بيان بشأن الجسر الجوي الطبي

تتابع وزارة الصحة العامة والسكان ما تقوم به الأمم المتحدة عبر منظمة الصحة العالمية من التزامات وتعهدات بخصوص تسيير رحلات الجسر الطبي، والتي كان من المقرر ان تبدأ يوم غدا الاثنين بتاريخ 3 فبراير 2020مـ لعدد 30 مريض مع مرافقيهم حسب ما كان متفق عليه غير اننا تفاجئنا بخطاب يصلنا من قبلها يوم السبت 1 فبراير بإحداث تغييرات في ترتيبات الجسر الطبي وآليات نقل المرضى ، حيث أفادت بإن نظام النقل سيكون عبر طائرة اممية صغيرة تتسع لعدد 7 مرضى فقط مع مرافقيهم في الرحلة الواحدة هو الامر الذي يخالف بشكل كلي المتطلبات الضرورية لحالات الإخلاء الطبي وفق الاعتبارات التالية :

1- تقتضي إجراءات الاخلاء الطبي ان تتوفر في الطائرة المساحة اللازمة لنقل المرضى مع مرافقيهم في مساحة كافية تحسباً ان تكون حالة المريض الصحية تتطلب النقل في وضعية الرقود (على سرير بدل مقعد) كما تتطلب بعض الحالات وجود تجهيزات خاصة ضرورية مع المرضى في الطائرة وهي بدورها تتطلب طائرة توافق معايير الاخلاء الطبي وتوفر المساحة اللازمة لما سبق ذكرة وليس عبر طائرات صغيره اشبه ما تكون بطائرات الشحن .

2- عدد المسجلين في قوائم الجسر الجوي الطبي حوالي (32 ألف مريض) مصابون بأمراض خطيرة ويحتاجون لتدخلات علاجية وجراحية سريعة كجراحة القلب وزراعة كلى وغيرها ,  وبطريقة الأمم المتحدة التي تطلب نقل 7 مرضى من أصل 32 ألف فهذا الأمر حكم بالإعدام للكثير منهم.

3- ليس من المعلوم ماهي الأسباب التي تدفع الأمم المتحدة لإجراء تغيير مفاجئ على ترتيبات الجسر الطبي بطائرات اممية محدودة المساحة في حين أن الناقل الوطني للجمهورية اليمنية (طيران اليمنية ) أو غيرها من شركات الطيران التجارية المنتشرة حول العالم يمكن ان توفر الطائرات المطابقة للمعايير وتقوم بتسيير الرحلات وفق المعايير الطبية المتعارف عليها وهذا في حال كان المبرر عدم توفر طائرات نقل كبيرة تابعة للأمم المتحدة.

4- نذكر ونؤكد بانه وباعتراف الأمم المتحدة ودول العدوان على بلادنا فأن كل الأسماء المسجلة في الجسر الطبي ووفق التقارير الطبية المعتمدة لدي الجهات المختصة والمنظمات الأممية الشريكة في تسيير هذه الرحلات هي حالات مرضية تحتاج إلى الاخلاء الطبي بشكل عاجل وتلقيهم للرعاية الطبية حق انساني مجمعٌ عليه , لذا فإن منع وتأخير وحصار اليمنيين عن حقهم الإنساني في الحصول على الرعاية الطبية هو جريمةٌ بكل الاعتبارات القانونية والإنسانية ولا يخضع هذا الامر لأي بُعد سياسي ومن واجب ومسؤولية الأمم المتحدة ان تلتزم بتنفيذ مبادئها الانسانية والتزاماتها بمساعدة شعبنا اليمني بالحصول على الرعاية الطبية لا ان تتحول إلى شريك متواطئ مع العدو في قتل هذه الانفس من خلال حرمانها من حقها في العلاج واستمرار حصار المرضى واستمرار اغلاق مطار صنعاء الدولي دون حق او مبرر قانوني.

5- اننا في وزارة الصحة نحمل دول تحالف العدوان كافة ومنظمة الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة على  حياة كل انسان يمني فُقدت وتُفقد في كل يوم بسبب الحصار وعدم توفر الرعاية الطبية للحالات المرضية الحرجة التي تتطلب سفر خارج البلاد بسبب نقص التجهيزات الطبية والإمدادات الدوائية المنقذة للحياة بسبب الحصار .

6- اننا في وزارة الصحة نؤكد اننا قمنا بالالتزام بكافة متطلبات وشروط تنفيذ الجسر الطبي من قبل الأمم المتحدة كما تغاضينا عن الكثير من العقبات والاشتراطات غير المبررة استشعاراً لأهمية تسهيل اسعاف المرضى من أبناء الشعب وإنقاذ حياتهم قبل أي اعتبار.

7- اننا في وزارة الصحة نؤكد ان عدد اليمنيين المسجلين في قوائم الحاجة العاجلة إلى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج ضمن الجسر الطبي هو (32 ) ألف مريض وهذه الحالات يمكن ان يغير يوم واحد في فرص علاجهم وأسباب نجاتهم ولهذا فأن كل يوم تأخير لإسعاف المرضى يعتبر جريمة قتل متعمد للعشرات منهم.

8-اننا في وزارة الصحة نناشد العالم اجمع والدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لإنقاذ آلاف المرضى اليمنيين الذين حياتهم تعتمد بشكل أساسي على السفر لتلقي الرعاية الطبية.

9-اننا في وزارة الصحة ندعو الأمم المتحدة للإيفاء بالتزاماتها وسرعة تسيير رحلات الجسر الطبي بما يتوافق مع المعايير المعتمدة ودون أي تأخير ونحملهم المسؤولية القانونية والأخلاقية لكل تداعيات وعواقب نتيجة أي تأخير، ونؤكد انفتاحنا وترحيبنا لبحث كل الخيارات وتسهيل كل العوائق المنطقية والضرورية للأمم المتحدة لضمان تسيير رحلات الجسر الطبي في موعده دون تأخير.

10- اننا في وزارة الصحة نناشد أبناء شعبنا والوسائل الإعلامية المحلية والخارجية والمنظمات المحلية والدولية لرفع الصوت والمطالبة بفك الحصار عن هذا الشعب المظلوم والمفروض عليه بشكل غير قانوني وبما يعارض كل المبادئ والأعراف الإنسانية والتضامن معه حتى السماح بإخلاء الحالات الإنسانية الصحية الحرجة و بشكل عاجل وفك الحصار عنه بشكل كامل.

صادر عن وزارة الصحة وزارة الصحة العامة والسكان – الجمهورية اليمنية بتاريخ 2 / فبراير/ 2020م

مقالات ذات صلة