
السيد القائد ناصحًا المستعدين للقتال مع العدوّ: مخطّط الاستباحة سيطال حتى أسيادَكم بالإقليم
وجّه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- تحذيراتٍ شديدةَ اللهجة من خطورة المشروع الصهيوني الذي يستهدف الأُمَّــة بأسرها تحت عنوان “تغيير الشرق الأوسط”، وانتقد بشدة “التخاذل المخزي” للأنظمة العربية، مؤكّـدًا ثبات الموقف اليمني في نصرة فلسطين ومواصلة مساره الثوري لبناء الدولة القوية رغم كُـلّ التحديات.
وتطرّق السيد القائد في خطابه للحديث عن الموقف اليمني المساند لغزة، مؤكّـدًا أنه “موقف عظيم باعتراف العالم أجمع وحتى باعتراف العدوّ الإسرائيلي”، وله “تأثيره ونتائجه في التأثير على العدوّ الإسرائيلي في الوضع الاقتصادي”.
ووصف الموقف اليمني بأنه “موقف فريد يراه كُـلّ العالم بين محيط من التخاذل الذي عمّ العالم الإسلامي بشكلٍ مخزٍ للغاية”، مُشيرًا إلى أن “كل شغل أدوات الصهيونية هو التشويه والتشكيك والتقليل من قيمة الموقف اليمني”.
وَأَضَـافَ أن هذه الأدوات “تكرّر المصطلحات الإسرائيلية، والعناوين الإسرائيلية ضد الشعب اليمني، ويُبرِزون استعدادَهم للقتال مع العدوّ الإسرائيلي، ووصل بهم الحال إلى أن يستضيفوا جواسيس صهاينة”، مؤكّـدًا أن “كل جهد الأعداء منصب في هذه المرحلة على التخلّص من جبهة اليمن بكل وسائل الاستهداف؛ لأَنَّهم يريدون التفرُّدَ بالشعب الفلسطيني لحسم الموقف معه”.
خطر يتهدّد الجميع وأطماع تتجاوز فلسطين:
وحذّر السيد القائد من أن “العدوّ الإسرائيلي يشكّل خطورة بالغة على الأُمَّــة وهو يتحَرّك تحت العنوان الواسع ‘تغيير الشرق الأوسط'”، موضحًا أن “المؤامرات الإسرائيلية ليست تغييرًا في غزة فحسب، بل أطماعه تمتد إلى الثروات الكبرى في دول الخليج”، كما أن “للعدو أطماعًا في مقدسات الأُمَّــة، وخطورته على المسجد الأقصى تمتد إلى مكة والمدينة”.
وشدّد على أن العدوّ الإسرائيلي لا يحترم أحدًا، “حتى المرتزِقة، حتى أسيادهم في الإقليم، لا يعترف لهم بأنهم بشر أصلًا”، واستشهد بالاعتداءات الإسرائيلية الواضحة على دول مثل سوريا ومصر والأردن والعراق، معتبرًا أن “الاعتداء على قطر درس لكل بلدان الأُمَّــة، وفي المقدمة دول الخليج؛ لأَنَّه لم يراعِ كُـلّ الاعتبارات التي يركنون إليها”.
وأكّـد أن الكيان الإسرائيلي لا يحترم أية اتّفاقات، حتى تلك التي تحظى بضمانات أمريكية، مستدلًا بانتهاكاته للاتّفاقيات مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ومع لبنان، ومع قطاع غزة سابقًا.
وحذّر من أن أية اتّفاق أمني مع سوريا “لن يحمي سوريا أبدًا”، وأن العدوّ سيستمر في توغلاته ومشاريعه التوسعية مثل “ممر داوود” للوصول إلى نهر الفرات واستمالة الأقليات.
التخاذل العربي ودعم أمريكي مطلق:
وانتقد السيد القائد بشدة الموقف الرسمي العربي، مُشيرًا إلى أن “العرب لم يصلوا بعد إلى أبسط موقف فعلي، وهو المقاطعة وإيقاف التعاون مع العدوّ على المستوى العسكري”، كاشفًا أن “بعض الأنظمة الخليجية وبعض البلدان العربية متعاونة مع العدوّ الإسرائيلي استخباراتيًّا”؛ بل إنها “تعادي معه الجبهات التي تقف بوجهه”، وتتبنّى “نفس العناوين الإسرائيلية ضد جبهة اليمن”.
وَأَضَـافَ أن “الخطوات الشكلية لهذه الأنظمة مع الشعب الفلسطيني تتزامن مع استمرار تقديم مليارات الدولارات للعدوّ الإسرائيلي”، وأن موقفهم الرسمي “لم يصل إلى مستوى كولومبيا، ولا مستوى إسبانيا، ولا مستوى فنزويلا، ولا جنوب إفريقيا”.
وعزا استمرارَ العدوان الإسرائيلي إلى “الدعم الأمريكي المفتوح والمطلق”، حَيثُ يتخذ “الفيتو ليعيق أية مساعٍ لإيقاف العدوان على غزة”، معتبرًا أن “خطوة اعتراف بعض البلدان الأُورُوبية بالدولة الفلسطينية خطوة شكلية، وتبقى مُجَـرّد موقف إعلامي لن يكون لها أثر فعلي”.
المسار الثوري مُستمرّ.. مواجهة الفساد وبناء الدولة:
داخليًّا، أكّـد السيد القائد أن “مسارنا الثوري مُستمرّ -إن شاء الله- في العمل على تصحيح الوضع الرسمي، إصلاحه، والسعي للنهضة الاقتصادية”، رغم مواجهة “أمريكا و(إسرائيل) وأعوانهم في ظروف ضاغطة وحرب اقتصادية”.
وأشَارَ إلى “الإرث الرهيب على مدى عقود من الزمن، نُهبت فيه ثروات هذا البلد”، كاشفًا أن “أكثر من 500 مليار دولار ضاعت على الشعب من ثرواته النفطية دون أن تبنيَ له بنيةً اقتصادية على مدى أكثر من 30 عامًا”.
وَأَضَـافَ أن من كانوا يسيطرون على البلد سابقًا “كانوا يحسبون حساب مصالحهم الشخصية”، وأصبح لهم “شركات وإمْكَانيات ضخمة”، مستشهدًا بتقرير لمجلس الأمن ذكر أن “أكثر من 60 مليار دولار حصة شخص واحد”.
وخَلُصَ السيد القائد بنبرة متفائلة، مؤكّـدًا أن “شعبنا -بتوفيق الله- هو شعب عظيم بأصالته الإيمانية، يمتلك الوعي والبصيرة القرآنية، واثق بالله، وبهذا
سيتجاوز كُـلّ الصعوبات والتحديات”، مشدّدًا على أن هذه التحديات “ستحوّل اليمن إلى بلد منتج في الوضع الاقتصادي وقوي عسكريًا”، وأن الشعب اليمني “ثابت في مواقفه العظيمة، ثابت في نصرته للشعب الفلسطيني، في مواجهة مشروع المخطّط الصهيوني الذي يستهدف استباحة الأُمَّــة”.