استمرار الإغلاق للمعابر يهدد بالمجاعة.. وسط تتذبذب الاتفاق من دون إرغام وضمانات

متابعات| تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار العدوّ الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات؛ ما يهدد بتعميق أزمة التجويع، بالتزامن مع توجيهات جديدة من المجرم نتنياهو بإبقاء معبر رفح مغلقًا حتى إشعار آخر.

وتثير التقارير تساؤلات حول مدى قدرة الإدارة الأمريكية على “إرغام الكيان على الامتثال”، حيث يشير محللون إلى أنَّ ترامب، لأسباب داخلية، لا يريد ممارسة ضغوط على حكومة الكيان فيما يتصل بتدفق المساعدات؛ كونه يخشى تعثر الاتفاق، لا سيما أنَّ التقارير ترجح انتهاك الكيان للاتفاق.

وبات واضحًا للجميع بأنَّ إعلان ترامب عن إنجازه “العظيم” لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يُقرأ وكأنه هو المهم وليس تحقيق وتنفيذ بنود هذا الاتفاق؛ إذ لم يخاض في التفاصيل الصعبة حتى الآن.

ورغم أنَّ الإدارة الأمريكية حاولت القول بأنَّ حماس “نواياها سليمة”، غير أنَّ (إسرائيل) منعت من أنَّ تقول ذلك، وبات القلق الحاصل اليوم لا يرتبط بالتفاصيل فقط؛ بل بالتطبيق أيضًا، وعدم امتثال الكيان هو المرجح.

في السياق، أكّد مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، “إسماعيل الثوابتة”، لقناة “المسيرة”، اليوم السبت، أنَّ العدوّ الإسرائيلي يواصل إغلاق المعابر ويمنع إدخال المساعدات، مشيرًا إلى أنَّ ما تم إدخاله منذ بدء وقف إطلاق النار هو “القليل”، وأنَّ القطاع ما يزال يعيش “جرائم التجويع والحصار الإسرائيلي، حيث لم يتوقف سوى القصف”.

من جانبه، أكّد القيادي في حركة حماس، “محمد نزال”، التزام الحركة ببنود المرحلة الأولى، قائلاً: “التزمنا بإعادة الرهائن الأحياء وما استطعنا الوصول إليه من جثامين أسرى الاحتلال”.

وندّد “نزال” بـ “ابتزاز الفلسطينيين بإغلاق معبر رفح رغم التزامنا ببنود الاتفاق”، داعيًّا الوسطاء إلى “الضغط على الاحتلال وإجباره على فتح معبر رفح وفقا للاتفاق”، موضحًا أنَّ الحركة تسعى للانتقال إلى المرحلة الثانية “بسلاسة بعد الوفاء بالتزاماتنا بالمرحلة الأولى”، وأنَّ المفاوضات للمرحلة الثانية لم تبدأ بعد بسبب “تعنت نتنياهو”.

في المقابل، أكّد وزير الحرب الصهيوني “كاتس” أنَّ “سياستنا في غزة واضحة وهي استعادة جثث كل الأسرى ونزع سلاح حماس وضرب وسائل إنتاج الأسلحة”، وتشمل السياسة الإسرائيلية المعلنة: “تدمير الأنفاق ومراقبة المعابر وممر فيلادلفيا لمنع تهريب الأسلحة، والتموضع عند الخط الأصفر مع السيطرة على أكثر من نصف أراضي القطاع”.

وهو ما يسير عليه اليوم المجرم نتنياهو؛ إذ نقلت القناة 14 العبرية عنه القول: إنَّ “انتهاء الحرب سيكون بعد انتهاء المرحلة الثانية من الاتفاق، بنزع سلاح حماس”.

فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول أمريكي رفيع باكتمال إنشاء القيادة الأمريكية التي ستشرف على تنفيذ اتفاق غزة، وأنَّ “الأيام الـ 30 المقبلة ستكون حاسمة”، مؤكّدًا: “نتولى زمام الأمور لما يحدث بغزة وسنتخذ ما يلزم لضمان تنفيذ الاتفاق”.

ولفتت إلى أنَّ زيارة “ويتكوف” و”كوشنر” ستركز على إنشاء ما يسمى “قوة الاستقرار الدولية” و”مشروع رفح الجديدة كنموذج لقطاع خالٍ من حكم حماس”، وصياغة خطة لنزع السلاح، واستكمال البحث عن جثث الرهائن.

وبالرغم من التعهدات الأمريكية بتولي القيادة والضغط، إلا أنّ محللين يثيرون القلق إزاء مدى جدية الإدارة الأمريكية في إرغام الكيان الإسرائيلي على الامتثال، مشيرين إلى أنّ واشنطن قد لا تمارس ضغوطًا فعلية، مثل “السماح بدخول المساعدات” لأسباب داخلية؛ ما يعزز المخاوف من تعثر الاتفاق الذي يعتمد على قدرة الأمريكيين والوسطاء على إلزام الكيان في تنفيذه.

مقالات ذات صلة