مسيرات مليونية في الحديدة إحياءً للذكرى الثانية لمعركة “طوفان الأقصى”

الجمعة، 18 ربيع الآخر 1447هـ الموافق 10 أكتوبر 2025
الحديدةlتهامة نيوز

شهدت محافظة الحديدة، اليوم، حشداً مليونياً غير مسبوق اكتظّت به 317 ساحة في مركز ومديريات المحافظة، إحياءً للذكرى السنوية الثانية لمعركة “طوفان الأقصى” تحت شعار “طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”.

وعمت المسيرات مختلف المدن والأرياف إحياء لهذه المحطة التاريخية التي صنعت فجراً جديداً للأمة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي لمخططاته، مؤكدة على وحدة النضال ضد المحتل الصهيوني وداعمه الأكبر والأول أمريكيا.

وعكست حشود الحديدة في المسيرات التي شارك فيها محافظ المحافظة عبد الله عطيفي، وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، والقائم بأعمال وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار سام البشيري، ونائب وزير الكهرباء والمياه عادل بادر، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ورئيس مؤسسة الاسمنت يحيى عطيفة، ووكلاء المحافظة، معاني العزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، في رسالة للعالم أجمع بأن الشعب اليمني لن يتنصل عن فلسطين والقدس مهما كانت التحديات والتضحيات.

وعبر المشاركون عن اعتزازهم بعملية “طوفان الأقصى” التي أعادت للقضية الفلسطينية حضورها القوي في الساحة الدولية، وفضحت جرائم الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، مؤكدين أن دعم الشعب الفلسطيني مبدأٌ ثابت لا يخضع للمساومة، وأن النضال سيستمر حتى استعادة الأرض وتحرير القدس ورفع راية الحرية فوق ترابها المقدس.

وهتفوا بالشعارات المؤيدة لخيار المقاومة الفلسطينية والمنددة بجرائم الاحتلال الصهيوأمريكي على قطاع غزة، مجددين الاعتزاز بيوم السابع من أكتوبر الذي مثل يوماً مفصلياً خطته المقاومة الفلسطينية بملحمة استثنائية حطمت الأوهام التي رسمها العدو الإسرائيلي، وأفشلت مخططاته، وأعادت الصراع إلى حقيقته، واضعة الاحتلال في مكانه الطبيعي ككيان استعماريٍّ سرطانيٍّ لا مستقبل له.

واعتبرت الجماهير اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، انتصاراً تاريخياً للشعب الفلسطيني الذي أفشل جميع مخططات العدو الصهيوني، بل وكشف وجهه الحقيقي الإجرامي الفاشي العنصري للعالم أجمع، ودفعه لإبرام اتفاق مع المقاومة الفلسطينية الباسلة.

وأشاد أبناء الحديدة بالصمود والثبات الأسطوري للمجاهدين الأبطال في فلسطين، الذين أذهلوا العالم بصبرهم وثباتهم ومنعوا العدو من تحقيق أي هدف يُذكر، مشيدين بموقف وصبر الأهالي في قطاع غزة وفي عموم فلسطين الذين تحملوا ما لا تتحمله الجبال.

وأكدوا أن المقاومة الفلسطينية خلال العدوان على غزة كسرت قاعدة رئيسية للكيان الإسرائيلي، وهي قاعدة التهجير القسري للفلسطينيين، لافتين الى أن صمود الشعب الفلسطيني في القطاع، رغم حجم الدمار والمعاناة، أفشل مخططات العدو الصهيوني الغاصب.

ووجه المشاركون رسائل إلى أبناء الأمة الإسلامية مفادها أن التخاذل عن نصرة المظلومين، والتغاضي عن دماء الأطفال والنساء والشيوخ، والمآسي التي عاشها أهالي غزة، ستظل وصمة عار في جبين الأنظمة العربية المطبعة والصامتة، كما أدانوا المعايير المزدوجة التي تتبناها بعض الدول الغربية والولايات المتحدة في دعم الكيان الصهيوني المنتهك لحقوق وأراضي الشعب الفلسطيني.

وأكدت الحشود أن استمرار خروج الشعب اليمني على مدى عامين متواصلين يأتي تعبيراً عن الموقف الثابت والوعي الجمعي تجاه القضية الفلسطينية، وأن هذا الطوفان البشري يؤكد أن الإرهاب الصهيوني يواجه اليوم بإرادة صلبة ومقاومة ترسم طريق التحرير والدفاع عن الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

وشددت على أن النضال الفلسطيني، إلى جانب العزلة الدولية المتزايدة التي يواجهها الكيان الإسرائيلي، وثورة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، يجب أن تستمر حتى تحقيق تطلعات الشعب في الحرية والكرامة وتقرير المصير.

كما عبر المشاركون عن فخرهم واعتزازهم بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبالعمليات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية والتي جسدت الدور العروبي والمسؤول في مناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأكدوا أن معركة “طوفان الأقصى” من أكثر معارك الأمة عدالةً وشرعيةً، إذ بعثت روح الحياة في القضية الفلسطينية التي أراد الأعداء طمسها وإماتتها، لافتين إلى أن هذه العملية البطولية وجهت طعنات قاتلة لمؤامرات الخيانة والتطبيع، ورسمت مشاهد ملحمية خالدة في ذاكرة التاريخ، وأسقطت نظرية الأمن المطلق والتفوق العسكري الكامل للكيان الصهيوني، وكشفت واقع ضعفه وهوانه.

وأوضح البيان الصادر عن المسيرات أن الذكرى الثانية لانطلاق العملية المباركة تأتي تخليداً للصمود الإيماني والتضحيات العظيمة التي قدمها أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي، مشيراً إلى أن العامين الماضيين شهدا جرائم إبادة وقتل وتدمير ممنهج بحق الشعب في غزة، قابلها عامان من الصمود الأسطوري والثبات

الراسخ والتضحية غير المسبوقة.

وعبّر عن الحمد والثناء لله على توفيقه وهدايته للحق وكتابه العظيم، مشيدا بالقيادة القرآنية الصادقة التي أكرم الله بها الأمة من أهل الإيمان، وفي مقدمتهم السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي بفضل الله وبتأييده وتثبيته وحده أرعب الطغاة الصهاينة والأمريكيين، ولم يتراجع أو يتكسّر بفضل الله وكرمه ومنّه.

وأوضح أن هذا الثبات هو ثمرة عون الله وتأييده، إذ لم يكن الدخول إلى غزة أو تخصيص النصر لغزة وحدها، بل هو نصرٌ من الله المالك العزيز الذي أعزّ المجاهدين بجهاده، وأمدّهم بقوته، وربط على قلوبهم، وثبّت أقدامهم، فكان سبحانه حسبهم ونعم الوكيل ونعم النصير.

وأشار البيان إلى أن المسيرات الجماهيرية في مختلف المحافظات تتوج خروجها المهيب جهاداً في سبيل الله وابتغاءً لمرضاته، مباركةً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال، ومؤكدةً الثبات على الموقف الإيماني الراسخ حتى النصر المبين والفتح الموعود بإذن الله.

وبارك لأبناء الشعب الفلسطيني العزيز عامة، ولأبناء غزة وأبطال المقاومة خاصة، صمودهم وصبرهم منقطع النظير، مشيداً بتضحياتهم التي فاقت كل التوقعات، مؤكداً أن العدو فشل في تحقيق أهدافه منذ اليوم الأول، فلم يستطع استعادة أسراه عبر صفقة تبادل، ولم يتمكن من إنهاء المقاومة أو تنفيذ مخطط التهجير، رغم الدعم الأمريكي والغربي غير المحدود له.

ولفت إلى أن المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني العظيم ظلا ثابتين في ميدان الجهاد، لم يجزعوا ولم يتراجعوا، وقدموا دروساً للأمة والعالم في انتصار الحق بالوعي والبصيرة رغم قلة الناصر، مؤكداً أن الظلم والطغيان انكسرا رغم ما أحدثه العدو من تدمير وعدوان.

وبهذا الموقف التاريخي غير المسبوق والاستثنائي على مستوى العالم كله، وجه البيان التحية لقائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مباركا له هذا الثبات الإيماني والموقف القرآني المشرف الذي أنعم الله به على الأمة، فبه قدّر الله مواقفها بتأييده وحكمته وبصيرته ونجاحه، كما عاهد أجدادُ الأنصارِ جدّهم رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم وواجهوا به الطغاة والظالمين، مترحما في الوقت نفسه على الشهداء العظام الذين سطروا ملاحم العزة والكرامة في هذه المعركة وفي مختلف ميادين الجهاد.

كما بارك البيان لجميع الأوفياء الصادقين الذين ضحّوا مع قادتهم وثبتوا وصبروا على طريق الحق، وفي مقدمتهم الإخوة في حزب الله في لبنان الذين قدّموا أعظم التضحيات، وكانوا الأوفياء في النهج والمسيرة، وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثابتة على مواقفها مع المقاومة، والعراق الذين وقفوا بصدق مع المقاومة ولم يتراجعوا، إلى جانب الإخوة في المقاومة الفلسطينية الذين واصلوا الجهاد والثبات، وغيرهم من الأحرار والأحزاب الذين وقفوا مع الحق والمقاومة في مواجهة العدوان.

وأدان مواقف الأنظمة والحركات والأحزاب التي وقفت ضد المقاومة أو ضد من يقف معها ويساندها، مؤكدا أن الخزي والعار والخسارة في الدنيا قليل عليهم، وأنهم سينالون فوق ذلك الهزيمة والخسران والحسرات والخيبة في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة، جزاءً لتخاذلهم وخيانتهم، واصفا إياهم بالجبناء الذين اعتقدوا أن الموت والحياة بيد أمريكا وإسرائيل.

وأوضح أن ما يحدث أمامهم هي شواهد وعِبر تؤكد أن الله وحده على كل شيء قدير، وأن الحياة والموت والنصر بيده سبحانه، وهو صادق الوعد لمن توكل عليه.

وأكد البيان الاستعداد الدائم للتحرك الشامل في مواجهة أي تصعيد من الأعداء الإسرائيلي أو الأمريكي أو غيرهما، سواء استمرت هذه الجولة من الصراع أم جاءت جولات أخرى، مشددا على اليقظة المستمرة تجاه مخططات الأعداء التي تستهدف بلدان الأمة وشعوبها لصرفها عن قضيتها الأساسية والمركزية.

وأشار إلى أن اليمنيين سيستمرون في تطوير قدراتهم في مختلف المجالات بالتوكل على الله والاعتماد عليه، ومواصلة الجهاد في كل الميادين حتى تحقيق النصر الموعود.

كما أكد البيان من جديد وقوف أبناء اليمن المؤمنين مع إخوتهم في المقاومة، واستمرار الموقف الإيماني والثابت في نصرتهم، مبينا أن هذا الموقف صادق ودائم، وأن اليمن لن يخذل المقاومة ولن يتركها وحدها، وسيبقى إلى جانبها حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وزوال الكيان الصهيوني المغتصب والمؤقت بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة