جريمة استهداف منزل مشعشع بالجاح.. وحلم طفله الذي آدمى القلوب

بقلم /مروان حليصي

كعادته يخرج المواطن الخمسيني جماعي اسماعيل مشمسع مع إشراقة شمس كل صباح من منزله الكائن بمنطقته بالجاح في مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة للعمل بالأجر اليومي يكسب منه دخلآ يكاد يكفي أسرته لوجبتي الصبوح والغداء مع نصف وجبة عشاء في ظل الحصار الخانق البري والبحري والجوي الذي تفرضه دول العدوان، وفي يوم الخميس الماضي خرج وكله أمل بأن يضاعف الله رزق أولاده ليشتري لهم ما يسد جوعهم حتى صباح اليوم الثاني، دون أن يعلم بأن قيادة تحالف العدوان الأمريكي السعودي وبدوله التي تتجاوز العشر ومن داخل اروقة مراكز قياداته و من غرف عملياته في الرياض وجيبوتي وغيرها يخطط لإستهداف اسرته وتدمير منزله بعد ذهابه للبحث عن لقمة العيش لهم ، ولم يتوقع بأنها وبكل عددها وعتادها وبخبراءها وقادتها ومستشاريها وبكل إمكانياتهم العسكرية الحديثة واللوجستية والحربية ينون لتنفيذ جريمة بشعة تستهدف افراد اسرته في منزله”عشته” المتواضع في صباح الخميس وتحويل أجسادهم البريئة إلى اشلاء صغيرة وكتل متفحمة ، ولم يكن يدري جماعي ان يوم الخميس هو أخر يوم يرى فيه سبعة من أفراد اسرته من اصل تسعه وهو العاشر احياء سيما وعشته التي لا تتسع سوى لأفراد اسرته لم تكن مخزن للأسلحة ، ولا يوجد أسفلها مخازن للذخيرة او يحوي فناءها الدبابات والأليات والمدرعات العسكرية باستثناء بعض الماعز التي لا ندري إن كانت ضمن اهداف طيران العدوان المشروعة، فلم يدر بخلده قط ان هذا اليوم هو أخر يوم في عمره يجمتع فيه مع اسرته ويتناول برفقتهم الطعام بعد يوم حافل بالمشقة بحثآ عن تأمين لقمة عيش كريمة لهم ؛ لاسيما وهو رجل أمي غير متعلم ومن الناس البسطاء الذين لا يفقهون في السياسية ولم يعتقد بأن العالم و الآمم المتحدة تحديدآ قد باعته سلفآ وكل الشعب اليمني للنظام السعودي ليقتل من شاء ومتى شاء وكيفما شاء ؛ فكم كان صادمآ له رؤية جثث افراد اسرته متفحمة ومقطعة ومتناثرة أجزاء بعضها في فناء المنزل ، حيث استشهدت زوجتة واثنتان من بناته واثنان من اولاده ، وزوجة ابنه الأكبر مع طفلها ، ولم يتبقى من أسرته سواه واثنان من ابناءه احدهما ذلك الذي فقد زوجته وطفله الوحيد في الغارة، في مشهد عكس بشاعة الإستهداف وإجرام قادة العدوان وانحطاطهم الأخلاقي،ودرجة الإستخفاف الكبيرة بأرواح المدنيين التي وصلو إليها في ظل الصمت الدولي على افعالهم وانحيازه لهم وتخليه عن مسؤولياته وواجباته تجاه شعب يقتل صغاره وكباره على امتداد عامين دون رأفه ودون احترام للإنسانية التي ذبحت ونكل بها قادة النظام السعودي وتحالفهم الإجرامي.

ولم تنتهي مشاهد التراجيديا المحزنة التي كتبها وخطط لها قادة العدوان وأخرجتها ونفذتها طائراتهم عند ذلك فقط بالنسبة للأب وسكان المنطقة والمحافظة برمتها ،فقد كان هنالك مشهد أخر أكثر إيلامآ ينتظرهم جميعآ وسكان المنطقة بشكل عام والأب بشكل خاص الذي ألمه كثيرآ رؤية طفله الصغير الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره وهو مازال حيآ وأحشاءه تخرج من جسده عندما ناداه وشكى له مرضه وعدم قدرته على الوقوف كعادته في كل يوم ، بعبارته المحزنة وبلهجته التهامية “اباه انا مريض ولا اقدر اسنب” ، لعله يجد الحل عند ابيه كي يجعله يعاود الوقوف على قدميه مجددآ ككل يوم، دون علمه بأنه لم يكن مريضآ كما اعتقد ، بل انه اضحى هدفآ مشروعآ لطائرات العدوان الأمريكي السعودي في عالم باع انسانيته وتخلى قادته عن ظمائرهم مقابل البترودولار السعودي ، ودون ان يدري بأن الصاروخ قد قسمه إلى نصفين ، وان نصف جسده الأسفل مع قدماه تبعد عنه عده امتار جراء الغارة ؛ فكل ما كان يحلم به ذلك الطفل الذي فارق الحياة لاحقآ بعد رفعه لشكواه إلى ابيه هو ان يقف على قدميه ، وان يدوس عليهما و يمشي ويمارس طقوس حياته اليومية بين اللعب والركض مع رفقاءه اطفال القرية مثل كل يوم ؛ إلا انه لا يعلم ان حلمه ذلك قد صادره عليه حقد النظام السعودي وصادر معه حقه في الحياة والعيش وحقه في الأمومة ، وسلب منه روحه البرئية عنوه وستة أخرون من اسرته من ضمنهم امه لأنهم في نظر قاده العدوان مجوس ومن الميليشيات وارهابيون ويشكلون خطرآ على النظام السعودي الحقير الذي حتمآ ستجرفه دماء هؤلاء الأبرياء وستنتقم لهم عدالة السماء وسواعد رجال الرجال بإذن الله ، وان غدآ لناظره لقريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة