
الحديدة تهيج كالطوفان في 317 ساحة.. رسائل ثبات وإسناد بحري سيستمر لإغراق المجرمين
الحديدة | تهامة نيوز: في يومٍ حافلٍ بالعز والالتزام المستمر، شهدته ساحات محافظة الحديدة عصر اليوم، عندما امتلأت 317 ساحة بأمواج بشريةٍ احتشدت تحت عنوان “عامان من العطاء .. ووفاء لدماء الشهداء”.
مئات الآلاف خرجوا معبرين عن استمرارية موقفٍ شعبي لا يتراجع، ومعلنين جاهزية فورية للتصعيد في حال نقض التهدئة، وفي مشهدٍ بدا كأنه تأكيد عملي على أن الحديدة ستبقى رمزًا للإسناد البحري للشعب الفلسطيني، وأن دعمها سيعرف ارتفاعًا ملموسًا مع كل اختبار يواجهه ملف القضية.
في مدن المحافظة ومديرياتها وقراها حمل المتظاهرون شعارات التجنيد الوطني والإسناد، وكانت خطابية الحضور واضحة: هذا خرج ضخم لا ينطفئ ولا يزول مع صيحات اللحظة، بل هو عبارة عن تكريس لوتيرة عاليةٍ من الدعم والمواجهة لكل محاولات الاستهداف أو النكث.
ولفت المشاركون إلى أن مشهد الحديدة اليوم هو الأكبر منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، ما يجعل الرسالة تصل من خلال هذا التجمهر غير المسبوق.
ونوّه الأحرار إلى أن هذه الحشود الكبيرة تشكل تجسّد رسالةً عملية بأن السند البحري سيُستثمر ويُصعد متى اقتضت الضرورة.
الجماهير التي تدفقت على الساحات استذكرت الشهداء والقادة، برفع صورهم واللافتات المعبرة عن مآثرهم، وفي مقدمتهم سيد الطوفان الشهيد القائد يحيى السنوار الذي اعتبروه مصدر إلهام يشحذ الهمم ويحشد الطاقات.
ووسط هذا الزخم التصق اسم الشهيد اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري بذاكرة الحشد، الذي اعتبره كثيرون تتويجًا لموقفٍ عسكري وشعبي ظلّ يناصر القضية الفلسطينية على مدى عامين، مؤكّدين أن تضحيات القادة والرجال ليست انتهاءً لمسيرة، بل وقودٌ للمكان الذي تُنقلب فيه المآسي عزمًا.
ومع ارتفاع حرارة الشمس، علت هتافات الموج التهامي الوفي، بعبارات راكمت الرسائل وأكدت القوة التي لا تلين في مواصلة المواجهة وتعزيز الإسناد.
وصدر عن مسيرات الحديدة بيان مشترك، قال فيه حراس البحر الأحمر: إن الخروج الكبير يأتي “تتويجًا للخروج الذي وفقنا الله له وكان بفضله سبحانه وتعالى، الخروج الذي لا مثيل له في الدنيا بكلها، وتعظيمًا ووفاءً للشهداء الذين هم وقود مسيرتنا وشواهد صدق توجهنا واستجابة الله وحبًا له ورغبةً فيما عنده، وخوفًا من عذابه، وثباتًا على كتابه ونهجه، وتحت راية من اصطفاهم من عباده”.
وأضاف البيان: “نستذكر في هذا المقام كوكبة من القادة الشهداء العظماء في هذه المعركة، ونخص القائد الكبير الشهيد يحيى السنوار ونحن في ذكرى استشهاده، ونترحم عليه وعلى غيره من القادة الشهداء في فلسطين ولبنان وإيران، وفي بلادنا من قيادات رسمية في الدولة، مدنية وعسكرية، من جميع التشكيلات البرية والبحرية والطيران المسير والصاروخية والدفاع الجوي والتعبئة العامة والإعلام ومن المواطنين وغيرهم على مدى عامين من الإسناد”.
ونوّه أحرار الحديدة: “سنترقب بكل اهتمام التطورات في غزة، ونحن جاهزون للعودة في حال عاد العدو أو غدر أو نكث، فإننا سنعود أكثر عزمًا واستعدادًا على كل الأصعدة والمستويات”.
ختامًا، بدا طوفان الحديدة اليوم كرسالة مزدوجة: ذاكرة حضورٍ متجذّر، وإرادة استمرارية في الفعل. فقدّم المشهد محاذير واضحة للوسطاء والمراقبين بأن الجماهير لن تقبل بالعودة إلى حالة من الخذلان، وأن أي نكثٍ في الالتزامات سيجد رد فعلٍ سريعًا ومنظمًا من قِبَل مجتمعٍ يعتبر نفسه مرابطًا ليس بالكلام وحده، بل بالموقف العملي والسلوك الجماهيري الميداني.