الفراغ ومآسيه

تهامة نيوز8يوليو2019م

✍بقلم أم الصادق الشريف

الإنسان بطبيعته يحب اللهو والهوى حسب رغبات النفس ، ولكن من خلق هذا الإنسان هو أعلم بمصلحته ، وفي كثير من الآيات حث الخالق جل وعلا اكرم مخلوقاته (الإنسان) على التقوى ، ونهى عن اتباع الهوى فيما خرج عن حدود الله تعالى التي وضعها لمصلحة الإنسان.. والمسؤول الأول عن توجيه الإنسان صغيرا لما يريد خالقه ولما يوصله لدار السعادة الأبدية في الٱخرة ، بل حتى في الحياة الدنيا ، مسؤول أن يوجهه كيف يبني للدارين معا ذلك هو الأب والأم ، فقد كلف الله عز وجل الوالدين تكليفا شرعيا بأن يقوا انفسهم أولا ثم اهليهم النار ، ووصف تلك النار بأن وقودها الناس والحجارة ، وأن عليها حراس من جنود الملائكة الطائعين للخالق عز وجل، وصفهم بالغلاظ الشداد فلا أحد يمكن يفر أو يهرب فهم مكلفون بحراسة جهنم اجارنا الله من عذابها …
قال عز من قائل:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يؤمرون”.
ومن الأسباب التي تؤدي للنار هو الفراغ الذي له تأثير كبير في ضياع الأبناء بل حتى الكبار النساء والرجال ، وهذا مالا ينكره أحد وماجربه الكثير من العقلاء الذين يعلمون أن سبب الإفراط الزائد في القات والشيشة والسهر بدون ثمرة يسبب ضياع صلاة الفجر واستعجال المغرب ..وكل ذلك هو بسبب الفراغ ، بل وفي غير اليمن عند غير الملتزمين من الانحراف بالمخدرات ونحوها من المحرمات بسبب الفراغ واهمال الوالدين او احدهما ،
انغ على الٱباء تعليم الأبناء إذا لم يستشعروا قيمة الوقت ويبذلونه لعمارة الدارين فسيخسروا دنيا وٱخره ، وكما يعمل الوالدين لمستقبل الابناء بالدراسة جامعات وحتى سفر للخارج وجمع مايؤمن مستقبلهم بالدنيا الفانية الزائلة مهما طالت -والتي يؤجر من كف عياله عن السؤال وأمن لهم عيشهم بالحلال – لكن لا يغفل عن تأمين مستقبل حياة أبدية بنعيم ابدي اهماله يوصله الغى عذاب ابدي والعياذ بالله ، فاليستشعر الوالدين ذلك جيدا
وليعوا أن من أسباب تحصين الأبناء فلذات الأكباد من الانحراف ومما يسبب له ضياع الدنيا وعذاب الاخرة هو الفراغ والمال بلا تحمل مسؤولية كيف ينفق واين ومتى ..
نعم ان ملء الفراغ مهم في كل زمن فكيف بزمن الجوال والنت بكل مافيه من حرب هادفه لقصف ابناء المسلمين فهم يعلمون أن هدم دينهم هو هزيمتهم ، غزوا هادفا في البيت ، مع شغل الأم والابغ عن الأبناء والابن والابنة عن بعضهما ، ابنتك تُغزى وانت جنبها، ابنك يُغزى وهو قربك لأنك مشغول بالجوال واللابتوب والأصدقاء ووو .. والأم كذلك، فان لم تكن صديقا لاولادك وبناتك والأم كذلك وجدوا بديلا عبر الواتس وبالمدرسة والشارع و…
كن صديقا اعطه من وقتك واعط زوجتك من وقتك كن معهم حتى لا تضيع اسرتك، فكثير من الرجال علماء ومعلمون عوائلهم منحرفون بسبب أنه لايعطيهم من وقتهم، لا يبتسم لهم، لا يرونه قدوة بتعاملة في بيته فتنشأ عقدة من العلم والعلماء ، لأنه لا يجعل العيب في حامل العلم الغير عامل به ، بل يرى العيب في أهل العلم ، فلو كان العالم والمعلم كما اراد الله وكما وصفهم انه عز وجل بانه رفعهم درجات،..
نعم ان كل أب وأم يتمنوا صلاح وعز أولادهم لكن لايكون ذلك إلا بتربية بالصغر وقدوة عملية معهم بمراحل العمر، ولما يكبروا تكون لهم صديقا ليس ٱمرا او ناهيا فقط، ففي سن معين لا يقبل الامر والنهي انما نصح وارشاد كما تعامل صديقك ، وتربيتهم اوكلها الى اماكن تختار له فيها المعلم والزميل والصديق بدون امر، حبب اليه العلم والعلماء القدوة وليس المتغنون بالعلم وهم جهلاء بدينهم الاسلامي الحنيف خاتم الاديان الذي لو التزم به المسلمون لسادوا الامم باالعلم والتقدم والرخا :” وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا”. “ولو ان اهل القرى ٱمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء..”.
مهما كنت حريصا بالتربية اذغا ابناءك يعيشون فراغ العطلة الصيفية فانهم سينحرفون أخلاقياً خاصة مع وسائل سهولة الانحراف الأخلاقي الذي لا يحميهم منه إلا تقوى الله جل جلاله والتي يتعلمها في مدارس التعليم الصيفية لأنها مدارس لا يكون المعلم ملزم بالتدريس لهدف الراتب ، بل يستشعر المسؤولية في توعية جيل المستقبل ..
بهذا تكون قد ملاءت فراغهم بما ينفعهم كحرفة للمستقبل وكضامن تجاري، تجارة لا تبور، تنفعه بالحياة الدنيا التي ضمن الله سعادتها وغناها ورزقها للمتقين ، وتكون أمنت له الدار الابدية ، سعادة ابدية او شقاء ابدي ، فالوالدين يموتون وتبقى ذكراهم ، لا تبقى ذكرى رفههم وعطائهم بل كم علمهم وحثهم على التعليم..
بعض الٱباء عرفتهم أنا يحبون يؤمنون مستقبل اولادهم بالدراسة والبعد عن اليمن لأنه مشاكل … ولكن لانه لم يعلم ابناءه تحمل مسؤولية وطنه وابناء بلده صار عبئا على والديه فلم ينفعه علم

مقالات ذات صلة