
ترامب ومشكلة الـ 3000 عام
أثار تصريح للرئيس الأمريكي، المجرم ترامب حديثًا واسعًا، حيث ادعى أنه بعد ثلاثة آلاف عام يمكن الآن حل قضية ما يسمى الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة ستسعى للحصول على أكثر من غزة وتحقيق “سلام شامل.
تصريحات المجرم ترامب تأتي ضمن حملته للترويج لما يسميه البعض “حلولا كبرى” للصراع الفلسطيني-الصهيوني، مستندة إلى سردية تاريخية ودينية يزعم فيها أن ما يسمى بالشعب اليهودي كان موجودًا في أرض كنعان منذ حوالي ثلاثة آلاف عام، تحديدًا في فترة ما يعرف بـ “مملكة إسرائيل الموحدة”.
هذه الرواية الدينية اليهودية تستند إلى كتبهم المقدسة، وتعتبر بداية تكوين الشعب اليهودي كأمة سياسية على هذه الأرض، وهي الرواية التي غالبًا ما تُستخدم لتبرير ما يسمى بحق العودة إلى “أرض الميعاد”، دون الاعتراف بحقوق الفلسطينيين التاريخية على أرضهم.
يظهر من تصريحات ترامب محاولة دمج هذه الرواية التاريخية مع سياسات معاصرة، تشمل دعم المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية، استخدام الخطاب الديني والتاريخي لتسويق الخطط السياسية الأمريكية الإقليمية، الترويج لفكرة “حل شامل” يدمج الأرض والسياسة دون الاعتراف الكامل بالشعب الفلسطيني وحقوقه.
ويشير محللون إلى أن هذه التصريحات تأتي في سياق تعزيز العلاقات الأمريكية-الصهيونية في المنطقة، وخلق غطاء سياسي ودبلوماسي لأي خطوات تصعيدية أو تغييرات في السياسات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
المراقبون يؤكدون أن هذه التصريحات تمثل تسويقًا لرواية أحادية الجانب تاريخيًا وسياسيًا، وتغفل الحقوق الفلسطينية والقوانين الدولية، كما أن ربط القرارات المعاصرة بروايات دينية تاريخية قد يؤدي إلى تدويل النزاع وفرض حلول لا تعكس الواقع التاريخي والسياسي في المنطقة.
وتعكس تصريحات المجرم ترامب محاولة مزج الخطاب التاريخي والديني بالسياسة الدولية المعاصرة لتسويق خطط سياسية لصالح إسرائيل، مع تجاهل الحقوق الفلسطينية، ويشير ذلك إلى استمرار التحديات في الوصول إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني-الصهيوني، خاصةً مع استمرار استخدام سرديات أحادية لتبرير السياسات الأمريكية والصهيونية.