
جامعة الحديدة.. حراك طلابي وثقافي في مواجهة العدوان ونصرة فلسطين
الأربعاء، 09 ربيع الآخر 1447هـ الموافق 01 أكتوبر 2025
الحديدة – تهامة نيوز : تقرير/ جميل القشم
تحولت جامعة الحديدة إلى مركز إشعاع تعبوي وثقافي يضع فلسطين في صدارة الاهتمام الأكاديمي والمجتمعي، حيث تتجسد في ساحاتها وقاعاتها نماذج وصور حية تعكس وعياً جماعياً بالمسؤولية التاريخية تجاه الأمة وقضاياها.
هذا الحراك الطلابي والزخم الثقافي يُشكل فعلاً عملياً ممتداً لمواجهة مشاريع التطبيع والتصدي لمخططات وجرائم العدوان الصهيوني في فلسطين والمنطقة، ويُسهم في ترسيخ الوعي الجماعي وصياغة مستقبل مختلف للأمة.
يتكامل البعد الفكري مع الفعل الميداني، فتتشكل الأنشطة اليومية التي تنظمها الجامعة كحلقات مترابطة؛ مسيرات ووقفات جماهيرية تعبر بوضوح عن الموقف المناصر لفلسطين، وندوات فكرية تعمّق الوعي وتغذي الفهم، وحملات مقاطعة تمنح ذلك الموقف بُعداً عملياً مؤثراً يُرسخ حضوره في المجتمع.
بهذا التكامل تنسج جامعة الحديدة صورة متكاملة لمجتمع طلابي مقاوم يجدد حضوره مع كل حدث، ويربط بين الشعارات والممارسة في نموذج وطني يرسّخ مكانة المؤسسات التعليمية ويوحدها في موقف واحد، ويمنح التجربة الجامعية بُعدها التاريخي ويضعها في قلب معركة الأمة.
مسيرات ووقفات متواصلة
تنطلق من حرم الجامعة كل أسبوع مسيرات جماهيرية حاشدة استجابةً لدعوة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتعكس زخماً أكاديمياً وطلّابياً متجدّداً؛ إذ تخرج من مختلف الكليات جموع هادرة تهتف لفلسطين وغزة، وتندد بالعدوان الصهيوني وبالشراكة والدعم الأمريكي، وتعلن انحيازها لحقوق الشعب الفلسطيني وتدعو إلى مواجهة العدوان ومناهضة التطبيع.
هذا الزخم الميداني والحضور المنتظم لمنتسبي الجامعة يعكس التزاماً عميقاً بالمسؤولية التاريخية، ويحول الساحات إلى ميادين دعم وتأييد تضع فلسطين في صدارة الاهتمام، وتبرز الجامعة كمنبر وطني يجمع بين رسالتها الأكاديمية ودورها المجتمعي، ويمنح التجربة الطلابية بُعدها العملي في مواجهة العدوان والتطبيع.
ورغم ارتفاع درجة الحرارة، تضفي الوقفات الاحتجاجية المتواصلة في مختلف الكليات ومراكز التعليم الجامعي بُعداً رمزياً لهذا الحراك التعبوي، إذ تجسد وحدة الموقف بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وتكرس حضور قضية فلسطين في الوجدان، وتؤكد ارتباطها العميق بالهوية الوطنية والقومية.
ندوات ودورات تعبوية
الأنشطة الفكرية في جامعة الحديدة تشكل مساحة خصبة لإعادة صياغة الوعي الطلابي، حيث تُعقد الندوات الثقافية والتوعوية بانتظام لمناقشة أبعاد القضية الفلسطينية وكشف مشاريع التطبيع ومخططات الهيمنة، بما يمنح الطلاب والمهتمين أدوات تحليل نقدي، وتفتح أمامهم آفاقاً أوسع لفهم طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني.
وتوّجت الجامعة دورها التنويري بتنظيم دورات “طوفان الأقصى” التعبوية، التي عززت هذا المسار من خلال الجمع بين التثقيف النظري والإعداد العملي بتدريبات ترفع مستوى الجاهزية وتصقل شخصية الطالب على أسس وعي وصلابة، لتتحول الجامعة بذلك إلى مدرسة تجمع بين العلم والمقاومة في آن واحد.
وتُشكّل هذه الدورات رافعة أساسية لإعداد جيل متكامل يجمع بين الفكر والسلوك، ويتجه نحو المستقبل مزوّداً بإرادة صلبة للدفاع عن الوطن، وانتماء راسخ لفلسطين وقضايا الأمة، فهي لا تقف عند حدود التعبئة الآنية، بل تمتد لترسيخ وعي عميق وبناء جبهة معرفية قادرة على مواجهة التحديات.
حملات مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية
حملات المقاطعة التي تنفذها الجامعة بالتنسيق مع ملتقى الطالب الجامعي منحت الحراك الأكاديمي بُعداً عملياً مباشراً، من خلال النزول إلى الأسواق والمجتمع المحلي برسالة واضحة تدعو إلى مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية واستبدالها بمنتجات وطنية أو بدائل صديقة، باعتبارها سلاحاً فعالاً في نصرة فلسطين، يسهم في ترسيخ ثقافة جديدة ويحول الموقف الأخلاقي إلى ممارسة حياتية يومية.
.
المقاطعة الطلابية توسعت لتشمل برامج توعوية وإرشادات عملية تبيّن أثر الاستهلاك في تمويل آلة الحرب الصهيونية، ويتجسد هذا الوعي في محاضرات داخل الجامعة، ومواد إعلامية يوزعها الطلاب، وأنشطة تفاعلية ترسخ القناعة بجدوى المقاطعة كسلاح اقتصادي فاعل في معركة مفتوحة.
وبهذا المسار تتحول جامعة الحديدة إلى ملتقى للحراك الشعبي الأوسع وتقدم نموذجاً حياً لتحويل الموقف الوطني إلى ممارسة عملية ذات أثر مباشر، إذ أصبحت المقاطعة سلوكاً جمعياً يتسع نطاقه بإصرار طلابي واعٍ يرى في الاقتصاد ميداناً أساسياً لنصرة غزة وإضعاف العدو.
إشادة رسمية
وأشاد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي بالدور الكبير الذي تضطلع به رئاسة الجامعة وقيادتها الأكاديمية في تحويل الجامعة إلى منبر وطني وثقافي حاضر في القضايا المصيرية للأمة، مؤكداً أن هذا الأداء والتفاعل يعكس مستوى المسؤولية التي تتجاوز حدود العمل الأكاديمي التقليدي.
وأوضح أن الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الجامعة وطلابها تسهم في رفع مستوى الوعي الشعبي، وتؤكد أن المؤسسات التعليمية قادرة على أداء دورها في التعبئة والتنوير إلى جانب دورها العلمي، معتبراً مشاركة الطلاب في المسيرات والوقفات والدورات دليلاً حياً على عمق انتمائهم الوطني والقومي.
من جهته اعتبر وكيل أول المحافظة أحمد البشري، الجامعة والأنشطة التي تنفذها نموذجاً متقدماً في ربط الرسالة الأكاديمية بالموقف الوطني، لافتاً إلى أن التفاعل المستمر لطلابها وأساتذتها يعكس صورة مشرقة للجامعات اليمنية، وأن هذا الحراك سيبقى علامة فارقة في تاريخ الجامعة.
وأشار إلى أن إشراف رئاسة الجامعة ودعمها لهذه الأنشطة يعكس التزاماً واضحاً تجاه القضية الفلسطينية، ويمنح الطلاب ثقة إضافية بدورهم في المجتمع، منوها بما يقدمه طلاب وكوادر الجامعة كإسهام مباشر في معركة الأمة ضد التطبيع والعدوان.
نصرة فلسطين.. التزام تاريخي
وحول دلالات وزخم هذه الأنشطة أكد رئيس الجامعة الدكتور محمد الأهدل أن الحراك الأكاديمي والطلابي المتواصل في عموم الكليات يعكس الوعي الذي بات يميز طلاب ومنتسبي الجامعة، مبيناً أن الوقفات والمسيرات أصبحت تقليدا أصيلا يجدد الانتماء للقضية الفلسطينية، ويمنح الطلاب فرصة للتعبير عن مواقفهم الوطنية والقومية.
وذكر أن الجامعة تنظر إلى رسالتها بوصفها تعليمية وأخلاقية في آن واحد، فهي لا تقتصر على إعداد الكوادر علمياً وأكاديمياً، بل تعمل أيضاً على ترسيخ الوعي وربط الطلاب بدورهم المجتمعي، لافتاً إلى أن نصرة فلسطين أصبحت جزءاً أصيلاً من الهوية الجامعية.
وأشار الدكتور الأهدل إلى أن الندوات الفكرية والدورات التوعوية والتأهيلية التي تعقدها الجامعة تمثل نواة أساسية لبناء وعي نقدي لدى الطلاب، موضحاً أن هذه الأنشطة تمنحهم أدوات معرفية لفهم أبعاد الصراع مع الكيان الصهيوني وكشف المشاريع التطبيعية التي تستهدف الأمة وتؤهلهم للمشاركة في خوض معركة المواجهة مع العدو.
ونوه إلى اهتمام الجامعة بدورات “طوفان الأقصى” لتعزيز الجانب العملي لدى الطلاب، حيث تجمع بين الإعداد الفكري والتدريب الميداني، وتؤسس لجيل يجمع بين العلم والوعي والقدرة على المواجهة، معتبرا هذه الدورات محطة مهمة في صياغة شخصية الطالب المقاوم.
وفيما يتعلق بحملات المقاطعة، أفاد رئيس الجامعة بأن ما يقوم به الطلاب بالتنسيق مع ملتقى الطالب الجامعي يمثل نموذجاً عملياً لتحويل الموقف الأخلاقي إلى سلوك يومي، مؤكداً أن المقاطعة الاقتصادية أصبحت جزءاً من الثقافة الجامعية التي يشارك فيها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفون على حد سواء.
وبين أن الأنشطة التوعوية المصاحبة لحملات المقاطعة ساهمت في نشر الوعي المجتمعي بجدوى هذا الخيار، حيث ينزل الطلاب إلى الأسواق ويوزعون المواد الإعلامية ويشرحون للناس كيف أن الاستهلاك الواعي يمكن أن يتحول إلى سلاح في مواجهة العدو.
وجدد الأهدل التأكيد أن جامعة الحديدة ستواصل دورها الأكاديمي والمجتمعي معاً، وستبقى ساحة للعلم والمعرفة ومنبراً لتعزيز الفكر والوعي بنصرة فلسطين، موضحا أن الجامعة وكلياتها نفذت منذ بدء العدوان على غزة آلاف الأنشطة الثقافية والتعبوية، في إطار التزامها تجاه القضية الفلسطينية وترسيخ مكانتها في وجدان الأمة.
وأشاد بجهود الكوادر الأكاديمية والإدارية وبتفاعل الطلاب مع مختلف الفعاليات والأنشطة، مؤكداً أن هذا الحضور يعكس روح المسؤولية الوطنية والالتزام الأخلاقي تجاه قضايا الأمة، ويبرهن على أن جامعة الحديدة ستظل في طليعة المؤسسات التعليمية التي تجمع بين الرسالة العلمية والدور المجتمعي.