الشيطان في عصابة المجرمين

[ 24_8_2015م]

بقلم الكاتب / ابو كميل

حتى نصل إلى الحقيقة وسط هذا الكم الهائل من المؤامرات وصناعة الكلام والدجل السياسي والتضليل الإعلامي بواسطة (الفضائيات وشبكات الإنترنت والتلفزة والإذاعات والصحف ….الخ ) لا بد أن نكون صريحين متحرين للحقيقة بحياد مطلق نناقش دلالة كل حدث بالإنصاف ، لا بالولاءات الحزبية والمذهبية أو ولاء آخر غير الولاء لله وللحق وسنجد ومن خلال القواعد السياسية المستوحاة من القرآن الكريم أن اليد التي يمكن أن تضغط على زناد المدفع فتنطلق منه قذيفة تدك بنيانا شامخا ، والتي يمكن أن تحرك مفتاحا فينبعث منه صاروخا يروع ويقتل آلافا من الناس ، والتي يمكن أن تغمز زرا في آلة فتندفع منها قنبلة ذرية أو هيدروجينية فتدك مدينة وتقتل شعبا وتقوض حضارة ، والتي يمكن أن تخط أمرا إلى جيش فيتوجه إلى حرب طاحنة ، نرى أن ومن خلال هذه السياسة القرآنية أن هذه اليد التي يمكن أن تفعل كل ذلك يتحكم بها ويوجه حركاتها نفس صاحبها التي تسيطر عليها أفكار مهيمنة ومصالح شخصية وهذه هي نفسية اليهود وأفكارهم الخبيثة والهدامة الذين هم بمثابة الشيطان في عصابة المجرمين ، فكما عمل اليهود منذ القرن الأول الميلادي في محاولة منهم على إفساد الرسالة الإلهية التي أنزلها الله على عيسى عليه السلام من خلال التلاعب بأصولها وأحكامها فقد عملوا منذ القرن الأول الهجري محاولة منهم على إفساد الإسلام وأظهروا له العداء الشديد لكنهم لم يظفروا بالتلاعب به
فالأحداث التي يشهدها عالمنا الإسلامي منذ القرون الأولى هي أحداث وراءها أصابع مكر يهودية تحرك الفتن والصراعات وتؤجج نيرانها والمستفيد منها فقط هم اليهود، لأن مشكلة اليهود نفسية قائمة على اعتبار أنفسهم شعب الله المختار وأنهم أبناء الله وأحباؤه وأنهم جبلة خاصة تمتاز على سائر أمم الأرض وأن سائر أمم الأرض بالنسبة لهم بمنزلة البهائم التي ينبغي أن تكون مسخرة لهم  ، لذلك فلا حرج عندهم أن يسلبوا بقية أمم الأرض أموالهم بأية وسيلة ، ولا حرج عندهم أن يفتكوا بالشعوب ويفسدوا أخلاقها وأوضاعها فدماء الأمم مهدورة في نظرهم وهم يحقدون على سائر الأمم والشعوب وبالذات المسلمين لأنهم لا يعترفون لهم بهذا الذي يرونه حقا لأنفسهم ، لذلك نرى أن أبسط وسيلة لفهم ما يجري في عالمنا الحاضر هو دراسة أحداث التاريخ على ضوء القرآن الكريم الذي قدم تقارير ودراسات كافية عن من يقف وراء الصراع البشري ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا …..) وأخبرنا أيضا حتى نفسياتهم وشرح واقعهم ، وأحد كبار اليهود يعترف بأنهم أعداء الإنسانية وبمقولته الشهيرة التي قالها (نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن فيه وجلاديه )(أوسكار ليفي ) ،فقبل أن نطرح بعض جرائمهم وفسادهم سنطرح أولا عن كيف واقعهم سابقا ولنقف قليلا ونقلب صفحات التاريخ اليهودي وسنجد في صفحاته أنهم في عصر الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله كانوا مشتتين لم يكن لهم كيان يجمعهم كانوا في حالة مذلة ومهينة مفرقين في العالم ( وقطعناهم في الأرض أمما ….) شتت الله شملهم وفرقهم في العالم جماعات مفرقة وموزعة ، ثم هم في كل دولة يعيشون فيها في وضع مهين ومذل صاغرين ليس لهم أمر ولا نهي ولا نفوذ هكذا كان واقعهم يعني أن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله لم يرحل من الحياة إلا وقد قهر اليهود لم يكن يبقى لهم من كيان أو وجود قوي نهائيا هزمهم وقهرهم وقتلهم وطردهم من جزيرة العرب وإن كان بقي منهم البعض بقيوا  خاضعين دافعين للجزية وفي وضعية مذلة ومهينة ليس لهم أي قوة ولا أي تأثير ولا يشكلون أي رقم ولا أي خطورة على المجتمع الإسلامي ، لم يرحل الرسول من الحياة إلا وقد هيأ للمسلمين وضعا يمكنهم من السيطرة على العالم بكله وتهاوت أمام المسلمين كل قوى العالم آنذاك وكان بإمكان المسلمين الذين أسقطوا الفرس وأسقطوا الروم وبنوا إمبراطورية كبيرة أن يبنوا واقعا مختلفا على الأرض قائما على أساس قيم الإسلام
لكن ما الذي حدث ؟ أقصي القرآن وتركت تعاليمه إلا الشئيئ اليسير بقايا من الإسلام بقيت قائمة كمظاهر وهيمن على الأمة الطغاة والمستكبرين والمفسدين وبنوها بناء مختلفا على عكس ما يريده القرآن – بناء مهترئ وهش وضعيف قابل للانهيار والسقوط أمام التحرك اليهودي ولنا أن نتساءل ، كيف بدأ التحرك اليهودي ؟ وكيف تحول اليهود إلى كيان يذل الأمة الإسلامية بكلها ويتحداها بكلها ؟ ويغتصب ما هو من مقدساتها ويذل شعبا من شعوب هذه الأمة الإسلامية ويظلمه ويقهره ثم هو يتآمر على بقية الأمة الإسلامية ؟
ما الذي حدث ليتحول اليهود إلى كيان له قوة ضاربة وقوة عسكرية يتحدى أمة الإسلام بكلها ؟ وهم ليسوا إلا حفنة صغيرة من اليهود ليسوا بمستوى عدد الأمة المسلمة ، لن نجد من سبب غير الإنحطاط وتدني الروحية العملية لدى المسلمين وقلة الوعي والبعد عن تعاليم وسياسة القرآن الكريم والإبتعاد عن الاهتمام بالقضايا العظيمة والمهمة وكذلك نسيان المسلمين مسؤوليتهم أنهم أمة لديها تراث مهم  وعليها مسؤولية كبيرة أن تكون أمة عظيمة عزيزة وقوية ، لكن عندما ندرس الواقع المعاصر نجد أن كل الأمم أو كل فئات الأرض ( اليهود – النصارى – الوثنيين – عباد الشمس والحجر والأصنام – حتى عباد البقر ) ستجد أنهم أكثر إهتماما وجدا وحرصا على قضاياهم الكبرى أن يبنوا أنفسهم أمما قوية لا تقهر ولا يتمكن الآخرون من السيطرة عليها ن ولنعد إلى بداية التحرك اليهودي كيف أنهم بدأوا يتحركون بنفسيات تحمل إهتمام كبير – رأوا واقعا مهيأ فبدأ اليهود من داخل حتى العالم الإسلامي  نفسه ومن خارج العالم الإسلامي لأنهم وجدوا أن الواقع مهيأ لهم أن يبنى لهم كيانا في قلب هذه الأمة وفي منطقة من مناطق هذه الأمة وبدأوا يتحركوا مجاميع إلى فلسطين ويسافرون إليها ، هاجروا إلى فلسطين من مناطق متعددة من بينها المناطق العربية وكذلك مناطق غير عربية وبدأوا بإهتمام كبير جدا بتوفير اللازم كل يهودي لم يذهب إلى هناك يشكل كيانا يقاتل ويفرض واقع مختلف ، عنده إهتمام بأن يرسل الأموال إلى هناك كل أسرة يهودية عندها إهتمام بذلك وتحركوا هكذا ، يهود سافروا من اليمن والعراق والمغرب ومن أوروبا وأمريكا ، كانوا مشتتين في العالم ليس لهم كيان ولا وجود فكانت فلسكين نقطة التجمع لهم سافروا إليها ويجتمعون هناك ويشكلون عصابات كل مجاميع تشكل لهم عصابة معينة وبدأوا بالتعلم على السلاح ثم بدأوا بمهاجمة أهالي فلسطين قرية قرية ومدينة مدينة وتحركت العصابات اليهودية إلى مستوى أن كانت بعض العصابات تتحرك لمهاجمة بعض القرى الفلسطينية بالسكاكين والفؤوس ثم يصلون إلى القرية ويسيطرون عليها فلا يتحرك الفلسطينيون لمواجهتهم بأي شيئ فقط يستسلمون فيقومون بقتلهم بطريقة بشعة ومخيفة مجازر كبيرة بهذا الشكل بالفؤوس والسكاكين وبعدها بدأوا يشتروا السلاح لأنفسهم والمتفجرات والكلاشن كوف وهاجموا القرى والمدن الفلسطينية
إستمر اليهود في الدفع بالرجال والنساء والأطفال إلى هناك إلى فلسطين هاجر من اليمن أكثر من (  30000)يهودي إلى فلسطين وكذلك هاجر من بعض الدول العربية (500000)يهودي إلى فلسطين وهكذا تجمعوا لجثموا على تلك المنطقة العربية – ليهيئوا لهم فيها كيانا قويا يتحرك لضرب بقية الأمة لأن لديهم طموح على السيطرة الكاملة على العالم إنما يريدون من فلسطين قاعدة يتحركون منها لحكم العالم وليكونوا هم الجهة المؤثرة والمتحكمة بالواقع العام للعالم داخل المسلمين وخارج المسلمين ، وهكذا كان بداية التحرك اليهودي وسنتطرق في المقالات القادمة عن التاريخ الأسود لليهود وجرائمهم في العالم .

…………………#تهامة_نيوز

مقالات ذات صلة