لتوريد الأسلحة الأمريكية إلى (إسرائيل) مع تخفيف الرقابة العامة.
ووفقًا لما صرّح به جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، لموقع “ريسبونسبل ستيت كرافت”، فَــإنَّ “هذا المخزون –المعروف باسم مخزون احتياطي الحرب لحلفاء (إسرائيل) (WRSA-I)– هو الآلية الأقل شفافية لتزويد كيان العدوّ (إسرائيل) بالأسلحة”.
وكشف تقرير المجلة الأمريكية أن الاحتلال الإسرائيلي اشترى سرًّا منذ 7 أُكتوبر/تشرين الأول 2023، كميات هائلة من الأسلحة الأمريكية منWRSA-I، مؤكّـدًا أن هذه الأسلحة هي ما سهّل موجة الغارات الجوية التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزّة، والتي اعتبرها العديد من المحللين أشد حملة قصف في القرن الحادي والعشرين، حسب تعبير المجلة.
كما كشف أن الولايات المتحدة قبل هذه التغييرات، كانت قد بدأت بالفعل باستغلال برنامجWRSA-I لتأجيج حرب الإبادة على غزّة سرًّا. وقال: “في الأيّام الأولى من الحرب على غزّة، بدا أن مسؤولي إدارة بايدن يتهرّبون من قواعد الشفافية من خلال تقسيم عمليات النقل الكبيرة للسلاح إلى حزم أسلحة أصغر حجمًا، لا تتجاوز عتبة 25 مليون دولار وإخطار الكونغرس الأمريكي بها”.
وَأَضَـافَ أن هذا يفسّر كيف تمكّن العدوّ الإسرائيلي من مواصلة الحرب على غزّة على الرغم من قلّة مبيعات الأسلحة المُعلنة من الولايات المتحدة.
وفي تأكيد على تجاوز وزارة الحرب الأمريكية لسلسلة الإجراءات الخَاصَّة بعملية نقل الأسلحة للكيان الصهيوني أوضح التقرير أن عمليات النقل تتم ببساطة دون رجوع إلى الكونغرس الأمريكي أَو البيت الأبيض، مُشيرًا إلى أنه “عندما تطلب (إسرائيل) أسلحة منWRSA-I، يمكن لوزير الدفاع الموافقة على الطلب دون الحاجة إلى اتّباع الخطوات المعتادة كإخطار الكونغرس أَو حتى البيت الأبيض مسبقًا”.
وأشَارَ إلى مستوى سيطرة جماعة الضغط الصهيونية على القرار الأمريكي، مؤكّـدًا أن العدوَّ الإسرائيلي اليوم يستطيعُ أخذَ السلاح الذي يريد، مستدلًا بتصريح جوش بول الذي يدير شركة ضغط تُدعى “سياسة جديدة”، حَيثُ يؤكّـد أن الكيان الإسرائيلي “يستطيع ببساطة أن يدخل ويسحب ما يحتاجه ويغادر”، مُضيفًا أن دفع ثمن الأسلحة “يُحدّد أَو يُقدَّم في المستقبل”.
ويخشى التقرير من أن تفرضَ عمليات نقل الأسلحة هذه ضغوطًا إضافية على مخزونات الأسلحة الأمريكية، التي تأثرت بالفعل بالدعم الأمريكي للعدوّ الإسرائيلي وأوكرانيا، حَيثُ إن التوسّع المقترح لـWRSA-I يهدّد بإحداث “استنزاف كبير لجاهزية الجيش الأمريكي”.
وتأتي جهود توسيع نطاق نقل الأسلحة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد أن خلصت لجنة خبراء من الأمم المتحدة إلى أن هذا الكيان يرتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزّة.