هظة وانقطاع الميزانية التي تغطي ادويتهم .. أخذ اخرون ــ في ظل توفيرها أمميا ــ مواقعهم في طوابير مرضى الفشل الكلوي الذين لم ينجوا من حرب العلاج الأممي كما كشف رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتور عبد اللطيف ابو طالب ” في العام الماضي قدمت للهيئة امدادات غطت ستة عشر الف جلسة من جلسات الغسيل الكلوي ولكن المواد التي تلقيناها من هذه المساعدة لم تف بالغرض المطلوب نظراً لاختلاف تصنيعها مع الأجهزة التي يستخدمها المركز ” .
مع سعينا لمعرفة تفاصيل شاملة حول تداعيات هذه المساعدات اتضح لنا أنها مقدمة من منظمة الصحة العالمية ، هذه الوثيقة الرسمية التي حصلنا عليها تؤكد ذلك وتعرض التداعيات التي لحقت المرضى وأجهزة الغسيل …
تسببت موصلات الدم المستخدمة في جلسات الغسيل :
بمرور الهواء من خلال الوريد للمريض
تجلط الدم اثناء جلسة الغسيل
تضاعف استخدام محلول الملح وهو ما يعني تضاعف الوقت ..
تضاعف كمية الهيبارين المعطاة للمريض لمنع تجلط الدم وهو ما سبب نزيفا لبعضهم بعد الانتهاء من الجلسة ..
وتسببت المحاليل بتوقف اجهزة الغسيل الكلوي قبل نهاية الجلسة وانخفاض كفاءة الجلسة …
كان الكادر الطبي هنا يقاتل لإنقاذ حياة المرضى من مخاطر عدم توافق امدادات الغسيل مع الأجهزة وسط حالة من الصدمة والذهول وانعدام الحيلة كما تروي الممرضة منى ملاطف ” اضطرينا لتقديم الرعاية الصحية بها بالرغم أن لها مضاعفات كبيرة على المريض وكانت نسبة الغسيل وسحب السوائل غير كافية وكنا نلاحظ أن المريض يخرج من جلسة الغسيل وهو مثلما دخلها أو أقل “..
وتضيف ” مع تجلط الدم كنا نضطر أن نرمي الجلسة كاملة ، الفلتر مع اللاين مع دم المريض وهو كمية كبيرة والمريض يعتبر ناقص الدم وهذا موجع لنا بالتأكيد ”
في المحصلة ضاعفت هذه المساعدات من معاناة مرضى الفشل الكلوي كما يؤكد اخصائي امراض الكلى بالمستشفى الدكتور نجيب ابو اصبع ” المريض عالميا لا بد ان يغسل ثلاث مرات أسبوعيا من اثنى عشر الى خمسة عشر ساعة نحن لا نصل الى ست ساعات بالنادر نصل ، المريض لا يأخذ ست ساعات وهو قدر بسيط جدا وعندما يدخل المريض ومع هذه الست الساعات لا تكون كفاءة الأجهزة والمستلزمات بالشكل الكافي فماذا تتوقع قد يكون الموت ليس مباشر في تلك اللحظة لكن يمر بمضاعفات والسوائل تكثر وتحصل وفاة ولدينا وفيات قد لا تستطيع مباشرة القول إن السبب المباشر هو هذه المستلزمات ولكنها جزء كبير جدا لأن المرضى لم يستفيدوا منها بشكل كثير” ….
وطأة الافتقار الشديد لإمدادات جلسات الغسيل الكلوي أرغمت المركز على استخدام المنحة الأممية التي شملت مستلزمات الغسيل ومحاليله مع مخالفتها لمواصفات الأجهزة وبحسب الدكتور عبد اللطيف ابو طالب رئيس هيئة مستشفى الثورة ، وقْعُ الكارثة تعاظم مع معرفة أن المنظمة التي أمنت هذه الإمدادات كانت تعلم مسبقا بنوع الاجهزة التي يستخدمها أكبر مركز للاستصفاء الدموي باليمن يقول “تعلم منظمة الصحة بنوع الأجهزة التي لدينا وتم ابلاغهم رسميا . من لدينا ان نوع الأجهزة قامبرو “وهو ما يعني بالضرورة بديهية توفير مواد مطابقة لمواصفاتها ومن مصادر مخولة من قبل الشركة المصنعة …
المنظمات الأممية تتجاهل تأمين زراعة الكلى …
جلنا غير مرة في اروقة اكبر مستشفيات اليمن الذي يضم اكبر مركز للاستصفاء الدموي وهو ايضا المشفى الوحيد الذي كان يؤَمِّن زارعة الكلى مجانا قبيل أن يتوقف نهائيا تحت ضغط العدوان والحصار عرفنا ممن يصطفون في طابور انتظار جلسات الغسيل أنه لم يعد متاحا للغاسلين كُلاهم بأنصاف الجلسات الانتقال لزاوية زارعيها على نفقة الدولة ، كان احدهم يجول في ساحة الانتظار وهو يردد بصوت مبحوح ” نشتي نزرع كلى ، نشتي نزرع كلى ” ..
في حلبة الصراع بين الموت والحياة حوصر مرضى الفشل الكلوي غير المقتدرين على زارعة كلى على نفقتهم في المستشفيات الخاصة ، في هذا السياق يوضح رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء إن اثار العدوان على القطاع الصحي كانت كبيرة جدا وأن زراعة الكلى في ظلها كانت محفوفة بمخاطر الفشل يقول ابو طالب “أربع سنوات من المعاناة على مستوى العلاج البسيط لم نجد ه ، معاناة شديدة .. زراعة الكلى كان من السهل أننا نزرع كلى لكن ما بعد زراعة الكلى؟؟ لم يكن هناك ادوية ما بعد زراعة الكلى التي تهبط ا لمناعة وإلا فشل ذريع ستحصل .. فشل ذريع.. عندما نزرع كلى اليوم بكرة بعد بكرة لا يوجد أدوية تهبط ا لمناعة وتحافظ على الكلى المتبرع بها ستموت الكلى حتماً ..وستزداد معاناة المرضى “.
وثق هذا التحقيق أن أكبر منظمة أممية تعنى بالصحة جمعت بين تجاهل تأمين زراعة الكلى وبين توفير إمدادات مميتة لزارعي الكلى كما يؤكد رئيس جمعية الرحمة لزارعي الكلى ورعاية مرضى الفشل الكلوي ” منظمة الصحة العالمية في 2018 جابت مرتين من ادويتنا لكن رديئة ولم تستخدم من قبل وحصل للمرضى مضاعفات “..
الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية : صنف
السكلسبورين الممنوح أمميا فش