العدوان والهروب نحو الاغتيالات

بقلم /عبدالفتاح علي البنوس

عندما تفشل قوى العدوان في تحقيق أي انتصار على أرض الواقع في ساحات المواجهة هناك في الحدود أو عبر مرتزقتها في الجبهات الداخلية تلجأ إلى الهروب واللجوء إلى تحريك أذنابهم من العناصر الإجرامية من القاعدة وداعش وفرق الاغتيالات المأخونة التي تعمل لحسابها مستهدفة الكفاءات الوطنية والقيادات والشخصيات الفاعلة والمؤثرة داخل المجتمع اليمني من أجل إرباك حسابات القوى الوطنية في محاولة منها لشق الصف الوطني من خلال توجيه الاتهامات فيما بينها والإيعاز لأبواقهم الإعلامية للقيام بهذا الدور المشبوه والحقير ظنا منهم بأن ذلك سيصب في مصلحتهم وسيخدم مشروعهم التأمري القذر .

هذه المرة وقع اختيار قوى العدوان ومرتزقتهم على الأستاذ القدير والسياسي الحصيف يحيى محمد موسى مستشار وزارة العدل والشخصية الوطنية التوافقية حيث طالته أيادي الغدر صباح أمس الثلاثاء أمام منزله بمدينة ذمار عندما باغتته رصاصات القتلة الذين كانوا على متن دراجة نارية ولاذوا بالفرار ليسقط شهيدا في محراب الصمود والثبات والمواجهة والدفاع عن العزة والكرامة والسيادة ،لم يكن الأستاذ يحيى متطرفا ولا متزمتا ولا فاسدا ولا متغطرسا ،بل كان متواضعا محبوبا عند كل من عرفه ،ولهذا قرروا الخلاص منه لأنهم يريدون القضاء على هذه العناصر .

استهداف الشهيد يحيى موسى جاء عقب ساعات من إعلان أبطال الجيش واللجان الشعبية خمد الفتنة وأذنابها من عملاء الريال السعودي في مديرية عتمة والتي خطط لها العجوز الفار علي محسن الأحمر فكانت أول ردة فعل على هذا الإنجاز جريمة إغتيال الأستاذ يحيي موسى لأنهم يدركون القيمة التي يمثلها الرجل تماما كما عملوا مع الأستاذ الشهيد حسن اليعري وبنفس الطريقة والأسلوب في محاولة منهم لجر أبناء اليمن نحو مربع الإقتتال والفوضى الموجهة والممولة من آل سعود، ولكنهم لا يدركون بأنهم بأعمالهم وجرائمهم المستقبحة والخسيسة يدفعون أبناء الشعب اليمني نحو المزيد من التلاحم ورص الصفوف وتوحيد الجهود من أجل استئصال شأفتهم وتطهير البلاد من رجسهم .

ومن المفارقات أن تصادف جريمة اغتيال الأستاذ يحيى محمد موسى في ذكرى اغتيال الداعية السلفي عبدالرحمن العدني في عدن وكأن ذلك يوحي بأن القتلة في الجريمتين من نفس التيار ويتبعون نفس الجهة التي تمولهم ، والملاحظ هنا بأن جريمة اغتيال الأستاذ يحيى موسى تعد بمثابة المؤشر الخطير على توجه قوى العدوان خلال هذه المرحلة بالاعتماد على مسلسل الاغتيالات والتصفيات الجسدية للقوى الوطنية المناهضة للعدوان والتركيز على الكوادر التي تتبع المؤتمر وأنصار الله والكوادر التي تنتمي لأحزاب ومكونات مؤيدة للعدوان ولكنهم ضد توجهات ومواقف أحزابهم بهدف خلط الأوراق وتصوير ما يحدث من جرائم على أنها عبارة عن تصفية حسابات بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان وهذا هو المخطط الذي سبق لهم وأن جربوه في الماضي ولم يحصدوا منه غير الفشل والخسران .

بالمختصر المفيد جريمة إغتيال الأستاذ يحيى محمد موسى تدق ناقوس الخطر في آذان السلطات والأجهزة الأمنية بمحافظة ذمار المعنية برفع مستوى الجاهزية واليقظة الأمنية في هذه المرحلة الحساسة والتحلي بالحذر وتشديد الرقابة والحماية الأمنية على المنشآت الحكومية وعلى الشخصيات الوطنية المناهضة للعدوان وتفعيل أداء أجهزة وعناصر الاستخبارات والأمن السياسي وعناصر الرصد والمتابعة لرصد أي تحركات أو نشاطات للعناصر الإجرامية وضبطها قبل ارتكاب الجريمة أو حتى بعد إرتكابها على الأقل ليتم كشف ملابسات الجرائم والأطراف التي تقف خلفها ، ليعرف الشعب عدوه من صديقه، رحم الله الأستاذ الشهيد يحيى محمد موسى وطيب الله ثراه وأحسن الله مثواه وجعل الجنة سكناه وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولعنة الله على كل من نفذ وخطط و شارك في جريمة إغتياله، ولا نامت أعين القتلة والخونة والجبناء .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة