رأي يوم: على ناطق العدوان السعودي التوقف عن أساليب التضليل البشعة لجرائم الحرب في اليمن
وأضافت “لكن أن تتكرر هذه الأخطاء بشكل مكثف، وبصفة شبه أسبوعية، وربما يومية، فإن الوضع يختلف كلياً، وتحل صفة التعمد أو التقصد مكان حالة الخطأ”.
وتابعت الصحيفة الصادرة في لندن “لا نعرف كيف تحول خزان المياه” في منطقة النهدين بالعاصمة اليمنية صنعاء والذي استهدفته أمس الأول طائرات (عاصفة الحزم) إلى هدف عسكري يستحق القصف بالصواريخ .
وشددت الصحيفة في إفتتاحيتها على انه “لا يمكن أن نصدق أن الطائرات الحربية السعودية التي تطير في أجواء اليمن الصافية دون أي مقاومة أرضية أو جوية وبما تملكه من أجهزة رصد حديثة جداً لا تستطيع أن تميز بين هدف عسكري وخزان مياه يستفيد منه نحو 30 ألف نسمة” .
وأضافت “الأمر الذي يؤكد أن هذا الاستهداف كان متعمداً ومقصوداً لزيادة معاناة المواطنين اليمنيين الأبرياء الذين كانوا على حافة الموت جوعاً بفعل الحصار، والآن يراد لهم أن يموتوا عطشاً”.
ولتأكيد تعمد العدوان السعودي بقصف خزان المياه إستشهدت صحيفة (رأي اليوم) بالقصف الذي نفذه العدوان من قبل لمزارع الدواجن وأخرى للبقر ومعمل تعبئة المياه، إضافة إلى المستشفيات البائسة المعدمة منها والتي لم تسلم أيضا من القصف .
وأشارت في هذا الصدد إلى ما أعلنت عنه مندوبة صحيفة (الاندنبدنت) البريطانية في تقرير لها من مدينة صعدة نشرته قبل أسبوعين بأنها شاهدت هذه الطائرات نفسها تقصف مستشفى شهارة الذي تديره منظمة (أطباء بلا حدود) قرب الحدود اليمنية السعودية في العاشر من يناير الماضي وأدى إلى مقتل ستة أشخاص.
كما لفتت الصحيفة في إفتتاحيتها إلى أن تحالف العدوان السعودي أعلن في بيان قبل بضعة أيام عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في تجاوزات محتملة ارتكبت في حق المدنيين .
وأكدت في هذا الصدد أن ذلك يعد “محاولة لإجهاض توصيات خبراء أمميين لمجلس الأمن الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية في تجاوزات المتحاربين على ارض اليمن، ونددوا بشكل خاص بغارات طائرات التحالف”.
وأوضحت أن “من المفارقة أن قصف خزان المياه في منطقة النهدين جاء بعد الإعلان عن تشكيل هذه اللجنة، والمفارقة الأكبر أن عسيري نفى في مؤتمر صحافي عقده قبل أسبوع أن يكون طيران التحالف قصف أهدافا محظورة في اليمن مثل المنشآت المدنية”.
وأضافت “وادعى (عسيري) أن كل الطلعات الجوية مسجلة يمكن الرجوع إليها بعد كل طلعة تنفذها أي طائرة، وانه تم النظر في ادعاءات قصف مستشفى (أطباء بلا حدود) وتم الكشف أن طائرة قصفت هدفاً متحركاً بالقرب من المستشفى، الأمر الذي تسبب بهدم جزء منه”.
وقالت الصحيفة في هذا الصدد ساخرة “لم يوضح عسيري هذا الهدف المتحرك، هل هو غواصة نووية، أم حاملة طائرات، أم مصنع صواريخ عابرة للقارات”.
وأكدت قائلة “ولكنه مارس التضليل والإنكار والمكابرة بأبشع أنواعها، في بلد لا توجد فيه أهداف عسكرية، وحتى لو وجدت فقد جرى تدميرها على مدى 11 شهراً من القصف المتواصل، بحيث لم تبق إلا خزانات المياه والمستشفيات ومزارع البقر والدواجن”.
وخلصت صحيفة (رأي اليوم) في افتتاحيتها بان هذه الجرائم “جرائم حرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ترتكبها طائرات التحالف السعودي في حق بلد شقيق، وشعب شقيق، أوصله جيرانه المتخمين بالثراء إلى أبشع صور الفقر والجوع والآن العطش”.
وأضافت كما “قتلوا أكثر من 10 آلاف من مواطنيه العزل وأصابوا ثلاثة أضعاف هذا الرقم، وسيموتون حتماً، أو معظمهم لاحقاً، لأنهم لم يجدوا مستشفيات يعالجون فيها، وإن نجا بعضها من القصف، فان مخازنها خالية من الأدوية والمعدات اللازمة بفعل الحصار”.