من صور الخداع العالمي
بقلم الكاتب / أبو كميل
من هذه الصور هو ان الإعلام العالمي والنشاط السياسي على مستوى العالم يصوّر الحضارة الغربية على أنها حضارة تريد الخير للبشرية وأن أمريكا التي يسمونها راعية السلام تريد تحريرننا من الإرهاب وتقدّم لنا المساعدات وتبني المدارس وتحررنا من حكامنا الظلمة حتى اصبح الكثير من الناس يتعقد أن أمريكا صديقة وأن لها حق في رسم سياستنا والتدخل في شؤوننا الداخلية واستشارتها وأخذ رايها بالحسبان كما يحدث الآن في اليمن فهي المخططة والمهيمنة عن طريق سفير يهودي !!
لكن لو كانت ثقافتنا قرآنية لانتبهنا واتبعنا القواعد السياسية المستوحاه من القرآن وأول قاعدة قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) وصفهم الله بأنهم أعداء وليسوا أصدقاء والعدو لا يريد لك خير تعامل معه بحذر وليس بثقة وركون ، فالإعلام الرسمي والإعلام التابع لبعض الأحزاب في طرحهم يقدّمون أمريكا أنها تريد الخير لليمن والله يقول ( ما يود الذين كفروا أن ينزل عليكم من خير من ربكم )
ومن صور الخداع الأخرى : عدم فهمنا للدين وحملته الصادقين وتأملوا في هذا المثال جيداً << عند غزوالإتحاد السوفيتي لأفغانستان كيف اندفع الناس للجهاد وظهر مشائخ يدعون للجهاد وبقوة ظهور ونشاط خاصة في الخليج والسعودية وتشجيع منهما لأنه هكذا أرادة أمريكا ورضيت …. لكن عندما دار الزمن دورته واحتلت أمريكا نفسها أفغانستان هل بقي أولئك الدعاة على موقفهم الثابت …اليس كله جهاد ونفس العدو فلماذا خفضت الأصوات فلا تسمع إلا همسا ؟ أين الدعوة للجهاد من ذلك التيار الديني ولماذا سكت أمام أمريكا وانزوا متقوقعاً ؟ ذلك لإنه تيار متأثر بالتوجه الأمريكي ومصنوع بواسطة الإدارة السعودية ثم القطرية وهما أكبر أدوات الصهيونية في منطقتنا في العصر الحالي ،وهو نفس التيار الذي يستخدمونه الآن ويصدرونه إلى سوريا لتنفيذ المخطط اليهودي الأمريكي ضدها ، وهو نفس التيار الذي يقف في وجه حزب الله إعلامياً ويشوّه إنتصاراته العظيمة تحت مبرر طائفي قذر ، وهو نفس التيار الذي يختلق له عدو وهمي (إيران ) ويترك العدو الحقيقي ولا يجرأوا على ذكره واطّلعوا على إعلامهم وادبياتهم لتعرفوا ذلك ، بل إن هذا التيار في اليمن لم يجرأ أن يصدر فتوى أو يسجل موقف ضد أمريكا في اليمن وقد قتلت مئات الأشخاص اليمنيين بطائراتها ، تصوّر عندما يأتي أمريكي (يهودي ) ليقتل أبناء بلدك ولا تستطيع أن تعلن وتصرخ أن ذلك جريمة يعاقب فاعلها ويُجاهد !! فأي تدين هذا ؟ لكنهم على المستضعفين ( حرب صعدة + الجنوب ) أصدروا فتاواهم بكل وقاحة وظهور وهذا سلوك منحرف غير منصف ولا شجاع يدل على مفاهيم خاطئة تلبست بالدين
فعندما تبحث في التيارات الدينية في العالم سترى عدة شخصيات تلفت نظرك منها السيد حسين بدر الدين الحوثي فهو من فهم أمريكا وخطورتها وبعد أحداث 11سبتمبر مباشرة لم تجرأ دولة ولامؤسسة ولا عالم ولا أي شخصية على إظهار موقف معادي وصريح من أمريكا غير هذه الشخصية الحديدية الفذة حيث تبنى منهجية العداء لأمريكا وأطلق شعار شهير بهدف بناء أمة معادية لأمريكا
إن الذي يقدم على مثل هذه الخطوة في ظل هذه الظروف المرعبة في ذلك الوقت لابد أن يكون رجل صادق التدين لا يخاف في الله لومة لائم ،،، فعلى اليمنيين أن يحذروا ألا يقعوا في المؤامرة الذكية التي حبكها الإعلام الغربي المتصهين وأدواته في المنطقة (العربية – الجزيرة – صفا – سهيل ………… )