وليد الكعبة
بقلم /فيصل الهطفي
تذوب المعاني وتخرس الأنس وتذبح الكلمات على الشفاة عندما نأتي للحديث عن رجل الإسلام المحمدي الأصيل
أخو الذكر والمحراب إن جن ليله وصنو القنا والرمح إن هزبر الفجر .
وضعته في حرم الاله وأمنه
والبيت حيث فناءه والمسجد
أخو رسول الله صلوات ربي عليه واله ووصيه وزوج فاطمة البتول الزهراء سيدة نساء الدنيا والآخرة وأبو الحسنين سيدا شباب أهل الجنة (ع)
ولد في الكعبة وتربى في كنف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله فسار بسيرته وتتلمذ على يديه حتى قال عنه صلوات ربي عليه واله :انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتي الباب
حقا كان باب مدينة العلم وربيب الذكر وحليف القرآن علي مع القرآن والقرآن مع علي كما قال الحبيب المصطفى (ص)
عاش حياته كلها في خدمة الدين والذب عن حرم الإسلام لم يعيش لنفسه بل عاش للأمة
وليلة المبيت في فراش الرسول صلى عليه وآله أكبر شاهد على ذلك عندما حوصر المصطفى (ص)
أمره الرسول صلوات الله عليه وآله أن ينام في فراشه فقال: عليه السلام أفي ذلك سلامتك قال :بلى
قال :بأبي أنت وأمي يارسول الله فدتك نفسي
عندما نظر جبريل عليه السلام لهذا المشهد قال عليه السلام:أنها لمؤاساة
فقال الحبيب المصطفى (ص)انه مني وأنا منه
فقال جبريل عليه السلام :وأنا منكما يارسول الله
ماأحوجنا الي هذه المشاعر العظيمة
أنها تربية القرآن.
علي عليه السلام بعبادته بشجاعته بعطاءه مثل النموذج الفذ للأسلام العظيم
حتى ذكره الله وأمتدحه في كتابه قال جل شأنه:ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزاهم بماصبرواجنة وحريرا صدق الله العظيم
وكم من الآيات التي نزلت بشأن قرين القرآن
فلقد كان مدرسة متكاملة في شتى العلوم والقيم
ولقد كان بسيفه يجندل الكافرين والمشركين واليهود و إذا جأنا الي الحديث عن حروبه وغزواته لطال المقال ولكن يكفينا قول الرسول صلوات الله عليه وآله عنه يوم الأحزاب برز الايمان كله الي الشرك كله فكان الإسلام الكامل في ذلك اليوم هو علي (ع)ولقد مثل الإسلام العظيم بتلك الضربة التي هدمت الشرك والكفر والظلال
والتي قال عنها الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله ضربة علي يوم الأحزاب تعدل أعمال الثقلين الي أن تقوم الساعة
ونحن هذه الايام عندما نتحدث عن الإمام علي (ع)
فإنما نتحدث عن الإسلام بكماله بجاذبيته وقوته
نتحدث ايضا عن الانحطاط الذي وصلت إليه تلك الأمة عندما سمعت علي ومن أبلغ من علي بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله سمعت الحكم تتساقط من فمه كأنها الدرر فتلقوها وكأنها البعر كما قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه
أمة لم تعي ماتسمع ولم تستجب لتلك التوجيهات
فكانت النتيجة أن يأتي أشقى هذه الأمة ليجلب الشقاء على الأمة بسيفه الغادر الذي ضرب الإمام علي عليه السلام على جبهته الشريفة انه التفريط وماأسوأ عواقبه في كل زمن .
وعندما نتسال لماذا أصبح الوضع هكذا؟!!
الصادقين من أمر الله باتباعهم يتساقطون في هذه الأمة واحدا تلو الاخر.
والكاذبين والمنافقين وأولياء اليهود هم المتحكمون في رقاب الأمة وخيراتها.
نجد السبب هناك في الانحراف الذي حدث في تاريخ هذه الأمة وكما أشار إليه السيدحسين بدر الدين عليه السلام في معرض كلام له واستدل بقول الشاعر الهبل
وكل مصاب نال آل محمد فليس سوى يوم السقيفة جالبه.
نحن مقبلون في هذه الأيام على ذكرى أليمة وفاجعة عظيمة ذكرى إستشهاد الامام علي عليه السلام .حري بكل مؤمن أن يعود الي التاريخ الإسلامي وفق الرؤية القرأنية ليتعرف على علي وحياته وجهاده وتضحياته كي يستلهم من حياته الدروس والعبر ونحن في أمس الحاجة في هذا الزمن أن نعود الي الامام علي نتولاه من جديد
أذا أردنا النجاة والفوز والغلبة
ومن يتولى الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون صدق الله العظيم