مكابرة سعودية في إستمرار قتل اليمنيين وحصارهم وقصف المستشفيات والمدارس.. والنتيجة نفسها تتكرر

بقلم/مروان حليصي

أي جرم ارتكبه الشعب اليمني ليعاقب بمجازر يومية تحصد العديد من ابناءه منذ عاميين ،وأي فعل مشين فعله أضر بالأخرين أباح لهم إرتكاب جرائم إبادة ضد ابناءه ، وأي جريرة ارتكبها زعزعت الأمن والسلام الإقليميين والدوليين لتجعل ثلث العالم يشارك في الحرب عليه وقتل ابناء والبقية يتابعون عمليات قتله المتواصله وكأن الأمر لا يعنيهم ، وبأي ذنب تُدمر البنية التحتية لشعب ظل يبنيها لعقود من الزمن ويفاخر بها بين الأمم كل عام ، وبأي حق تقصف المنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والشركات وتدمر الجسور والصالات والقاعات وتستهدف خزانات المياه وغيرهما ،وأي شرعية تلك التي يتشدقون بها اضحت أهم من حياة شعب برمته إزهقت ارواح الألاف من ابناءه صواريخ طائرات العدوان وقنابلها الذكية وحولت إجسادهم إلى أشلاء متفحمة،وأي شرعية يدعونها التي تكون هي أهم وأغلى من أنهار من الدماء اليمنية التي تسفك يوميآ جراء العدوان ، وماذا وكيف ستحكم شرعيتهم تلك بعد ان اصبح 90 % من الشعب بحاجة للمساعدات ، وامتدت معاناته مع كل مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومياه صرف صحي وطرق ومدارس ومستشفيات وكل شي جراء العدوان ،  ومن أي مكان ستُقاد البلاد ومعظم مؤسسات البلاد ومبانيها الحكومية تعرضت للتدمير والقصف ، وأي شعب ذلك الذي سينتظر لشرعية منتهية شاركت مع الامريكي والصهيوني والمكسيكي والكولومبي والسوداني والاماراتي وعديد من الجنسيات الأخرى في قتله أن تآتي في النهاية لكي تحكمه ويأتمر بأوامرها وتوجيهاتها ،  وهل الإصرار السعودي على عودة شرعية هادي المنتهية ناتج عن حب وعشق السعودية للشرعية واصحابها او لإيمانها بالقانون والمنطق والحقوق وهي من تكفي كلمة تنتقد فيها حكامها الزج بك في سجونها لأيام وأشهر و أكثر.
وإفتراضآ لو كان هادي مازال رئيسآ شرعيآ كما يوهمه قادة العدوان …فهل على يده ستتحرر الأراضي المحتلة وسيعود بالقدس لأهله ، ام انه سيقود الشعب اليمني إلى مصافي الدول الإقتصادية العشر… فماذا عساه ان يقدم للشعب وهو الذي فشل طيلة فترة حكمه في إخراج البلاد من ازماتها ، بل انه فاقم منها، ووصلت عمليات الإغتيالات التي تطالت رجال الجيش والأمن والمخابرات إلى ارقام قياسية  في قلب العاصمة ، وفي عهده  إستفحلت المشاكل ودخلت البلاد في نفق مظلم جراء سياساته الفاشلة امنيآ واقتصاديآ وسياسيآ، وكم هي الأسئلة التي تجول في خاطرنا مع كل تحليق في سماء البلاد لطيران العدوان وصبه حمم صواريخه وقنابله الذكية على المدنيين في مختلف محافظات البلاد دون مبالاة بأرواح المدنيين ، ودون إكتراث لكل الدعوات والنداءات التي تطلقها الهيئات والمنظمات والجمعيات الإنسانية والحقوقية الدولية لوقف العدوان جراء إستفحال الوضع الإنساني سوءآ وتدهورآ مع استمرار الحصار الجائر المفروض برآ وبحرآ وجوآ  .
فلِما كل هذه المكابرة والعنجهية والعناد الذي تحافظ عليه قيادة النظام السعودي منذ بدءها وتحالفها العدوان على الشعب اليمني لطالما والنتيجة هي واحده منذ عامين وتتكرر فقط في كل الميادين والجبهات من حيث تعاظم خسائرها المادية والعسكرية وارتفاع أعداد الصرعى في صفوف مرتزقتها وكثرة اعداد الفارين منهم ،  وزيادة القتلى من جيشها ، وتعالي حصيلة الخسائر في عتادها ، وإتساع هزيمتها لتشمل كل المجالات- عسكريآ وسياسيآ واخلاقيآ ، وذلك على الرغم من ان بندقية الكلاشنكوف التي قاتل بها ابناء الجيش واللجان الشعبية منذ اليوم الأول للحرب هي نفسها والسلاح التقليدي الذي انتصرو به عليها وعلى تحالفها  من أول معركة هو نفسه ، ولم يتغير شي ،فلا طائرات ولا مطارات ولا دبابات فكل شي دمروه بغاراتهم ، ولم تعلن دولة ما طيلة العدوان عن تزويدها الجيش واللجان بالأسلحة الحديثة والمتطورة والفتاكة مقارنة بها ودول حلفها ، ولم يستجد شي سوى الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي يغنمها المقاتلون اليمنيون من المواقع السعودية بعد مصرع وفرار الجيش السعودي او تلك التي يغنموها في جبهات الداخل ، وباستثناء الصواريخ المصنوعة والمطورة بإيادي يمنية ،  وهي كل ما تغير ؛  إلا ان النتيجة تظل هي نفسها تتكرر ولم يتحقق من أهداف عدوانهم شيء ومنذ أن كان العدوان في آوج قوته وإلى اليوم.
ولِما كل هذا الهدر المالي والإنفاق العسكري والتسليحي في حرب لن يتحقق لها من وراءها شيء سوى تقريب خطر التنظيمات الإرهابية إلى حدودها ، ولما كل هذه الجرائم التي ترتكبها طائراتها وتحالفها بحق المدنيين وحصدها للعشرات منهم بشكل يومي وهي تعلم بأنه كلما أوغلت في الدماء اليمنية كلما زاد عدد الناقمين والحاقدين عليها وزادت مجاميع المقاتلين الذين يلتحقون بالجبهات للقتال ضدها ومرتزقتها، وتحديدآ ممن فقدو ذويهم جراء الغارات او من ابناء القبائل الذين استجابو للنكف ورفدو الجبهات بقوافل المقاتلين ، فضلآ عن ارتفاع اعداد الجنود والمرتزقة الفارين من قوات هادي وإعلان بعضهم انضمامه للجيش واللجان الشعبية في اكثر من جبهه.
ولِما كل جرائمها الوحشية بحق اليمن الأرض والإنسان التي اثبت الأيام والشهور الماضية انها لم تشكل يوما ما عامل ردع او تخويف للشعب اليمني بقدر ما انها عززت اللحمة الداخلية وقوت من مناعة تحالف القوى الوطنية ضد تحالف العدوان ، ورفعت من مستوى الوعي الشعبي في التصدي للعدوان ومقارعة مرتزقته في الداخل ، سيما والشعب اليمني يدرك ويعي حجم المؤامرة التي تستهدفه وامنه ووحدته الوطنية والترابية من وراء هذا العدوان الذي مثل خروج الشرعية من البلاد حينذاك اكبر فرصة للنظام السعودي العميل للامريكان لشن عدوانه لتحقيق اهدافه الملبية لطموحات دولة الكيان الصهيوني وخدمة مشاريعها في المنطقة ،فهو-الشعب اليمني يعلم جيدآ بأن البديل لمشروع الصمود والمقاومة ضد الغزاة والمحتلين الجدد لن يكون أقل من الوضع في ليبيا وسوريا والعراق مجتمعة، بل انه مزيج من أسوأ نتائج ما يطلق عليها ثورات الربيع العربي ، وأن مشروع دول الغزو والإحتلال قد تجلت ملامحه في عدن التي تعيش الفوضى الأمنية وانعدام والإستقرار مع اتساع دائرة نفوذ أدوات الإحتلال من الجماعات الإرهابية والتكفيرية في مديرياتها وكذلك نفس الحال تتجرعة بقية محافظات الجنوب الأخرى تحت حكم الحاكمين العسكريين السعودي والإماراتي.
والشعب اليمني مشاكله منذ البداية كانت بدرجة اساسية مع الفقر والإرهاب وكان بمقدور النظام السعودي المساعدة في حلهما وتجنيب البلاد ويلات الصراعات منذ العام 2011 ، إذا كان جادآ في مساعدة الشعب اليمني ؛ إلا انه لا يهمه حل مشاكل اليمن ولا يود الأمن والإستقرار لليمن أو إزدهار اقتصاده ، وهذا حقيقة  ، ويآتي في النهاية وبكل وقاحة واستخفاف يجر خلفه اكثر من خمسة عشر دوله لقتل ابناء الشعب اليمني واستهداف الحجر والبشر وتدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين ومنازلهم تحت يافطة مساعدة الشعب اليمني ، وكأن القتل  والخراب والتدمير اصبح نوع من المساعدة لدى النظام السعودي وقبلت بها الأمم المتحده، في  تزييف للحقائق ولعب بالمصطلحات و إفتراء واضح منه على الشعوب و المجتمع الدولي وعلى نبي الأمة محمد صلوات الله عليه وعلى أله الذى قال ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ))  وقبل ذلك على الله عز وجل الذي قال في محكم كتابه ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )، صدق الله العظيم.
فهل سترى أعيننا عما قريب من عقلاء أل سعود من يتصدون لجرائم حكامهم بحق اليمنيين وينهون هذا العدوان العبثي، ويوقفون نزيف الدم العربي المسؤول عن إستمراره بالدرجة الأولى حكامهم في اكثر من دولة عربية قبل فوات الأوان ، وقبل أن تحل عليهم لعنة السماء  المنتقمة لكل الضحايا وتجرف عروشهم ، وثقة اليمنيين هي بمن يمهل ولا يهمل ،سبحانه عز وجل ، والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة