خِذلان “عربي” يجيز الاستباحة وتحَرّك يمني يفرض المعادلة

✍عدنان ناصر الشامي

اليمن يخوض معركة الدفاع عن الأُمَّــة في خندق المصير الجماعي: عودوا إلى ضميركم وعروبتكم، ولا تنجرّوا وراء مخطّطات العدوّ الصهيوني، فكل من ينجرّ وراء مخطّطاته لن يحصُدَ إلا الهلاك.

كنا ننتظر من قمة العرب أن تصدر حتى أدنى موقف، وهو الصمت وعدم التعاون مع العدوّ في تنفيذ مخطّطاته على اليمن وغزة، حَيثُ كنا نعتبر ذلك موقفًا عظيمًا وشجاعا يُقدَّم.

لكن للأسف، لم يتركوا اليمنَ وغزة ومحور المقاومة وشأنَها، بل هناك توجّـهٌ لتنفيذ خطط عدوانية وشيطانية ضد اليمن ومحور المقاومة، تتحَرّك نيابة عن العدوّ لضرب الأُمَّــة من الداخل وتقديمها للعدو الصهيوني على طبق من ذهب.

وقد منحوا في قمتهم الأخيرة الضوء الأخضر للعدو لاجتياح غزة وإبادتها، وتشجيعه لتوسيع معادلة الاستباحة في المنطقة، مع تنفيذ اعتداءات قادمة في عدة دول عربية مطبعة وغيرها.

وقد وضعوا خططًا وتحَرّكاتٍ خبيثة في عدة مسارات لتكون مِعوَلَ هدم لهذه الأُمَّــة، تحت عناوينَ سياسية مخادعة، واتِّخاذ إجراءات عملية تهدف إلى القضاء على كُـلّ صوت حر ومقاوم في الساحة الإسلامية، بالإضافة إلى تنسيق استخباراتي مع العدوّ، وتشكيل غرفة مشتركة لتنفيذ خطط خبيثة تضرب الجبهة الداخلية وتفككها في اليمن ولبنان والمحور المقاوم، وتشعل حربًا داخلية شاملة، وتحريك أدواتهم القذرة سواء على المستوى العسكري أَو عبر خلاياهم النائمة في الداخل بكل أنواعها.

وفيما يخص حزب الله في لبنان، يسعَون لإضعاف بيئته وضغط عليه من النظام اللبناني لنزع سلاحه، كما سيكون هناك تحَرّك من التكفيريين في سوريا لخوض الحرب مباشرة وخنق حزب الله من كُـلّ الجهات.

أما فيما يخص مقاومة غزة، فتسعى قيادة بعض العرب، بقيادة السعوديّة، إلى نزع سلاح حماس وتسليمه لسلطة خاضعة للكيان الصهيوني تحت مسمى “حل الدولتين”؛ بهَدفِ إنهاء القضية الفلسطينية وتثبيت الكيان الغاصب على الأرض.

ثم يسعون لتوسيع معادلة الاستباحة لتشمل المنطقة بأكملها.. يقدمون غزة للذبح، ثم شعوبهم، ثم أنفسهم… كُـلّ ذلك تحت سطوة الخيانة والتواطؤ.

وبخصوص اليمن، حاولت أمريكا إجبار السعوديّة عدة مرات على التدخل في الحرب على اليمن لإضعاف موقفه تجاه غزة، وإشغاله عن مساندتها..

إلا أن آل سعود رفضوا، مع أنهم ما يزالون يعملون بكل ما لديهم من قوة من تحت الطاولة بتنفيذ خطط عدوانية ضد اليمن وطعنه في الظهر..

اليوم دفعتهم أمريكا تحتَ ذريعة “قيادة تحالف حماية البحر الأحمر” لضمان أمن الملاحة الدولية من كُـلّ الأطراف المتنازعة، معتبرة أن الحصار الذي فرضه اليمن ضد (إسرائيل) وداعميها لا يجوزُ استخدامُه في الحرب، وأن من يخالف ذلك يهدّد أمن الملاحة الدولية ويجر المنطقة إلى حرب متهالكة.

 والهدف من ذلك هو إنقاذ (إسرائيل) ورفع الحصار عنها، وإبعاد اليد اليمنية عن عنق (إسرائيل)، وإظهار اليمن كمصدر تهديد دوليًّا، وحشد الدول ضدها.

لكن هذا الهدف فاشل؛ والعالم يعلم أن اليمن هو الضامن الوحيد لأمن الملاحة الدولية، ولن يفرض الردع إلا على العدوّ الصهيوني ومن يرتبط به.

وكما هو واضح وصريح، كُـلّ من يتورط مع العدوّ سيصبح تحت نيران القوات المسلحة اليمنية.

وبهذا، قد نجح العدوّ الأمريكي والصهيوني في جر السعوديّة وأدواتها إلى مربع الموت، مقدمًا إياها كبش فداء لإنقاذ كيان الاحتلال والإبادة والاستباحة من قبضة الموت على يد اليمن.

اليمن لن يتركَ العدوّ الصهيوني حتى وقف الإبادة والحصار على غزة، ورفع المظلومية عن مجاهدي غزة، وحتى تحرير فلسطين.

اليمن اليوم يخوض معركة الدفاع عن الأُمَّــة في خندق المصير، وكل من ينجر وراء مخطّطاته لن يحصد إلا الهلاك.

نقول لكم، بخطاب العروبة والأصالة: عودوا إلى ضميركم وعروبتكم، ولا تنجرّوا وراء مخطّطات العدوّ الصهيوني.

لا تظنوا أنكم في مأمن.. أنتم جزء من الفريسة، ولن يمر فعلكم دون حساب.

وإن أصررتم، فاعلموا أن العدوّ يسوقكم إلى مربع الموت لتكونوا كبش فداء لمشروعه الدموي.

ستلقون بأس الله ونقمته على أيدي شعبنا اليمني العظيم، وأنتم ومرتزِقتكم وكل من يقف في صفكم ستسقطون في مزابل التاريخ.

والله غالب على أمره.

ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

ومكر أُولئك يبور.

مقالات ذات صلة