
الشيخ نعيم قاسم في كلمة بذكرى البيجر: الكيان الصهيوني سيسقط لأنه احتلال وظلم وإجرام
متابعات | تهامة نيوز: اعتبر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، جرحى البيجر أعظم مقاومة وحجة على العلماء والمسلمين في كل العالم.
جاء ذلك عصر اليوم، في كلمة مقتضبة ألقاها في الذكرى الأولى لجريمة البيجر الغادرة، مؤكداً أن جرحاها هم “رواد البصيرة ومفتاح الأمل وعشق الحياة الأبدية في طاعة الله تعالى”.
وخاطبهم الشيخ قاسم بقوله: “أيها الجرحى، أنتم النور الذي نرى من خلاله سلامة الطريق، وأنتم الحياة التي تعطي النبض الحقيقي للاستمرار”.
وأضاف: “أنتم الآن المعلمون والمربون وهداة الطريق لأنكم أعطيتم وأنتم مستمرون في العطاء”.
ولفت إلى أن هناك “ثلاثة أمور أساسية أراها تتمثل بكم وبحياتكم، ومنها التعافي، فأنتم تتعافون من الجراح وتتغلبون عليها، وهذا هو الأهم”.
وأكد أن جرحى البيجر “في حالة نهوض مع كل الأمل بالمستقبل والنهوض مع سلامة الطريق”.
ولفت إلى أن العدو أراد أن يخرجهم من المعركة، لكنهم دخلوا إليها بقوة أكبر ونشاط أعظم.
وفي ختام كلمته، نوّه الشيخ نعيم قاسم إلى أن “الكيان الصهيوني سيسقط لأنه احتلال وظلم وإجرام وعدوان”.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جرحى البيجر، رواد البصيرة ومفتاح الأمل، وعشق الحياة الأبدية في طاعة الله تعالى،
أيها الجرحى، أنتم النور الذي نرى من خلاله سلامة الطريق، وأنتم الحياة التي تعطي النبض الحقيقي للاستمرار.
ماذا أقول لكم؟ وأنتم الآن المعلمون والمربّون وهداة الطريق، لأنكم أعطيتم وأنتم مستمرون في العطاء.
قال تعالى: ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ، وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ، وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
جزاكم الله تعالى خيرًا عن الإسلام والمسلمين.
ثلاثة أمور أساسية أرى أنها تتمثل بكم وبحياتكم:
أولًا: التعافي.
أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح، وهذا هو الأهم.
تقتدون بأبي الفضل العباس، سلام الله تعالى عليه، حامل العشيرة. أنتم أمام امتحان واختبار، ونجحتم في هذا الامتحان، وكنتم مصداق قوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ، إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾.
الأمر الثاني: النهوض.
أنتم في حالة نهوض، النهوض مع كل الأمل بالمستقبل، النهوض مع سلامة الطريق.
أنا سمعتكم ورأيتكم، رأيت كيف تتحدثون، وكيف تبعثون الأمل في الحياة، كيف الطريق واضحة تمامًا أمامكم.
تطبقون ما قاله أمير المؤمنين علي عليه السلام: “وإن معي لبصيرتي، ما لَبَستُ ولا لُبس عليّ”.
أي: ليست عندي حالة أكون فيها محتارًا وضائعًا، أو يُضيعونني، لا.
البصيرة التي ترون من خلالها، أنتم تسيرون ببصيرتكم، وهذا أعظم من البصر، لأن البصيرة هداية الداخل إلى الخارج، أما البصر فهو رؤية الخارج بمعزل عن الداخل.
عوّضكم الله تعالى بهذه البصيرة العظيمة.
ثالثًا: الاستمرارية.
وهنا المهم: ماذا أراد العدو الإسرائيلي – لعنة الله تعالى عليه –؟
أراد أن يبطل قدرتكم، أراد أن يخرجكم من المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر.
بعضكم يريد أن يُكمل الدراسة الجامعية، وبعضكم يريد أن يفتح مشغلًا، وبعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، وأحدكم يريد أن يرقّي وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع الإعلامي.
مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك إبداعات أنتم تقدّمونها الآن.
أنا أشجعكم وأقول لكم: استمروا.
لا تظن أن ما تفعله أنت أيها الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو كبير؛ لأن قيمته مع جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهًا من دون هذه الجراحات.
لأنه هنا يوجد روح، يوجد نور، يوجد عطاء، يوجد جهاد، يوجد تقديم إلى الأمام.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
“من جُرح في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك، ولونه لون الزعفران، عليه طابع الشهداء. ومن سأل الله الشهادة مخلصًا، أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه.”
أختم لأقول:
أنتم مع أكمل رسالة، رسالة الإسلام.
أنتم مع محمد وآل محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أنتم مع الولاية، مع الإمام الخميني قدّس الله روحه الشريفة، ومع الإمام القائد الخامنئي دام ظله.
أنتم تتطلعون إلى راية الإمام المهدي، عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
أنتم على درب أسْمى الشهداء وأعظم الشهداء، سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه،
والقادة الشهداء، وكل المجاهدين الشهداء، والمجاهدات الشهيدات، وكل الناس والأطفال والعطاءات.
أنتم أعظم مقاومة، وهي حجة على العلماء على مستوى العالم، كما قال الإمام الخميني، قدّس الله روحه الشريفة: “أنتم الأعلون.”
واعلموا أن (إسرائيل) ستسقط، لأنها احتلال وظلم وإجرام وعدوان،
ولأن المقاومين يواجهونها حتى التحرير، على طريق إحدى الحسنيين، وهذا ربح دائم.
حيّاكم الله يا جرحى البيجر وجرحى اللاسلكي، وكل الجرحى الذين قدّموا في هذه المسيرة العظيمة.
والنصر لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.