ماذا تُخبئ القبائل من قوة.. إلى جانب الإيمان والموقف؟

✍بقلم l عبدالله عبدالعزيز الحمران

وقفات القبائل اليمنية تعلن جهوزيتها وتبارك صفعة الأمن لمخابرات العدو.. في الزمن الذي تُختبر فيه المواقف، وتتكشف فيه معادن الشعوب، تثبت القبائل اليمنية مرة أُخرى أن القوة ليست مُجَـرّد سلاح يُرفع، بل رَوح تتجذّر في الصدور، وإيمان يتحول إلى فعل، وموقف يتجلى في الميدان حين تُستباح الأوطان أَو تُمس الحرمات.

فمع كُـلّ نداء مسؤول، أَو تهديد يلوّح به العدوّ، أَو مؤامرة تُحاك في الغرف السوداء، تهبّ القبائل اليمنية بوقفاتها المشهودة، معلنة جهوزيتها التامة لمواجهة أي عدوان يستهدف اليمن أرضًا وإنسانًا، ومؤكّـدة أن المعركة معركة وعي قبل أن تكون معركة بندقية.

القبيلة اليمنية اليوم لا تقف كمكوّن اجتماعي تقليدي، بل كجبهة صُلبة تحمل في يدٍ سلاحها، وفي الأُخرى موقفها، وفي القلب إيمانها.

وهذا التلاحم بين الإيمان والقوة هو ما جعلها – منذ بداية العدوان – صخرةً تتكسر عليها كُـلّ رهانات الأعداء.

ولعلّ الوقفات الأخيرة في مختلف المحافظات والمديريات حملت رسائل واضحة: رسالة إلى الداخل بأن الصف متماسك، وبأن الوعي القبلي ما يزال وفيًّا لمسار الحرية والسيادة.

ورسالة إلى الخارج بأن اليمن لا يُخترق، لا من حدوده، ولا من قلبه، ولا من ذاكرته التاريخية التي تحمل إرث الأجداد في الذود عن الأرض.

وفي السياق ذاته، باركت القبائل اليمنية الجهود الأمنية التي أسفرت عن إحباط مخطّطات استخباراتية كان العدوّ يعوّل عليها لإحداث شرخ داخلي أَو استغلال ثغرات أمنية.

جاءت صفعة الأمن للعدو بمثابة دليل إضافي على أن اليمن اليوم يقف على قدمَيه: جبهة شعبيّة صاحبة موقف، وجبهة أمنية يقظة، وجبهة عسكرية لا تغفل لحظة.

هذا التلاحم بين القبيلة والأمن والمؤسّسات الرسمية ليس تفصيلًا عابرًا، بل هو عنوان مرحلة تُبنى فيها الدولة على وعي الناس، وعلى مسؤولية كُـلّ فرد تجاه وطنه.

وهي مرحلة تعي فيها القبائل أن المواجهة ليست فقط على خطوط النار، بل أَيْـضًا في مواجهة الإشاعة، والمؤامرة، والحرب الناعمة التي يسعى العدوّ من خلالها لإضعاف الجبهة الداخلية.

تقف القبائل اليوم لتقول بوضوح: اليمن حاضر، والصف موحد، وأي عدوان جديد لن يجدَ إلا رجالًا أعددوا للساعة سلاحها، ولليمن وفاءه، وللمعركة وعيها.

وفي ظل هذه الجهوزية، يستمر أبناء القبائل في دعم الموقف الرسمي، وتثبيت خيار المقاومة، والتأكيد أن اليمن لا يُرهب، وأن الأمن – حين يضرب – يضرب بوعي شعب لا يقل يقظة عن بنادق المجاهدين في الجبهات.

مقالات ذات صلة