المرحلة الأخيرة متى نصر الله ؟؟
كتب / حمير العزكي
دخل انصار الله صنعاء وخرج منها الظالمون والمستكبرون .. هربوا متخفين وفروا خائفين وتركوا خلفهم نفوذهم على الوزارت وسيطرتهم على المؤسسات فاستلم الانصار مقاليد الامور والتقطوا زمام المبادرة عندما اراد الهاربين حالة الفراغ والانفلات وباشرت اللجنة الثورية مهامها في ادارة البلاد والتف الكثير الكثير حولهم بنوايا متباينه واهداف مختلفة فكان لابد من الامتحان والتمحيص الذين مثلا المرحلة الاولى :
(الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) فكان بلاء السلطة والنفوذ والجاه والمال وفيه فتن البعض وبان كذبهم وزاد ايمان البعض وبان صدقهم
ولم يطل أمد هذا الامتحان حتى أتى العدوان السعودي الأمريكي وهنا بدأت المرحلة الثانية :
(أم حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ويعلم الصابرين)فانطلق المؤمنون المجاهدون الصابرون الى الجبهات وحتى عندما كانت الحاجة تستدعي بقاءهم كان لاينفكون عن الالحاح على القيادة بالسماح لهم بالانطلاق الى الجبهات وآثر البعض السلامة فتعذروا وتأخروا وتباطؤا واثاقلوا ولعل هذا البعض وكثرته كان سببا في الوصول الى المرحلة الثالثة:
(ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين) والمتأمل في قوله تعالى (شيئ من ) و (نقص من) يجد فيها وصفا دقيقا لهذه المرحلة فليس فيها الخوف المميت ولا الجوع المهلك إذ كان القصف في محافظات محدودة والشهداء من المدنيين اقل نسبيا ..أما أشغال الناس واعمالهم الحرة وان كانت قد تأثرت وتناقصت عائداتها الا انها كانت تفي بالاحتياجات الاساسية وبالنسبة للموظفين كانت المرتبات تصرف شهريا وان توقفت المكافأت والحوافز والبدلات والنفقات تدريجيا حتى اطبق العدوان حصاره الجوي والبحري وتواطئ العالم مع الفار هادي بالموافقة على نقل البنك والاستحواذ على الواردات الرئيسية فنشأت أزمة السيولة النقدية وبدأت المرحلة الرابعة والاخيرة:
(أم حسبتم أن تتركوا ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقولوالرسول والذين أمنوا معه متى نصرالله الا إن نصر الله قريب) انقطعت المرتبات وتوقفت الأعمال الحرة ومات الاطفال من الجوع وفارق المرضى الحياة لانعدام الادوية وبلغ منا الضر مبلغه وتزلزلت النفوس زلزلة شديدة بلغت فقدان البعض لعقله فأمسك بالضحايا الذين يعانون معه والى جواره متوهما انهم سبب عنائه والضر الذي نزل به وانهم ناجون من البأساء وترك الجلاد المتسبب حقيقة بمايعانيه الجميع وقال الجميع متى نصرالله قالها البعض سرا ومناجاة بين يدي الله وقالها البعض جهرا ثقة ورجاءا على الله وقالها البعض جزعا وفزعا وشكوى لغير الله
ولكن إيماني ويقيني بعدل الله ووعد الله يجعلني استشعر في آيات الجبهات و وحي الانتصارات الرد الالهي الذي استبشرت به قلوب من قبلنا (الا إن نصرالله قريب) قريب الى الدرجة التي تجعل من الغباء والسذاجة التخلي عن صمودنا وثباتنا واستمرارنا في مواجهة العدوان بعزم وحزم فلن نخسر أكثر مماقد خسرناه حتى اليوم .. الا اذا تراجعنا وتخاذلنا وضعفنا امام اوجاعنا والآمنا عندها ستكون الخسارة اكبر بكثير وبأضعاف مضاعفة في الدنيا والاخرة ..
فاالله الله
الصبر الصبر
الثبات الثبات
والصمود الصمود
اخيرا…
هذا الترتيب العجيب لهذه الآيات أورده السيد القائد حفظه الله في اطلالته المباركة في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم