ماذا نقصد بمقاطعة وسائل إعلام دول العدوان..ولماذا نقاطعها

بقلم#مروان حليصي

 

لم يعد الإعلام في القرن الواحد والعشرين وسيلة لنقل الأحداث والحقائق للمجتمعات باختلاف جنسها و توجهاتها، بل أصبح أحد أخطر الحروب لهذا العصر-عصر الإلكترونات والسرعة ،الذي تستهدف به.قوى الإستكبار العالمية الشعوب العربية والإسلامية لتحقيق اهدافها الاستعمارية ضمن إطار الحرب الفكرية والنفسية والعصبية والأخلاقية ً ، والأحداث التاريخية التي لعب فيها الإعلام دورآ محوريآ في تهيئة العقل العربي لحروب الامبريالية الغربية في المنطقة كثيرة، حيث عُدت المنطقة العربية مسرحآ لبث الإعلام الغربي والعربي لسمومه فيها مستهدفآ ابناء الشعوب العربية والإسلامية من خلال أساليب عصرية وحديثه في التظليل وتزييف الحقائق وبث الشائعات ونشر الأكاذيب التي يكون في النهاية لها الأثر النفسي لدى متابعيي تلك الوسائل الإعلامية ، لتترسخ تباعآ في ذهنيتهم كثير من الاكاذيب والاحداث المصطنعة على انها حقيقة لا غبار عليها ، وإنسياق الشعوب العربية والإسلامية خلف شائعة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل التي كانت تسوقها وسائل الإعلام الغربية والعربية خير دليل على إنخداع العقل العربي وتآثره بالإعلام التضليلي و الكاذب؛ بل و الأمر لا يقتصر عند ذلك الحد فقط ، وفي زمن الإنبطاح المطلق الذي يعيشه حكام الخليج للولايات المتحدة والصهيونية عملت القنوات الخليجية المحسوبة على المسلمين كاأداة ووسيلة لدعم المشاريع الصهيو-امريكية التآمرية على البلدان والشعوب العربية، حيث عمدت طيلة العقود الماضية على تفخيخ العقل العربي ببعض القضايا الثانوية كالحديث عن الديموقراطيات في الدول الأجنبية او مستوى الحريات فيها ، وصولآ إلى ارضاخها المواطن العربي لعملية مهادنة مع الأعداء وترويضه التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل، وإبعاده عن قضيته الأم-القضية الفلسطينية التي اصبحت شيء هامشي بالنسبة لها ومن يوجهها من حكامها .

ومنذ العام 2011 عاشت الشعوب العربية كثير من الأحداث التي عصفت ببعض الدول العربية تحت مسمى ثورات الربيع العربي والإزدواجية الواضحة في التعامل معها من قبل قنوات الإعلام الخليجية ومنها الجزيرة والعربية يضيف مشهد من مشاهد التظليل والتزوير للأحداث من قبل تلك القنوات التي انخرطت في تنفيذها للموأمرات الخارجية عبر تأجيجها الشارع العربي ضد حكامه باعتبارهم طغاة ومتجبرين وفاسدين وان انظمتهم قمعية يجب زوالها بالإحتجاجات والمظاهرات وبالإستيلاء على المؤسسات الحكومية من قبل الثوار المفترضين ، فضلآ عن تحريضها ودفعها الأستقواء بالجيوش الغربية لتدمير الأوطان وإحتلالها بذريعة مؤازرة الثوار في ثوراتهم ضد حكامهم وإسقاط أنظمتهم ، وبإنتهاجها لأساليب بث الشائعات، وتحريف الحقائق, وتشويهها ،وصنع الوقائع الكاذبة وبالإستعانة ببعض المشرعين من العلماء والخطباء الوهابيين اصبحت قنوات الإعلام هي المسيرة لحالة الجماهير وهي المتحكمة في توجهها تحت تأثير مخدر الفتاوي وأساليب التظليل ، لتكون المحصلة هي الاضطرابات والفوضى وفقدان الأمن والإستقرار في تلك الدول ليتحقق لمشيخات الخليج إنتقامها من أنظمة تلك الدول التي تعاني منها الحساسية المفرطة ، فضلآ عن كونها في خريطة الإستهداف المحددة لتلك الوسائل، وذلك في نفس الوقت الذي اعتبرت خروج الخليجيين على ولاة أمرهم للمطالبة بحقوقهم شيء محرم ، وجرم، وانه لا يجوز ، وعبر ثلة من الشخصيات الدينية المأجورة التي تستضيفها في برامجها جعلت دماء المواطنيين الخليجيين مباحة من قبل حكامهم إذا ما عصوهم او خرجو في مظاهرة او مسيرة للمطالبة بحقوقهم المشروعة.

واليوم ما تآتي جرائم القتل المتواصلة التي يتعرض لها الشعب اليمني والتخريب والتدمير الممنهج لمقدراته وممتلكاته الخاصة منذ زهاء عامين من قبل دول العدوان في ظل الصمت الدولي المطبق إلا في ظل إطار ارتفاع وتيرة الحرب الإعلامية التي تشنها دول العدوان عبر وسائل إعلامها وقنوات الجزيرة والعربية والحدث التي تزيف الحقائق وتختلق الوقائع الكاذبة لتحريف الرأي العام والشعبي وخلق عالم مزيف في عقلية متابعيها بهدف إبعادهم عن الواقع الكارثي الذي يعيشة الشعب اليمني جراء عدوانهم ، وهنالك الكثير من الأحداث التي عاشها الشعب اليمني منذ بدء العدوان خبر فيها ذلك الأسلوب من قبل قنوات العربية والحدث والجزيرة وغيرها، وصاروخ بركان1 الذي استهدف مطار عبدالعزيز في جدة كان مربط الفرس في ذلك ، حيث بداءت وسائل إعلام العدوان حملة تحريض وتأليب للعالم العربي والإسلامي ضد الجيش واللجان الشعبية باعتبارهم ارادو استهداف الكعبة بصاروخ بركان1 ، وذلك في استغلال رخيص لقدسية الكعبة المشرفة لدى مليار ونصف المليار مسلم بهدف تأليبهم ضد القوى الوطنية اليمنية الشريفة ، ولو لا تصدي الدفاعات الجوية للجيش السعودي للصاروخ واسقاطه لحلت اللعنة على الأمة جراء صمتها على تمادي انصارالله والمؤتمر على اقدس بيت الله بهدف إبعاد المشاهد والمتابع عن الحدث الحقيقي!!! وهكذا بداءت حملتها الكاذبة بهدف إخفاء أثر الفضيحة التي حلت بالسعودية جراء وصول الصواريخ اليمنية إلى العمق السعودي بعد عامين من العدوان الهمجي على الشعب اليمني أستهدفو خلاله الحجر والبشر ، وبعد إدعاءهم تدمير القدرات البالستية اليمنية بنسبة 97% كما تحدث به ناطق العدوان احمد العسيري .

ومنذ بدء العدوان مازالت الحرب الإعلامية من قبل نفس وسائل الإعلام التي تقصف دولها منازل المواطنين في اليمن على روؤس ساكنيها بحجة انها معسكرات واماكن تجمع للميليشيات حسب زعمها ، وتغطيها هي تحت تلك العناوين رغم المشاهد الحقيقة التي تبثها قناة صدق الكلمة(قناة المسيرة) وكل القنوات المناهضة للعدوان على الشعب اليمني، واليوم عندما نقول يجب مقاطعة تلك القنوات الإعلامية ليس ناتج حالة عداء نكنه لها او لأنظمتها بدون اسباب ، وإنما لكون تلك القنوات هي منبر لصنع الإكاذيب وترويج الشائعات ونشر الفرقة بين ابناء الوطن الواحد والدين الواحد، ولكونها أداة بيد الدول الإستعمارية سخرتها للنيل من الشعوب العربية ونشر الفوضى والاضطرابات في اوساط مجتمعاتها تحت شتى لا مجال لذكرها هنا ،
وعندما نقول يجب مقاطعتها فأننا نقصد بذلك تحصين المجتمع من اهداف خبيثة تتحقق بالتدرج والتأثر في نفسيات المجتمع اليمني بشكل غير مباشر وبدون إدراك ،فهي وباستمرار متابعتها تؤثر في الروح المعنوية للشعب اليمني بهدف دفعه الإستسلام لقوى العدوان ولمشاريعها من خلال تغطية انتصارات وهمية لمرتزقة العدوان ، في نفس الوقت الذي تكون تلقت ضربات موجعة على يد ابطال الجيش واللجان الشعبية، فعندما ندعي لمقاطعتها فأننا نقصد بذلك حماية الشعب اليمني من جور الحرب الإعلامية التي تزعزع ثقته بجيشه ولجانه الشعبية مما يتسنى لها استغلال ثغرة أزمة الثقة لتحقيق اهدافها التي عجزت عنها طيلة 21 شهرآ من العدوان الكوني على الشعب اليمني ،ف21 شهرآ من العدوان على الشعب اليمني بدون حق..كافيآ لشن الحرب على العدو بكل الوسائل،ومنها الحرب على قنواته الإعلامية بمقاطعتها ؟ وهل يعقل ان نقضي اوقاتنا لمشاهدة من يقتلنا ويدمرنا ، وهل من يستهدف منازل المواطنين بذريعة انها مخازن أسلحة سيقول الحقيقة في قنواته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة